لا يخفى علينا جميعًا ما للتعليم من دور في بناء الوعي الاقتصادي للمرأة بجعلها تلتفت إلى أهمية دورها في المجتمع في كافة مجالات الحياة لا في التعليم فحسب؛ مهما كانت الظروف فهناك أدوار متكاملة في مجال العمل والبناء ليتحقق التمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي إضافةً إلى أدوار كافة المؤسسات والأفراد والجهات المختلفة الفاعلة وذات التأثير والدعم المجتمعي في تعزيز المنافسة والحضور الاقتصادي للمرأة خاصةً أن تأثير المرأة في الجانب الاقتصادي لن يضيع سدى بجهود مثمرة سخية، بل إن مردودًا إيجابيًا سيتحقق على المستويات الأسرية والشخصية والمجتمعية حيث إن ما تقدمه المرأة من عائدات وبأي نسب كانت يعاد استثمارها مجددًا في المجتمع، ولنا في المجتمعات المتقدمة خير شاهد فقد اعتمدت في نهضتها العلمية والعملية الاقتصادية والاجتماعية على ما تمتلكه من ثروة بشرية، رجالًا ونساءً فوجّهت جل استثماراتها نحو تنمية هذه الثروة البشرية وقدمت لها كل التسهيلات وبسخاء ومكّنتها من أدوات ووسائل العلم النظري والتطبيق العملي المتقدم، وهدفت من وراء ذلك إلى رفع الكفاءة الإنتاجية فتميزت هذه الثروة وحقّقت هدفها.
ورغم كل هذا التأثير الإيجابي إلا أن ما نشاهده على أرض الواقع غير محفّز، ففرص الاستثمار للجانب النسائي في القطاع الاقتصادي يعاني عدة تحديات اجتماعية واقتصادية في قطاعات التنمية الحيوية، فهناك نقص كبير في المشاريع الإنتاجية في المجتمع حولنا، وبعض فرص الاستثمار تأتي حكرًا على الرجال، فحظوظ سيدات الأعمال تنعدم تمامًا فيما يطرح من مشاريع ومناقصات وما يقدم لها في دعم مشروعاتها الاقتصادية ضئيل جدًا أمام طموحاتها وربما تفتقد المرونة أحيانًا بما يفشل كثيرًا من المشاريع ، علمًا أن هناك سيدات أعمال يمكن لهن المشاركة والاستثمار وهناك من لديهن طاقات وقدرات ورغبة في فتح مشاريع حتى لو كانت بسيطة لكنها تعد نواة لمشاريع أكبر لو تم دعمها وتبنيها بسخاء من قبل المسؤولين ورجال الأعمال في مجتمع محافظة خليص وهذا يعطيها دافعًا أكبر نحو الانطلاق والنهوض بعائلتها ومجتمعها، على حد سواء ويعد دافعًا اقتصاديًا جيدًا للمجتمع ليستفيد من الطاقات البشرية النسائية لديه.
وكل هذه التحديات يجب إعادة النظر فيها ومحاولة خلق فرص استثمارية لثروة بشرية هائلة في مجتمع المحافظة يمكن الاستفادة منها والعمل على دعمها ومساندتها بكافة الطرق الممكنة للرقي بها، ومن أمثلة ذلك:
– تنفيذ دورات تدريب مكثفة للنساء لتنظيم الأعمال إلى مشاريع ودعمهن لمواجهة العثرات ومساندتهن ليحوّلن الفشل إلى نجاح.
– إقامة ندوات تستضيف مجموعة من سيدات الأعمال الناجحات اللواتي خضعن لدورات تدريبية، يروين تجاربهن وكيف حققن تقدمًا استثماريًا ناجحًا.
– أن يتبنى المسؤولين في المحافظة ورجال الأعمال دعم سيدات الأعمال والمشاريع الصغيرة ليصبحن ناجحات في مجتمعهن بوضع آلية معينة للوقوف على ماهية البرامج لديهن ؟ ومن يقف خلفها؟ وما الغاية منها؟ وكيف يمكن لمحافظة خليص إتاحة الفرصه لهن للاستثمار الجيد وخوض غمار الاقتصاد والتنافس فيها بقوة.
ولعل صحيفة غران الإلكترونية في طرحها لـ قضية عزوف رجال الأعمال عن الاستثمار في المشاريع التنموية بمحافظة خليص قد أصابت الهدف وأحسنت في ذلك، وهذا ما يجب أن يكون عليه إعلامنا في طرح قضايا المجتمع ومناقشة همومه.
قضية يعد الجميع فيها شركاء فالمسؤولين وأصحاب الفكر والوعي في مجتمعنا مناطة بهم هذه المسؤولية وبكل مصداقية وشفافية .. وإلا سيظل مجتمعنا للأسف يراوح مكانه!
نويفعة صالح الصحفي
رئيسة المجلس الاستشاري النسائي
ورئيسة اللجنة الثقافية النسائية بمحافظة خليص
ومشرفة العلوم الشرعية بمكتب تعليم خليص
ورئيسة مركز فتاة غران.
مقالات سابقة للكاتب