للمجتمعات الإسلامية طابع ونكهة خاصة في جميع البلاد الاسلامية، أينما ذهبت فهناك مظاهر كانت ولازالت البلاد الاسلامية متمسكة بها مثل الزي التقليدي النسائي وهي ملاحظة واضحة لكل زائر لتلك البلاد رغم حصار وضعف الثقافة الاسلامية عندهم ، بالإضافة إلى الكثير من المظاهر الأخرى التي وإن تلاشت في المدن الكبيرة إلا أنه سوف يشاهدها من يتوغل في الأرياف والقرى. ويشاهد العودة إلى الدين والتمسك بتعاليمه تزداد عاماً بعد عام ، فكأن لسان حالهم يقول لا سعادة إلا في الإسلام.
بينما نشاهد في مجتمعات عربية تتحدث بلغة القرآن وتتعلم الإسلام منذ نعومة أظفارها تفلتاً من الدين وبعداً عنه يوماً بعد يوم ، فما كان بالأمس يمارس على استحياء من بعض الشباب والشابات أصبح يمارس في العلن ، وأصبح تقليد تقليعات الغرب أمر مألوف ، بل يهرولون ويتسابقون إليه وكأنهم يثابون عليه بينما ينفرون من السنة النبوية ويستحون منها.
يستحي الشاب أن يلبس ثوباً فوق الكعبين (تطبيقاً للسنة) ولكنه لا يبالي بأن يمشي بلباس البرمودا القصير إلى نصف الساق ! والأم التي هي راعية ومسؤولة عن رعيتها في البيت ضيعت الأمانة فهي تلبس أبناءها الذكور ثياباً طويلة ، وتلبس البنات إلى ما فوق منتصف الساق ! انقلاب تام في المفاهيم ، وانحدار في الفكر ، وجهل مطبق .
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
ينشدون العزة بغير هدي الإسلام
ونسوا أنهم خير أمة اخرجت للناس
لقد أصبحت بعض المظاهر في المجتمع غير اللائقة لا بالنساء ولا بالرجال مظاهر مألوفة وإعتيادية لكثرة من يفعلها ، وما انتشارها إلا بسبب سكوت المجتمع عليها وعدم إنكارها ، فلم نعد ننكر على بعضنا البعض بسبب الحياء والمجاملات.
والأدهى والأمر من ذلك أن أبناءنا نشأوا عليها وأصبحت عندهم أمراً مألوفاً ، بل ربما يعتقدون في المستقبل انها من الإسلام (ولا حول ولا قوة إلا بالله) وهذه في حد ذاتها كارثة.
لقد تخلى الأب عن دوره في التربية وانشغلت الأم بالوظيفة وضاع الجيل بين تسيب في البيت والمدرسة وغزو إعلامي جارف من كل حدب وصوب ، فوجد الشاب نفسه في مهب الريح تتقاذفه يمنة ويسرة.
قبل اليوم كنت تجد المربي في البيت يوجه ويؤدب والمعلم في المدرسة يربي ويعلم ، وكنت تجد الناصح الأمين في الحي وفي الشارع ، أما اليوم فالطاسة ضائعة كما يقول المثل.
إن تربية الجيل على الدين والأخلاق والسلوك السليم مسؤولية يجب علينا جميعاً أن نقوم بها لكي نقدم للأبناء كل ماينفعهم في دينهم ودنياهم با الأسلوب الحسن وبالتي هي أحسن وبأسلوب قريب منهم مع ابتسامة جميلة تبعث على الإريحية ليتم قبول نصحك وتوجيهك للعادات المجتمع السليمة والفطرة الاسلامية ، لكي ينشأ لدينا جيل قريب من ربه عارف بامور دينه و معتد برجولته ، مستعد لتحمل صعاب الحياة.
أبناء اليوم هم آباء المستقبل القريب فكيف يتحملون أعباء الحياة وتربية الأبناء وهم بهذه النعومة والخواء الفكري وقلة الدين ؟!
لقد أولت الدولة (مشكورةً) جيل الشباب جل رعايتها وهيأت لهم دور العلم والجامعات وصرفت من أجلهم المليارات لإيمانها بأنهم هم الثروة الحقيقية للوطن لكي يساهموا في نهضة الوطن بكل قوة واقتدار ، وبقي دورنا نحن أنا وأنت .. فماذا عسانا فاعلون ؟!
سليمان حامد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب