التعليم …. الخطر القادم

يظل التعليم في كل بلد رافداً أساسيا في نهضته وتطوره وعلو كعبه بين الأقطار الأخرى ، وكم من دولة لا تملك موارد طبيعية ولا ثروات أصبحت حديث العالم بتطورها وتفوقها على غيرها ، وكل ذلك لأنها اهتمت بجوهر التعليم والتركيز على العقول التي تقود مستقبل تلك البلاد ، وخير دليل على ذلك دولة سنغافورة التي لا تكاد ترى بالعين على الخريطة لكنها قارعت الدول العظمى بجودة إنتاج تعليمها .

غير أن التعليم لدينا أصبح يمثل خطراً قادماً وتهديداً لمجتمعنا من حيث لا نعلم ؛ فالتعليم ياسادة يستنزف ثلث الميزانية العامة للدولة من خلال الرواتب الضخمة والمشاريع المنفذة والتجهيزات المساندة وهذا يشكل عبئاً على كاهل خدمات أخرى يحتاجها المواطن كذلك مثل الإسكان والصحة والبنى التحتية المختلفة. 

كما أن التعليم ورغم ما صرف عليه وما سيصرف لا تتوافق مخرجاته مع ما يحتاجه سوق العمل ولا زالت الفجوة كبيرة وتتسع بين متطلبات ذلك السوق وبين ما يؤهله التعليم لرفده بالقوى العاملة ، والدليل على ذلك أن العمالة تزداد أعدادها كل سنة !!  بل ومن المزعج ما يلاحظ من تنامي البطالة المقنعة التي توظف فقط من أجل الوظيفة وليست من أجل العمل والإسهام والتطوير.

ويمثل التعليم الخطر الأكبر عندما يفت في عضد اللحمة الوطنية وحين يكون التعليم عاجزًا عن حماية أجيال المستقبل من بث المنهج الخفي الذي يمارسه بعض المنتسبين للتعليم ولا تستطيع المنظومة التعليمية تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة والسلوكيات الهدامة.

والمصيبة الكبرى هي أننا نوهم أنفسنا بأننا سائرون في الطريق الصحيح بينما الحقيقة هي أننا لازلنا في موقع متأخر جداً من طابور التعليم العالمي ….. فقط أنظروا لمخرجات التعليم واحكموا.

التعليم في كل دول العالم الواعية هو الحياة بينما لدينا هو الخطر القادم.

مفلح الصاطي 

مقالات سابقة للكاتب

12 تعليق على “التعليم …. الخطر القادم

سلطان محمد

مقال أصاب كبد الحقيقة
خاصة البطالة المقنعة والتي لاتنتج شيئا
شكرا جزيلا لكاتب المقال ونفع به…

نايف الصبحي

والله يا مفلح كلامك بالصميم
فعلا . لماذا مناهجنا لاتحمي أفكار شبابنا من الفكر الضال

البشري

مقال يدل ع انك كاتب متمكن
لكن ليه تنتقد التعليم وانت ابن التعليم عاد حنا وش نقول؟
إذا شهد شاهد من أهلها!!!!!!

المغربيين

يا مفلح لقد افلح قلمك
فهيا وأفلح في الإبداع
لقد رسمت لوحة فنية ادبية رائعة
استمر بنفس هذا التدفق

أحمد الساطي

الله المستعان

طريقة المناهج الجديدة تحتاج إعادة نظر .

أبو سعود

صدقت
(والمصيبة الكبرى هي أننا نوهم أنفسنا بأننا سائرون في الطريق الصحيح بينما الحقيقة هي أننا لازلنا في موقع متأخر جداً من طابور التعليم العالمي)
هذه هي قمة المأساة
حينما تقام الحفلات تسمع المدائح والخطب الرنانة أنه نحن أفضل ناس
والكل يعرف أن هذا مجرد هلس وكلام في الهواء وأن الحقيقة غير ذلك تماماً
وهنا المصيبة

ابراهيم مهنا

شكرا للأستاذ مفلح ومقالك يدل على همك
ولكن رغم كثرة التشخيص يظل المعلم الماهر هو الأساس والمحور لأن المتأمل في الفكر الخفي الضال يجد أن الفارق لم يكن المقرر والمنهج فإن فساده ظاهر ولكن الفارق في المسوق له – المعلم – كيف نجح مع قلة حيلته ووسائله ولم ننجح رغم الفرص الممنوحة لنا وسلامة ومنطقية منهجنا !!!!

محمد الصحفي

شكراً أستاذ مفلح على المقالة
الحديث حول التعليم ذو شجون وهموم وغموم
وأسمح لي بأن أبدي إعجابي بتعليق الأستاذ الفاضل إبراهيم مهنا
كيف نجح أولئك وفشلنا (نحن كمعلمين) رغم توفر كل شيء معنا من منهج ونظام ووزارة ضخمة وووو ؟
هذا هو السؤال الجدير بالمناقشة
أم أن المسألة مجرد أوهام وأنه لايوجد شيء من ذلك ؟! وهذا الذي أميل إليه
شكراً لك مرة أخرى

عبدالله الشيخ

جاءتني رسالة من مدير مدرسة ولدي في جدة على الجوال
نفيدكم أنه تم تغيير مسمى مدير المدرسة إلى قائد المدرسة
فألجمني السكوت ولم استطع أن أنبس ببنت شفه
وبعد هنيهة حوقلت (لاحول ولا قوة إلا بالله)
فهل هذه هي اهتمامات الوزارة تغيير مسمى مدير وتغيير الشعار ….
والبيت من الداخل مهلهل ؟!
ليتهم يلتفتون لإصلاح الخلل أم أن عيونهم لا تبصره؟
كما ذكرت في مقالك مخرجات التعليم (تفشل)

ديم المطر

بوركت اخ مفلح وبورك قلمك
التعليم عندنا لم يتطور والى الأن لم يرسى به على بر الأمان
والمناهج لم تتطور هى نفسها
وكل مافي الامر هو
شعار التعليم يتغير كل سنه
وكذلك ألوان الكتب وشكلها الخارجي
و تم تغيير الامتحانات التى اختبارات
وتم تغيير المدرس الى معلم وتم تغيير المدير الى قائد
و في النهايه الطالب يتخرج وهو لا يعرف حتى التعبير و الإملاء
ولا يعرف مايضره و الذي ينفعه
ولا يفرق بين الحلال والحرام

حميد الجغثمي

مفلح اللي للمواجيب نطاح جزاك الله خير
أخي العزيز لن يتغير الحال مالم يكن المعلم منتج للمعرفه ناشرا ومستثمرا لها ،

(والطريقة الوحيدة التي يمكن لهذه المجتمعات اللاغربية أن تأخذ بها نفسها هي العمل على تكوين وتنشئة أجيال جديدة من المواطنين تكون لهم توجهات مختلفة عمّا هو سائد الآن وقدرات على التأمل والتفكير والإبداع والابتكار بحيث يؤلفون قوة ضخمة عاملة في إنتاج المعرفة وهم من يطلق عليهم الآن اسم Knowledge workers الذين يكرّسون جهودهم في إنتاج وتطوير وتطبيق المعرفة في مختلف المجالات, فإنتاج المعرفة يحتاج إلى وجود ثقافة معرفية متميزة في مجتمع مهيأ للتعامل معها وفهمها, وإلا أصبح ما نسميه مجتمع المعرفة مجرد هيكل مادي خال من الإنسانية وفارغ من الحياة.أحمد أبوزيد

أحمد مهنا

مقال قيم..بأسلوب معلم…ووعي مشرف تربوي وغيرة مواطن صادق..هكذا النشر الذي يبني..مقالك مثال لمن أحب أن يكتب ومنهج لمن أراد إصﻻح المؤثرين في بناء اﻷجيال….وطننا غال ومسؤولياتنا تجاهه تتكامل ..وفق الله قادة الوطن لكل رشد وأدام اجتماع الكلمة حبا للوطن ووﻻء لوﻻة اﻷمروإخاء في الدين ومودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *