إن الوطنية هي إنتماء غرائزي في الإنسان الوفي والمحب لوطنه .. يحن له إذا أُبعد عنه ويشعر بالدفئ والطمأنينة والإستقرار في أحضانه وداخل حدوده .
وكما أضفى هذا الوطن عليك هذه النعمة ولك حقوق عليه فإن له حقوق عليك أيضاً ، وكما أغدق عليك من النعم وأفاض عليك من خيراته بفضل الله ، وجعل لك كيان وحرية تنفرد بهما مع غيرك فيه ، فإن من حقهُ عليك أيضاً أن لاتعقه وأن تحرص كل الحرص على أن لايؤتى من قبلك بما يضر به وبأمنه.
إن المواطن السعودي ولله الحمد ضرب أروع مثال للوطنية واللحمة التي هي أساس وحدة الوطن تحت رعاية قيادة حكيمة تحكم بشرع الله وسنة نبيه ، فأن هذه البلاد منذ توحيدها على يد الموحد والمؤسس الإمام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – ، وتعاقب عليها أبنائه من بعده ، تعيش في تطور ونمو مضطرد لما يتحلى به حكامها من حكمة وبُعْد نظر جعل هذه البلاد من الدول العظمى بفعل النجاحات المتتابعة مع تتابع حكامها المخلصين ، وهانحن نعيش في مرحلة تطور جديدة لم تشهدها البلاد من قبل في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وولي عهده سمو سيدي محمد بن سلمان صاحب الفكر المتجدد والرؤية الحكيمة الثاقبة والشخصية المتوازنة التي نالت الإعجاب في بناء دولة حديثة ، مع الحفاظ على التمسك بشرع الله الذي هو دستور هذه البلاد بوسطية واعتدال دون غلو أو تشدد إمتثالاً لقول الله تعالى : (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).
كما أن شرف خدمة بيوت الله وإعمارها وخدمة الحجاج والمعتمرين فضل كبير عُني به حكام هذه البلاد وشعبها المضياف منذ نشأتها حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
نسأل الله أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا وأمننا وجنودنا من كل شر ومكروه .. ودام عزك ياوطن .
نفاع الربيقي
مقالات سابقة للكاتب