انطلقت في محافظة جدة اليوم الثلاثاء 31 يوليو 2018 أضخم مسابقة هاكاثون في الشرق الأوسط، بتنظيم من الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، تحت مسمى “هاكاثون الحج“.
ويأتي تنظيم هذا الحدث الضخم الذي يستمر ثلاثة أيام، وبمشاركة آلاف المطورين من الجنسين من 51 دولة في العالم، ضمن جهود المملكة العربية السعودية المتواصلة كل عام في خدمة ضيوف الرحمن واغتنامًا للمواهب التقنية الشابّة، التي تبرز ضمنها مشاركة المبرمجين في استكشاف وتطوير تقنيات مواسم الحج.
كما يأتي تنظيم هذا الحدث المهم في إطار التزام المملكة بتحفيز المناخ الابتكاري والوصول إلى الريادة الإقليمية والعالمية في مجالات التقنية؛ ما يصبّ في مصلحة دعم الطاقات الشابة وتوفير الفرص المتنوعة لها، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وقدم معالي المستشار بالديوان الملكي رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز الأستاذ سعود بن عبدالله القحطاني شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله – ، على الدعم غير المحدود الذي يقدمانه للشباب واهتمامهما البالغ بدعم المبدعين ونقل المعرفة، مضيفاً أن استضافة المملكة لأكبر هاكاثون في تاريخ المنطقة من خلال مسابقة “هاكاثون الحج”، يهدف إلى ابتكار حلول تقنية تسهم في إثراء وتحسين تجربة حجاج بيت الله الحرام، وأن المملكة أصبحت إحدى الدول الرئيسية الداعمة بكل قوة للتقنيات الحديثة بكافة أنواعها سعياً في الوصول لأن تكون بوابة التقنية في المنطقة، باعتبار أن لها دورًا أساسيًا في كل جانب من جوانب رؤية 2030 وعرابها سمو ولي العهد الأمين بدعم وإشراف خادم الحرمين الشريفين – أيدهما الله -.
وأشار المستشار القحطاني إلى الدور الذي تلعبه التقنية في التنمية وتحقيق أهداف ما خطط لها، وأن النتائج المرجوة من “هاكاثون الحج” تنعكس إيجاباً في تحسين وتطوير الخدمات المتميزة المقدمة إلى حجاج بيت الله.
وقالت الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني نوف الراكان في كلمة خلال حفل الافتتاح : إن المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهما الله – ، تنتقل لعهد جديد ليس لطموحه حدود بل طموحًا يعانق عنان السماء نفتح فيه الأبواب ونجمع فيه العقول لتبدع وتنشر علماً ينتفع به ليخدم أعظم أركان الإسلام منطلقاً من رؤية طموحة رؤية المملكة 2030 .
من جهته، قال مؤسس موقع ويكبيديا جيمي ويلز “شرف عظيم أن أكون معكم الليلة في هذه الفعالية التي تتحدث عن الابتكار وسعيد أن أرى هذا الجمع الغفير من المبتكرين الشباب في هذا الحفل”، وقد سرد قصته مع موقع ويكيبيديا باعتبار الموقع كان يرى أن أي شخص له الحق في الحصول على بعض من الوثائق والمعلومات، مضيفا أن هناك الآلاف من الأشخاص والعالم يعملون ليلاً ونهاراً ليكون منتجين يتحدثون عن قيم التسامح والتفاهم.
واعتبر أن “هاكاثون الحج “حدث إبداعي وحماسي جداً”، مضيفاً “أرى حولي آلاف الأشخاص، أنا متحمس جداً” .
وأشار إلى أن مثل هذا الحدث يعد من أهم الأشياء لدولة لديها طموح عظيم أن تصبح بوابة التقنية بالشرق الأوسط.
وقال جيمي ويلز: أحد الأشياء الذكية بفعالية هاكاثون الحج أن فكرتها تكمن في الاجتماع والتفكير بأشياء لتحسين تجربة ملايين الحجاج ، وهو موضوع مثير وأمر لا يمكن بحال أن يفكر به المطورين بالسيليكون فالي مثلاً، وهنا لديكم الفرصة لتقولوا تقنيتنا محلية، وسنقوم بأشياء لا يمكن لأحد سوانا في المملكة العربية السعودية أن يراها بشكل كامل كما نراه.
في حين قال الشريك المؤسس في شركة أبل ستيف وزنياك: إن النجاح ليس بتقليد الآخرين بل بالابتكار واختلاق الأفكار وتنميتها، وأنه من أجل إنجاح المشاريع الخاصة يجب العمل بجد وتفاني “كما يجب أن تحب ما تعمله”.
وقد شهد حفل الافتتاح جلسة حوارية بعنوان “المملكة العربية السعودية بوابة التقنية الصاعدة” قام بإدارة الحوار فيها الأستاذ عضو مجلس إدارة الاتحاد فيصل الخميسي بمشاركة معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحة، و”استيف وزنياك” شريك مؤسس لأبل، والشريك المؤسس لموسوعة ويكبيديا “جيمي ويلز” ، والمدير العام والتنفيذي لشركة “STV ” عبدالرحمن طربزوني ونائب الرئيس التنفيذي لشركة الطيار عبدالرحمن بن مطرب.
وتستقطب النسخة الأولى من “هاكاثون الحج”، مطوّرين من الجنسين من مختلف الدول شاملةً المملكة ودول الخليج والعالم، وتجاوز عدد المسجلين 20 ألف شخص، تم اختيار مايناهز 3000 منهم للمشاركة، كما تقوم شركة Google بدعم الفعالية وأقامت العديد من الورش التدريبية للمشاركين.
يُذكر أن «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز» خصَّص جوائز لهذا الحدث وتمويلاً لمشاريع المشاركين تصل قيمتها إلى مليونَي ريال سعودي، بهدف تحويل أفكار المشاركين إلى مشاريع، حيث قُسِّمت الجائزة إلى ثلاثة مراكز؛ نصيب المركز الأول منها مليون ريال، فيما يحصل الفائز الثاني على 500 ألف ريال، والثالث على 350 ألف ريال، في حين تذهب 150 ألف ريال جائزةً للتميُّز.
وتشمل المنافسة في “هاكاثون الحج” القطاعات المحيطة بموسم الحج وخدماته وتحدياته، بما في ذلك الأغذية والمشروبات، والصحة العامة، والحلول المالية، والمواصلات، وإدارة الحشود، والتحكم في حركة المرور، وترتيبات السفر والإقامة، وإدارة النفايات والمخلفات، والإسكان، وحلول التواصل.