عزائي للهوى

بكى النّجمُ والشّمسُ الكسيفةُ والقمرْ
     وناحَ حمـــامُ الأيـكِ والوردُ والشّجرْ

******
فللهِ درُّ العيـــــنِ تهمي…. ودرُّنا
     وعظّمَ أجــــــراً للحزينِ ومن صبرْ

******
وهل غيرُ حزني من فراقي وفرقتي
   فيا نفسُ صبراً واصطباراً على القدر ؟

******
فلا الدّهرُ والأعــــوامُ تنسي متيّماً
      يرى الدّهــرَ ذا نابٍ فلم يبقِ أو يذرْ

******
وذو مخلــــــبٍ يختالُ عجْباً بفعلِه
            ولكنّني منـــــه ألـــــوذُ بمقتدرْ

******
فيا دهرَنا صفْها بمـــا هي أهلُه
   فأعياه وصفُ الحسْنِ بالقولِ فاعتذرْ

******
مكمّلـةُ الأوصـافِ صافيةُ الرّؤى
          فلا طولُها يزري وليس بها  قصرْ

******
يسيرُ لهــــا طرفي بأوّلِ وهْلةٍ
         فمن يومِ لقياها وقلبي لها انفطرْ

******
قوامٌ لَيـــــــانٌ خيزرانٌ بقدِّها
        بفردوسِها يستمتعُ القلبُ والبصرْ

******
لها بدْءُ حبّي وانتهـــاءُ محبّتي
        وميلادُ عشقي حيـنَ غرّدَ وابتدرْ

******
فما تمّت البشرى وضاعت بحسرةٍ
           ولا لــــذّةُ الإبصارِ دامَ لها النّظرْ

******
إذا ارتدَّ طرفي حائلاً دونَ حسنِها
       يعدُّ إفتراقاً لا يُقضّى من الضّجرْ

******
فما بالُ حالـي بالسّنينِ تثاقلـت
           عليَّ، وأضناني التّفكّـرُ والسّهرْ

******
فياعينُ جودي بالدّمــوعِ لعلّني
        بمائِكِ أُطفي ما تضرّمَ واستعرْ

******
فلستُ بلــوّامٍ لخلّي…. وإنّما
         بإشفاقِه ألقى الغمامَ قد انهمرْ

******
فإنّي غريبٌ بينَ أهلي وصحبتي
      وحيدٌ على رغمِ الزّحامِ من البشرْ

******
فيا ربِّ ألهمني اصطباراً بفقدِها
       وعوّضْ بخيرٍ شاملٍ يدفعُ الخطرْ

******
فذاتي لذاتِ الحزنِ صارت خليلةً
      فيا ربِّ هيّىءْ من لدنْكَ لنا الوطَرْ

3 تعليق على “عزائي للهوى

د حمزة المغربي

لا فض فوك، أحسنتم و أجدتم، كأنك تعود بنا إلى الشعر العربي الأصيل الرّصين في عزّه و أوجه، حسن اختيار للمفردات و صور بلاغية و صدق إحساس و إيقاع جميل، أمتعتنا فزدنا بارك الله فيكم

ماجد الصبحي

رأيكم يادكتور وسام افتخر به واتقلده
لقد غمرتني ببتعبيرك وعباراتك المحفّزة بجرعات الأمل
لك خالص شكري وتقدير وكل احترامي

اخوك الاصغر
ماجد الفقيه الصبحي

أبوعابد

أسأل الله تعالى أن يلهمك الصبر ويعوضك خيراً
ويجمعك بمن فقدت في الفردوس الأعلى
قصيدة من درر الفصحي لا فض فوك أيها الشاعر الهمام
أتحفنا بالمزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *