بماذا أجيبُ وكلّي انكسارْ
وماذا أقولُ وقولي يَحــارْ
*****
وطأطأَ رأسي ذليلاً وقد
جثوتُ بخزيي بغيرِ اقتدارْ
*****
وطالَ مقامي وحالي كئيبٌ
بيومٍ عظيمٍ لفصــلِ القرارْ
*****
وطالَ مكوثي ومني تدانــت
هنالكَ شمسٌ بحــرٍّ النهارْ
*****
لتشخصَ فيه عيـــونُ العبادِ
فما من صلاتٍ وقربى وجارْ
*****
هما اثنان ليس لهم ثالثٌ
بحسبِ الصّنيعِ تلاقي القرارْ
*****
فإمّا نعيمٌ مقيــــمٌ يدومُ
وإمّا جحيـــمٌ وخزيٌ وعارْ
*****
فماذا أجيـــبُ اذا جاء لي
كتابي بعرضِ الذي ثَـمَّ صارْ
*****
وليس لديَّ مـن الخيرِ شيءٌ
وهذا يميني خـــــلاءٌ قفارْ
*****
يميني خـــلاءٌ وقفـرٌ تراءت
وحالُ شمالي ذنوبٌ كبارْ
*****
بدا لي من الحقِّ ما لـم أُردْه
ومنه استثارَ ذهولي وثارْ
*****
وخابت ظنونـــي بخيرٍ فعلتُ
فكانت هباءً لتذرى غبارْ
*****
ونـصّبَ فوقَ الجحيمِ صـراطٌ
فناجٍ وآخرُ في قعرِ نارْ
*****
فلطفكَ ربي فمن لي سواكَ
رجوتُــــكَ ربّي جهاراً نهـارْ
*****
وهديُــك إن أنـــتَ لم تهدِني
فمن منقذي من بئيسِ القرارْ
*****
يقيني بأنْ لا إلــــــهَ سواه
فلستُ بريبٍ وظنٍّ يحارٍ
*****
من الأمِّ أرحـمُ ربّـي وأحنى
وتسعٌ وتسعون تبقى ادّخارْ
*****
أعدني إلهـــي لهديٍ سويٍّ
طريقُ رضـاكَ سويُّ المسارْ
*****
فجدْ لي بعفــوٍ وظـلٍّ ظليلٍ
لدى جنّـةِ الخلدِ في خيرِ دارْ
*****
طمعتُ بجــودِكَ ربّـي فيسّرْ
حسابي بسكنى جنانِ القرارْ