الخواجي: الانتماء والولاء والفداء ثلاثية مدهشة تشكل الوطنية

قال الأستاذ الدكتور مجدي الخواجي أستاذ النقد والأدب المشارك بجامعة جازان: إن ثمة ثلاثية مدهشة تتشكل من خلالها منظومة الوطنية ومعايير المواطنة هي الانتماء والولاء والفداء ثلاثية بعضها من بعض ،سببا أو نتيجة ،مقدمة وخاتمة ،هي كيمياء عشق الوطن و رحيق أزهار الأرض ، وعصارة روح هذا الإنسان، جاء ذلك في المحاضرة الوطنية شعرية الانتماء في القصيدة السعودية التي قدمها الدكتور الخواجي في قاعة الاثنينية بنادي جازان الأدبي في ختام المهرجان الوطني وسط حضور كبير من أساتذة الجامعة والمثقفين والإعلاميين بحضور رئيس نادي جازان الأدبي حسن أحمد الصلهبي ضمن فعاليات مهرجان القصيدة الوطنية التي يقيمها نادي جازان الأدبي بالتعاون مع هيئة الثقافة في الاحتفال باليوم الوطني للمملكة 88، وقدم المحاضرة وعرف بالمحاضر الدكتور علي محسن مشعوف عضو هيئة التدريس بجامعة جازان.

وقال: إن الانتماء يأتي أولا بوصفه هوية واتجاها وشعورا وإحساسا ،سلوكا وقضية ، وأضاف إن ماوصلت إليه المملكة من تطور حضاري هو حافز كبير على شعرية الانتماء وحضورها وتدفقها في القصيدة السعودية ، وضرب مثالا بمنطقة جازان حيث تشكلت الاحتفالات الشعرية على شكل لوحات بصرية عكست غمرة الفرح في البحر والسهل والجبل والشاطىء ولوحات سمعية رددت صدى زغاريد العرس الوطني ولوحات شمية عبقت برائحة عقود الفل وعيون النرجس وثغور الياسمين ، وتجسدت لوحات ثقافية مثلت جازان التاريخ والحضارة والعمق الفكري والأدبي، واستشهد الخواجي في شعر الانتماء بأبيات شعرية للوطن.

فيقول الشاعر دغيثر الحكمي عن الرؤية وعن الأمير محمد بن سلمان :
إذ أنت من (سلمان) سيفا صارما
ولأنت سر أبيك روحا دائبه

أما شاعر جازان الكبير محمد السنوسي يرحمه الله فيقول بمناسبة زيارة للملك سعود لجازان عام 1374هـ

سعود الورى إن المدائن والقرى
بآمالها الكبرى إليك تطلع

وينشد الشاعر والمؤرخ محمد العقيلي يرحمه الله فيقول:
من الهضاب الشم فيجورة
إلى الشواطىء والمروج الفساح
كما يعلن عن هذا الولاء والحب الشاعر الراحل علي النعمي فيقول:
عشق التراب قديم فيجوانحنا 

والنخل ماالنخل لولا روعة السعف

أما الشاعر الكبير إبراهيم مفتاح فيقول في هذا الانتماء والعشق:

جازان إن عشقت نمت أهدابها
حرفا وأورق في هواها المنطق

كما يقول الشاعر المعروف عيسى جرابا :

تضمخت بندي الحب أبياتي
فقلت هات املئي كأس اللقاهات
ويتتبع الشاعر علي الأمير حالات مايتردد على ألسنة أهل جازان من الترحيب فيقول :

جازان من فرح تاهت بكم جذلا
جبالها .بحرها .زانت بمقدمكم
حتى السماء ،فما نجم بها أفلا 

وعن شخصية الملك سلمان يقول الشاعر معبر النهاري :

ملك جلال الحق نور فكره
ليمحص اللا عقل والمعقولا

وفي قصيدة عن الفداء يقول الشاعر مجيب الرحمن المباركي
ياسيد الحزم حب النصر يسكننا
كما الشهادة ،فأمر نرتدي الكفنا

إن هذا الربط بين الحزم والعزم يعني قمة الاستغراق في حب الوطن والانتماء إليه ، وإذا دققنا نجد أن هذه الشعرية وتشكلاتها تنهض من سياقات الحب والولاء والفداء ، للوطن وقيادته ، وتفيد قراءة النصوص الشعرية أن الشعراء السعوديين تمثلوا هذه التجربة العميقة واستشعروها حد النفاذ إلى أرواحهم الإبداعية التي منحت القصائد حيزا فنيا من الظهور والتشخيص تحاكي في عمقها وجمالياتها دوائر الماء حين تنداح في تموجاتها العذبة ، ومن ثم يمكن أن نحصر جملة من دوائر الابتهاج ذات البعد الوطني في أشكال أربعة هي بهجة اللقاء والمكان والإنسان والشعر ، إنها دوائر مموسقة بحب الوطن وقيادته.

ويشير إلى ذلك الشاعر علي رديش في قصيدة ترحيب بالملك عبدالله يرحمه الله حيث يقول:

عدد الحصى أهلا وسهلا
خادم الحرمين ،أهلا قائد العربالإخاء
أهلا بخطوتك الكريمة سيدي
ملك القلوب ،أبا اليتامى الأبرياء

ويقول الشاعر الكبير أحمد الحربي
ياسيدي العيد في جازان أغنية
تجري على كل قلب راعش الوتر

إنه الوطن في بهجة المكان حيث عزف الانتماء الطويل وبهجة الإنسان حيث تنطلق قصة انتماء هذا الإنسان لوطنه وقيادته ، وبهجة القصيدة ذات الصوت الفني الذي يمنح قوة الإحساس ، وهناك شعرية الانتماء ومدارات التخييل حيث تتبلور في صورتين هما صورة ( الوطن – المواطن) و(صورة المليك -الإنسان) وشعرية الانتماء هي نتاج إيمان عميق بمكانة الوطن في قلوب أبنائه وحرصهم على ديمومة لحمته ، وفي نهضته ، وشعرية الانتماء تنفتح على أفق حضاري منبعه المجد وطموحه العلياء.

فنجد الشاعر المتميز الحسن بن أحمد آل خيرات يقول في الحزم والعزم:
الحزم فعلوليس الحزم ماكتبوا
بعض بصمت، وبعض كله غضب
والعزم أن يستحيل القول عاصفة منالفعال
وأن يستعذب التعب هذا وهذا به (سلمان) قد ضربتبه الصفات
عزيز من به ضربوا

ويضيف المحاضر أن للانتماء جناحين هما الولاء والفداء ويبقى الولاء والفداء والحب والوفاء واندماجها هو ثمرة تجربة فتية غنية أرستها مواهب الشعراء وورسمته إحساستهم الشفيفة بشعرية الانتماء حبا للوطن وافتخارا بقيادته ومنجزاته.
وشكر في نهاية المحاضرة رئيس نادي جازان الأدبي حسن الصلهبي المحاضر والمقدم ،كما تم تكريم الإعلاميين والجهات التي تعاونت لإنجاح مهرجان القصيدة الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *