بكى النّجمُ والشّمسُ الكسيفةُ والقمرْ
وناحَ حمـــامُ الأيـكِ والوردُ والشّجرْ
******
فللهِ درُّ العيـــــنِ تهمي…. ودرُّنا
وعظّمَ أجــــــراً للحزينِ ومن صبرْ
******
وهل غيرُ حزني من فراقي وفرقتي
فيا نفسُ صبراً واصطباراً على القدر ؟
******
فلا الدّهرُ والأعــــوامُ تنسي متيّماً
يرى الدّهــرَ ذا نابٍ فلم يبقِ أو يذرْ
******
وذو مخلــــــبٍ يختالُ عجْباً بفعلِه
ولكنّني منـــــه ألـــــوذُ بمقتدرْ
******
فيا دهرَنا صفْها بمـــا هي أهلُه
فأعياه وصفُ الحسْنِ بالقولِ فاعتذرْ
******
مكمّلـةُ الأوصـافِ صافيةُ الرّؤى
فلا طولُها يزري وليس بها قصرْ
******
يسيرُ لهــــا طرفي بأوّلِ وهْلةٍ
فمن يومِ لقياها وقلبي لها انفطرْ
******
قوامٌ لَيـــــــانٌ خيزرانٌ بقدِّها
بفردوسِها يستمتعُ القلبُ والبصرْ
******
لها بدْءُ حبّي وانتهـــاءُ محبّتي
وميلادُ عشقي حيـنَ غرّدَ وابتدرْ
******
فما تمّت البشرى وضاعت بحسرةٍ
ولا لــــذّةُ الإبصارِ دامَ لها النّظرْ
******
إذا ارتدَّ طرفي حائلاً دونَ حسنِها
يعدُّ إفتراقاً لا يُقضّى من الضّجرْ
******
فما بالُ حالـي بالسّنينِ تثاقلـت
عليَّ، وأضناني التّفكّـرُ والسّهرْ
******
فياعينُ جودي بالدّمــوعِ لعلّني
بمائِكِ أُطفي ما تضرّمَ واستعرْ
******
فلستُ بلــوّامٍ لخلّي…. وإنّما
بإشفاقِه ألقى الغمامَ قد انهمرْ
******
فإنّي غريبٌ بينَ أهلي وصحبتي
وحيدٌ على رغمِ الزّحامِ من البشرْ
******
فيا ربِّ ألهمني اصطباراً بفقدِها
وعوّضْ بخيرٍ شاملٍ يدفعُ الخطرْ
******
فذاتي لذاتِ الحزنِ صارت خليلةً
فيا ربِّ هيّىءْ من لدنْكَ لنا الوطَرْ