مكة مسقط رأسي

في سماء مكة تتلألأ النجوم، في رحاب مكة جمال يحكى لا تنساه العيون، قد نغادرها لكن تظل فينا لا ترحل عن ذاكرتنا..

لا شيء يشبه مكة .. هي عروس الأرض، حبيبتي، مسقط رأسي، للأسف الرابط الوحيد هو أني ولدت فيها، كنت أرجو أني عشت فيها لكن تظل جزءًا من قلبي، وبي شيء من عبق مكه الجميل وهذا مصدر فخر لي، وللقدر خبايا جميلة ربما في يوم ما أعيش فيها والله سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين.

*لو لم تكوني عروس الأرض قاطبة .. ما أسَّس الله بيتاً في أراضيك*

وفي هذه الأيام المباركة تنادي مكة المشتاقين إلى أرضها المباركة؛ لينالوا الجزاء الأكبر، فيوم عرفة يوم يحتضن الأمنيات وترفع فيه الدعوات الصادقة، أسأل الله أن يستجيب دعوات الجميع، قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ) فالحج هو تهذيب للأخلاق ورحلة إيمانيه تزكي الروح وتطهرها من جميع الذنوب فيجب أن يكون المؤمن على قدر هذا الشرف العظيم في تعامله وعمله فالله سبحانه وتعالى يجب أن يعبد بالعلم فلا عبادة بدون علم، اعبدوا الله بالعلم الله لا يعبد بالجهل، ثقفوا من حولكم صححوا لهم، يجب إزالة الجهل، وبقايا الرواسب القديمة، التي تقدح في إيمان المسلم وتنقص عمله من ظلم أو عمل غير صالح أو حتى عبادة غير صحيحة ( مثل الصلاة والوضوء )، والملاحظ هو جهل الكثير بالأحكام الفقهية، والآن ولله الحمد توفر العلم على منصات علمية دينية، فلا تتعذر أنك لا تعلم فكل شيء توفر ويجب على الوالدين تعليم أطفالهم كيفية الصلاة الصحيحة، الآن يوجد الكثيرين يجهلون أبسط المعلومات عن دينهم، ديننا دين شامل شمل جميع نواحي الحياة من نواحي نفسية وسلوكية، الإسلام حتى حمى الذوق العام؛ فالتعليم للصغار وحتى للكبار يكون بالإحسان والصبر فالقسوة بالتعليم تولد البعد عن كل شيء، فالتوازن مطلوب وجمال الأسلوب هو المنفذ للوصول لما نريد مع الأطفال، الاحترام يجب أن يكون الأساس فلا تكبر ولا تجبر على ضعيفي العلم، الجهل يزول حينما يكون المربي إنسانًا صالحًا وأمينًت، كل شيء تغير عندما أسقطت المفاهيم التربوية السامية وتغير كل شيء من حولنا، حتى في العلاقات الإنسانية التي يفترض أن تبنى على الود والصدق فأصبح الهاجس الأول هو قطيعة الرحم بل أصبحت البيوت بلاسقف يحميها من بعض الإعلام الهادم الذي يتابعه الجيل الحالي والتقليد الأعمى والبعض السبب الأساسي هو الأسرة عندما يخيب الظن بهم يعلمونهم حب الدنيا والتشبث بها إلى أبعد الحدود مع نسيان أن هناك مسؤولية كبيره تقع على عاتقهم بل حتى نجد لدى البعض فراغًا روحيًا كبيرًا يصل والعياذ بالله للإلحاد، أصبح البعض فقط إسلام بلا مسلمين! وإنني صادقة فيما أقول هل من المنصف أن نشاهد جيل جاهل حتى ألفاظهم تستحي أن تسمعها، عزيزي الأب لا تقع المسؤولية فقط على الأم أين أنت من هذا الدور المحوري في حياتهم؟
ومشاكل بعض البيوت يكون سببها الأول هو قلة الدين أي ضعف الإيمان، وفقدان الحكمة في التعامل، فتنزع منه البركة والحماية، عجلة الحياة أصبحت تدار من ثلاثة محاور  التربية غير السليمة والجهل الكبير وفي غياب دور الأهل أصبحت الحياة عبارة عن جوال يمسك به الطفل وأين الوالدين لا أعلم!!! تركوه على جهاز يصارع الحياة يأخذ منه ما يدمر سلوكه ويقضي عليه ساعات حياته، والمحور الثالث عدم الانتباه لما يجري وعدم محاولة تصحيحه حيث نجد الانتحار سواء بالألعاب الإلكترونيه أي الاهمال الحقيقي نستحق ما يحدث لأنه عندما أهملنا الدور الرئيسي سقط كل شيء أمامنا بدون شعور منا بالمسؤولية.

لا ننس حديث المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.

أرجوكم عودوا إلى رشدكم كفى، أغلقوا أبواب الجهل، احتضنوا أبناءكم وبناتكم، اخفضوا لهم جناح الرحمة، وهناك دور للأبناء نحو الوالدين وهو دور أساسي ومكفول بالشرع احترموهم ابذلوا لهم الرعاية والحنان والرقة في التعامل.

وكل عام وأنتم بخير.. عيدكم سعيد، واللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد وصحبه الغر الميامين.

عواطف الثلابي السلمي

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “مكة مسقط رأسي

ابراهيم يحيى ابوليلى

مكة وهل هناك مدينة في الدنيا تضاهيها فمهما غنى الناس وانشدوا الأشعار في مدنهم فستبقى مكة هي زهرة المدائن تبقى مكة ام القرى بل ستفخر كل مدينة في الدنيا بأنها تنتمي لمكة الفيحاء لمكة المكرمة ويكفيها فخرا أن الله اختارها من بين جميع أرضه فوضع فيها بيته المعظم أيتها الكاتبة القديرة عليك أن تفتخري بقوة أن ولدت على ثرى أطهر بقعة في الأرض ونحن مشتركا انا وانت من حيث الميلاد على أرض مكة وأنا ازداد عنك أنني قضيت كل عمري اروح واغدو بين ازقتها وحاراتها وجبالها وكل مرتفع فيها وكل منخفض لواذيها ماذا أسطر من كلمات عن مكة فمهما تبارت الإلهام والاقلام لتبلغ ذراها في الوصف فستظل عاجزة عن بلوغ
مرتقاها بل إن الاقلام لتهتز طربا وتتمايل نشوة أن سطرت كلمة أو عبارة عن مكة أليس عليها خطى رسول الله خطواته المباركة فأي شرف أو نسب أو حسب يضاهي شرف اشتراكنا مع الحبيب في موضع الميلاد الله أكبر واقسم لقد منحنا الله شرف يتمناه مليار وسبعمائة مليون مسلم فاي شرف نلناه أن اختارنا الله أن نكون ممن ولد وترعرع على ثرى مكة الطاهر أيتها الكاتبة الفذة لقد حركتي في الأسواق وانا اكتب هذه الأسطر وانا في ربوع مكة فكيف تشتاق وانت في أحضان مكة اسأل الله ان لا يحرمني وإياكم
والمسلمين من نفحات مكة المكرمة المباركة أرضها وسمائها واسأل الله ان يتقبل من الحجاج حجهم ويردهم إلى ديارهم سالمين مغفوري الذنوب وان يشملنا معهم بعفوه وكرمه. وجوده أيتها الكاتبة الأستاذ القديرة الرائعة في اطروحاتها دوما المتألقة كالكوكب المنير في سماء صحيفتنا الغراء بمثلك نفتخر واجمل ما في أطروحاتك أن بها مسحة إيمانية عقائدية وهذا هو سبب قوة مقالاتك لو علم الحداثيون ذلك أشد على يديك وادعوا الله لك بالثبات على مبادئك
فنعم الكاتبة انت لك مستقبل بإذن الله في التأليف فلا وتردي واستعيني بربك فسوف تصلين إلى الغاية التي رجوتها شكرا لصحيفة غران وهنيئا لقرائها بها فجزا الله القائمين عليها خير الجزاء.

ربي اغفر لي

بوركت وبورك قلمك استاذتنا الفاضله.. كل مقال يكشف لنا مدى اتزانك ورجاحة عقلك.. دائما انتظر جديدك بشغف

أحمد بن مهنا

أحسنت بما كتبت !
الجهل آفة ، وعدم الإكتراث أشد ، فكيف إذا اجتمعا؟
ومن أشد الجهل ذاك الذي لايعلمه صاحبه في نفسه.
ما أطيب وأكرم مكة … عبقها في كلماتك وقيمها في فكرك جعل مقالك مميزا في أكثر من جانب.

وفقك الله .

الانصاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انها عروس الارض ومحطة افئده المسلمين في ارجاء المعموره مدينه لا تشبه المدن حباه الله ببيته العتيق
فيها نزل جبريل الامين وبها ولد نبي الامه صل الله عليه وسلم ابنتى مهما كتبنا تتزاحم الكلمات في حب مكه المكرمه وحب طيبه الطيبه
ما نثرتيه من ابداع ليس محل استغراب لما تملكينه من ثقافه واتساع مدارك وتسلسل في الافكار واسلوب في النصح والتوجيه
جزاك الله خير الجزاء على هذا الطرح الرائع وما يحمله من نصح وتوجيه وكل عام والجميع بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *