في حياة كل إنسان حلم يرسم فيه مستقبله ، ويتخيل نفسه وهو يقدم قدراته ومواهبه ويكسب رزقه من المهنة التي تحقق له ذاك الطموح ولهذا على كل شخصٍ أن يحرص على انتقاء المهنة التي تليق به والتي تجدد إحساسه بالسعادة و ترغبة في التطوير ومن هنا يأتي السؤال كيف يتم اختيار التخصص المناسب لك ؟
يقع بعض الطلاب بعد المرحلة الثانوية في حيرة من أمرهم لاختيار التخصص المناسب لهم في الجامعة أو بعد السنة التحضيرية، وحيث أن النجاح الوظيفي يعتمد بشكل أو بآخر على الاختيار الصحيح للتخصص المناسب للطالب، فمن المهم جداً أن يكون اختياره مبنى على منهج علمي يحقق له التوازن الوظيفي والنفسي مما يكون له الأثر الإيجابي على نفسه ووطنه ومجتمعه.
ولقد ذكرت جامعة الملك سعود في استطلاع بالأنترنت أن 48% من الطلاب السعوديين قد دخلوا تخصصات قد لا تتناسب مع شخصياتهم، كما أن 25% منهم يكرهون تخصصهم.
فلماذا يا ترى ؟
قد يرجع السبب لعدة أمور لعل من أهمها:ـ
1.الوعي الذاتي لدى الطالب غير عالي لعدم معرفته لمهاراته وقدراته وميوله واهتماماته.
2.مجاراة الآخرين (الرفاق).
3. ضغوط من الوالدين.
4.عدم توفر بعض التخصصات (أو غير معروفة لديهم)
5.عدم معرفة الطالب باحتياج السوق المحلية وتخبط عشوائي في الاختيار.
6.وجاهة المجتمع.
فالوعي الذاتي الجيد لدى الطالب قد يكون سبباً في أن يقوم باختيار التخصص المناسب له ولكن قد يحول دون ذلك أن قدراته العلمية ودرجاته لا تؤهله لذلك التخصص مما يجعله يتجه لأي تخصص آخر قد لا يتوافق مع شخصيته وميوله فتكون النتيجة إما تسرب أو مخرج غير جيد، وهذا ينطبق على بقية الأسباب من مجاراة لرفاقه وضغوط الوالدين في أن يتجه الطالب لتخصص معين حيث أنه أوجه وأفضل في المجتمع، ولعل هناك الكثير من التجارب التي مرت بنا في حياتنا حول الاختيار المناسب وغير المناسب والنتائج المترتبة على ذلك سواءً سلباً أو ايجاباً.
فما هو الحل ؟
كنت قد جلست مع بعض الطلاب الذين يدرسون بالخارج وقلت لهم، على أي أساس يتم اختيار تخصصك بالجامعة؟
فقالوا لي بعد أن تنهي اللغة يتم الجلوس مع أحد المختصين في مجال الارشاد والتوجيه وعمل اختبارات ومقاييس خاصة يتضح من خلالها ماهي الوظائف والتخصصات التي تتناسب مع شخصيتك وقدراتك وميولك ويتم الجلوس معك ومناقشتك ومن ثم يطرح لك عدد من الخيارات المتعددة ويترك الخيار لك.
فهل ننتظر من جامعاتنا أن تتخذ مثل هذا الإجراء الذي يساعد الطالب في اختيار تخصصه المناسب والذي يسهم في تقليص التسرب من الجامعة ويكون له أثره الواضح في رفع في مستوى المخرجات الجامعية.
لذلك أنا أنصح الطلاب والطالبات أن يقوموا بخطوة استباقية في هذه المرحلة الهامة من حياتهم، فهناك العديد من الاختبارات والمقاييس التي استخدمت من عشرات السنين و تعني باختيار التخصص والتي أثبتت جدارتها بنسب عالية فمنها ما هو مجاني ومنها ما هو مدفوع، والحرص على اختيار المقياس العلمي المناسب والذي يعطي نتائج واضحة، وهذه المقاييس من ميزتها أنها تعطيك أكثر من خيار للتخصص تستطيع من خلاله اختيار التخصص الذي يلائم قدراتك ومواهبك، كما يمكنك من خلاله التعرف على نقاط القوة لديك وماهي اهتماماتك وميولك المهنية، كما أنها توضح لك الصفات الشخصية لكل وظيفة ومدى ملائمتها للتخصص المختار.
نصائح مهمة إلى أبنائي وبناتي:ـ
1.عليكم بالاستخارة كما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فالخيرة فيما أختاره الله لك.
2.ما خاب من استشار فالاستشارة مهمة في حياتنا.
3.ابحثوا عن التخصص الذي يتناسب مع قدراتكم وميولكم ومهاراتكم واهتماماتكم.
4.ما يكون صعباً عند البعض فقد لا يكون بالنسبة لك صعباً.
5.ابحثوا عن الصفات التي يجب أن تتوفر في وظيفة المستقبل هل تتناسب معكم أم لا.
6.ابحثوا عن تخصصات المستقبل في السوق العالمي والمحلي وادرسوها جيدا فهناك ما يسمى بالتخصصات المتداخلة والتي تتوافق مع الرؤية 2030.
7.بعد ذلك كله فأنتم أصحاب القرار في الاختيار لأنكم أنتم من سيعيش مع هذا التخصص وسيعمل فيه.
هذا والله يحفظكم ويرعاكم ويجعل النجاح حليفكم في الدنيا والآخرة
أسامة سعد المغربي
مستشار معتمد لدى مقياس بيركمان العالمي
[email protected]
مقالات سابقة للكاتب