أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني، اكتمال استعداداتها وخططها لمواجهة الطوارئ والحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج لهذا العام 1439هـ في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر بمتابعة شخصية ومستمرة من مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان بن عبدالله العمرو، ومشاركة أكثر من 33 جهة حكومية تشارك في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ في الحج.
وأوضحت المديرية أنه تم حشد ما يزيد عن 18 ألفاً من رجال الدفاع المدني من ضباط وأفراد يدعمهم أكثر من 3 آلاف آلية ومعدة متطورة لتوفير أعلى درجات السلامة من المخاطر لضيوف الرحمن والتصدي لكل ما يهددها من مخاطر في جميع أعمال الحج بما يوازي الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – لرعاية حجاج بيت الله الحرام في كل عام وما توفره من إمكانات للجهات الحكومية كافة لأداء مهامها في الحفاظ على سلامة الحجيج وتيسير أدائهم لمناسك هذه الفريضة الغالية.
وتتضمن الخطة الاستعداد الكامل للتعامل مع 13 نوعاً من المخاطر الافتراضية التي قد تحدث – لا قدر الله – في الحج التي تم رصدها من خلال دراسات معمقة وورش عمل متخصصة في رصد وتحليل المخاطر على ضوء المتغيرات المناخية والمستجدات في بيئة الحج، ومن ثم إعداد خطط الوقاية من هذه المخاطر والاستعداد الكامل لمواجهتها في حال حدوثها والتخفيف من آثارها، حيث شملت الاستعدادات إعداد سيناريوهات تفصيلية للتعامل مع كل نوع من هذه المخاطر وإجراء تجربة فرضية لقياس فاعلية خطط المواجهة عملياً في ذات المواقع المعرضة لهذه المخاطر في العاصمة المقدسة أو المدينة المنورة أو المشاعر؛ وذلك بهدف التأكد من استيعاب كل جهة لمهامها وعلاج أي قصور في الأداء قبل بدء أعمال الحج.
وتتغير الأخطار المحتملة في الحج من موسم لآخر تبعاً لما تشهده المشاعر المقدسة من مستجدات من مشاريع يتم تنفيذها لراحة الحجاج علاوة على المتغيرات الجوية السنوية التي قد تصادف موسم الحج مثل ارتفاع درجة الحرارة والأمطار والعواصف وغيرها لذا تستوعب خطط الدفاع المدني كل هذه المتغيرات وعلى ضوء دراسات وافية لرصد وتحليل المخاطر المتوقعة سواء كانت طبيعية أو بشرية ومن ثم اتخاذ الإجراءات العملية للتعامل معها.
وتضمنت خطط الدفاع المدني لحج لهذا العام بعض المخاطر المتوقعة سواء كانت طبيعية مثل “الأمطار والسيول، الرياح والأعاصير، تساقط صخور وأمراض وأوبئة” أو كانت صناعية مثل “الحرائق، والملوثات” أو كانت مخاطر حشود بشرية مثل “التدافع والزحام في بعض المواقع”.
وحرص الدفاع المدني على تأهيل رجال السلامة والوقاية بشأن المخاطر المحتملة المرتبطة بالأبراج والمباني الشاهقة منذ وقت مبكر لتفعيل إدارات السلامة الذاتية الخاصة بهذه المنشآت ورفع مستوى الوعي لديهم في مجال تطبيق خطط الإخلاء من قبلهم مع توفر فرق خاصة بالإطفاء ترتبط بهذه المنشآت كما تم تحديد المواقع الحرجة عبر اتصالات وتنسيق مع الجهات المعنية وبناء على رصد سابق لأماكن الخطر والأماكن الحرجة في جميع المشاعر حيث يتم رصد النقاط المتوقع أن تشهد كثافة كما يتم رصد الحالات ومن ثم يتم التنسيق مع الجهات المعنية سواء طبية ونحوه لإيجاد نقاط افتراضية قريبة من هذه المواقع للتدخل في أسرع وقت ممكن.
وجرى تخصيص قوة منشأة الجمرات للتعامل مع هذه المخاطر للمشاركة في إيصال المصابين ونقلهم من أماكن الخطر إلى أماكن آمنة ثم تتولى الحماية المدنية مع الهلال الأحمر مع الشؤون الصحية في المستشفيات الميدانية الموجودة في عملية فرزهم ونقلهم إلى الأماكن المطلوبة، حيث تتولى هذه القوة الإشراف على أكثر من 60 نقطة إخلاء في وقت الذروة في كل نقطة ضابط مع مجموعة من الأفراد يراقبون الجمرة وفي حالة أي خطر يهدد سلامة الحاج ينقل إلى نقطة الإخلاء الأخرى إلى جانب تخصيص قوة الدفاع المدني في الحرم للتعامل مع أحداث التدافع وعمليات الإخلاء في عمليات مساعدة من هم في الحاجة للمساعدة مثل كبار السن وحالات الإعياء ونقلهم إلى نقاط الفرز الطبي وتوفير مراكز إيواء آمنة توفر فيها جميع متطلبات الحياة حيث يوجد لدى الدفاع المدني مواقع ثابتة تسمى معسكرات الإيواء موزعة على مناطق المشاعر ومكة المكرمة.
وتتحمل قوات طوارئ الدفاع المدني الخاصة مسؤولية كبيرة في التعامل مع الحوادث والمخاطر التي تتطلب مهارات نوعية تخصصية وآليات بالغة التطور والحداثة، وقدرة على التدخل السريع، حيث تتولى هذه القوات عدداً من المهام تتمثل في الإسناد البشري والآلي لقوات الدفاع المدني المتمركزة في مكة المكرمة والمشاعر والتدخل الفوري والمباشر لمواجهة الحالات الطارئة.
كما أنهى الدفاع المدني استعداداته لإدارة الحشود ومباشرة أي حالة بمنطقة الجمرات من خلال نشر عدد كبير من الضباط والأفراد للتعامل مع أي حالات طارئة أثناء وجود الحجاج في جميع طوابق ومداخل منشأة الجمرات وأماكن رمي الجمرات والمخارج على مدار 24 ساعة طوال أيام التشريق، بالإضافة إلى وجود خطة لدعم قوة الجمرات في أوقات الذروة علاوة على تجهيز آليات ومعدات متطورة للتعامل مع أحداث الحرائق قادرة إلى الوصول لمواقع الحدث إن شاء الله، وفي وقت وجيز إلى جانب مشاركة تشكيلات من قوات الدفاع المدني في حج هذا العام للتغلب على مشكلات الزحام خلال موسم الحج وما قد ينتج عن ذلك من صعوبات تؤخر وصول فرق الدفاع المدني لمواجهة الحوادث بعدد من فرق الدراجات النارية المجهزة بوسائل الإطفاء والإنقاذ التي تمتلك إمكانات كبيرة للمناورة في الطرق المزدحمة والشوارع الضيقة والمواقع المزدحمة؛ مما يجعلها أكثر سرعة في الوصول لمواقع البلاغات عن الحوادث مزودة بمعدات الإنقاذ من أجهزة القص والفصل الخفيفة التي تستخدم لإخراج المحتجزين داخل المركبات وفي المناطق الجبلية التي قد يتعذر وصول آليات الدفاع المدني ذات الأحجام الكبيرة إليها.
وقد تم تقسيم مكة المكرمة في خطة الدفاع المدني لموسم الحج إلى عدة محاور وتغطيتها بجميع خدمات الدفاع المدني، بالإضافة إلى تكثيف الوحدات والفرق الميدانية وفرق التدخل السريع في المواقع التي تتزايد فيها درجة المخاطر؛ نظراً لدرجة كثافة وجود الحجاج فيها ولاسيما المنطقة المركزية في محيط المسجد الحرام وكذلك تكثيف عمل دوريات المسح الوقائي لجميع هذه المحاور وفق خطة مجدولة آلياً ومتابعة اشتراطات السلامة في جميع منشآت إسكان الحجاج سواء في الفنادق أو دور الإيواء على مدار الساعة للتأكد من الطاقة الاستيعابية لكل منشأة وتوفر مخارج الطوارئ فيها وفاعلية أنظمة الإطفاء والإنذار بها، وكذلك وجود مشرفين مؤهلين في كل منشأة للتعامل السليم مع الحوادث التي قد تقع فيها فور حدوثها.
وفي مشعر منى تم تجهيز فريق متكامل للقيام بأعمال السلامة في مخيمات الحجاج يعمل من أجل تهيئة بيئة مناسبة وآمنة للحجيج وكافة القطاعات التي تقوم بالعمل في خدمة الحجاج وتكثيف أعمال الإشراف الوقائي وإزالة أي مخالفات تهدد سلامة الحجيج في جميع أرجاء المشعر. إضافة إلى قوة الإشراف الوقائي التي تضم عدداً كبيراً من فرق الدراجات النارية التي تتولى متابعة اشتراطات السلامة في مخيمات الحجاج والطرق والمباني الخاصة بالجهات الحكومية وغيرها من الجهات الأخرى والتأكد من فاعلية أنظمة الإطفاء الآلي ومخارج الطوارئ وكذلك توفر طفايات الحريق اليدوية، مع متابعة تطبيق قرار حظر دخول الغاز المسال للمشاعر بدءاً من صباح اليوم الأول من شهر ذي الحجة.
ولمواجهة المخاطر التي يواجهها رجال الدفاع المدني في مشعر مزدلفة مثل تساقط الصخور ومخاطر الأمطار والسيول في ظل انخفاض موقع مزدلفة بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة بمحطات القطار الثلاث الموجودة بالمشعر يتم نشر فرق ثابتة تتمركز في جميع أرجاء المشعر منها فرق مؤهلة للتعامل مع حوادث القطارات تضم مجموعات للسلامة وأخرى للحماية المدنية، بالإضافة إلى فرق الإنقاذ المائي المجهزة بالقوارب ومعدات الغوص.
وفي مشعر عرفة تم استبدال ما نسبته ٩٦٪ من مخيمات المشعر بخيام مقاومة للحريق وذلك في إطار رؤية شاملة لمعالجة مخاطر الخيام التقليدية ولمواكبة هذا التطور يكثف الدفاع المدني أعماله بعرفة من خلال نشر عدد كبير من فرق السلامة والإشراف الوقائي لأداء عدة مهام تشمل توفير كل متطلبات السلامة في المشعر ومتابعة التمديدات الكهربائية بالتنسيق مع مؤسسات الحج والطوافة ومتابعة شبكات الإطفاء.
ولتحقيق السلامة في محطات القطار تم توفير كل متطلبات الدفاع المدني الخاصة بتفويج الحجاج لمحطات القطار في مشاعر منى ومزدلفة وعرفات الذي تتولاه وزارة الحج ووزارة الشؤون البلدية والقروية بالتنسيق مع الأمن العام.
ومهام الدفاع المدني الخاصة بقطار المشاعر تتركز في الكشف على متطلبات ومعدات الوقاية ومكافحة الحريق ونظم الإنذار داخل محطات القطار من خلال فرق متخصصة في استشعار المخاطر الناجمة عن تشغيل القطار أو تفويج الحجاج داخل المحطات والقسم الثاني يُعنى بالتدخل السريع للإنقاذ والإسعاف وإخلاء المحطات في حال وجود أي خطر يتطلب ذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والهلال الأحمر في تمركز وحدات الإخلاء الطبي.