بداية نتقدم وباسم صحيفة غران الالكترونية بالشكر الجزيل ووافر الامتنان لجميع المشاركين في حلقة قضية للنقاش بعنوان “المتقاعدون طاقات مهدرة وخبرات معطلة .. كيف نستثمرها؟ ” ، على مشاركاتهم المتميزة التي أثرت النقاش ووضعت النقاط على الحروف في كيف يمكن تفعيل دور المتقاعد في المجتمع واستثمار طاقاته وخبراته فيما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع والفائدة ، ونثمن لكم جميعاً ما طرحتم من أفكار وآراء ومقترحات تنم عن ثقافة واسعة وفكر نير وحرص واهتمام كبير بهذه الشريحة في سبيل بناء مجتمع منتج وصقل جيل بالخبرة المحنكة.
وهنا نقدم لكم تقريراً يلخص تلك الآراء والمقترحات والمبادرات لكي تكون في متناول الجهات المسؤولة؛ مساهمة منا كجهة إعلامية للاستفادة من طاقات وخبرات المتقاعد وإتاحة الفرصة له ليشارك بفاعلية في نهضة وتطور مجتمعه .
– أولاً : نقف بكم على وجهات نظر المشاركين حول التقاعد والمتقاعدين :
١- المتقاعد أمضى ريعان شبابه في العمل وهذه المرحلة استراحة محارب.
٢- المتقاعد مكتمل الخبرة واسع الآفاق محنك التجارب يجب الاستفادة منه.
٣- المتقاعد الفعال هو الذي ينخرط في أي مجال يناسب خبراته ولا ينتظر أن تأتيه دعوة.
٤- المتقاعد يعتبر طاقة مهدرة فقط في حال فرض عليه التقاعد أما إذا باختياره فلا.
٥- المتقاعد طاقة مهدرة نظراً لعدم وجود المحفزات التي تشجعه على العطاء.
٦- مرحلة التقاعد قمة المعرفة وصفوة العمر وفيها كنوز ثمينة مهدرة.
٧- ليس كل متقاعد يمكن الاستفادة منه.
٨- التقاعد تفرغ لأعمال البر واستدراك ما فات من الأعمال الصالحة.
٩- المتقاعد استشاري في مجال تخصصه يفيد كثيراً المؤسسات الحكومية والأهلية.
١٠- المتقاعدون مخزون مهدر من الطاقات وأعدادهم في إزدياد.
١١. يوجد عدد كبير من المتقاعدين صغار في السن.
١٢. أغلب المتقاعدين يعملون لكن في غير مجال تخصصهم (تربية المواشي أو التاكسي .. الخ) !
– ثانياً : أما حول كيفية الاستفادة من المتقاعد فقد طرح المشاركون العديد من الآراء والإقتراحات نوردها فيما يلي :
١- إنشاء مجلس إستشاري يضم عدداً من المتقاعدين للإستفاده منهم في مراجعة وتحديث الأنظمة والسياسات والاستفادة منهم في المشورة عند مواجهة الأزمات بدلاً من استقدام خبراء أجانب تئن المنظمات من نتاج استشاراتهم.
٢- إنشاء جمعية ربحية للمتقاعدين للاستفادة من خبراتهم بمقابل مادي لهم .
٣- أن تتولى الدوائر الحكومية تشكيل مجالس استشارية لديها تضم خبراء من المتقاعدين كلا في مجال تخصصه.
٤- استحداث منصة إلكترونية أو برنامج تحت مسمى ” خبراتي ” يضم مجموعة من المتقاعدين يتم تصنيفهم حسب خبراتهم كمرجع لمن يرغب من الجهات والمؤسسات في التعاقد مع أي منهم.
٥- على الأمانة العامة للتخطيط والتنمية تهيئة الفرص للمتقاعد لكي يساهم في برامج التنمية والتخطيط .
٦-إنشاء مجلس يترأسه سعادة محافظ خليص يضم متقاعدين خبراء في مجالات متنوعة و يعقد دورياً للاستفادة منهم في خدمة المجتمع.
٧- على وزارة العمل والتنمية الاجتماعية إستقطاب المتقاعدين في الفرق التطوعية .
٨- دعم المتقاعدين للتأليف لحفظ خبراتهم ونقلها للأجيال ليطوروا خبراتهم إلى جانب المستجدات .. ولو تم ذلك لما أصبحت لدينا قضية للنقاش.
٩- عمل أكاديمية للمتقاعدين يكون الهدف منها إعطاء المتقاعد فرصة للقيام بالتدريب وتقديم الدورات والبرامج المجتمعية في المجال الذي يرغبه.
١٠ – انشاء مكتبة ثقافية كملتقى للمتقاعدين تقام فيه ندوات ولقاءات يحضرها الشباب للحوار واكتساب الخبرات.
١٢- إنشاء مركز إجتماعي بمحافظة خليص يسمى ” دار الخبراء ” حيث يتيح هذا المركز لكل من لديه أفكار تطويرية أو مبادرات أو اختراعات أو أي إضافة تفيد المجتمع.
١٣- إنشاء منصة عبر قنوات التواصل بمثابة استشارات يستطيع من خلالها المتقاعد تقديم المشورة والخبرة لأبناء المجتمع.
١٤- إنشاء رابطة للمتقاعدين في كل مركز من مراكز المحافظة برؤية واضحة ورسالة ، وتحدد التخصصات والخبرات وتوضع أمامهم الفرص والمجالات ليختار كل منهم ما يناسبه طواعية بحيث يتلقى الجميع الأسئلة كلا حسب نوع الخبرة لديه .
قضية للنقاش وبشارات مسؤول :
حظيت قضية للنقاش بمشاركة مدير عام الجمعية الوطنية للمتقاعدين الأستاذ محمد بن عبدالرحمن المشاري ، حيث تضمن حديثه لـ “صحيفة غران” عدداً من المبادرات التي أطلقتها الجمعية وتعنى بالمتقاعدين في كافة مناطق المملكة ، نستخلصها لكم فيمايلي :
١- توفير وظائف وجولات سياحية وترفيهية ورحلات عمرة إلى مكة المكرمة.
٢- من المبادرات الحيوية التي أطلقتها الجمعية مبادرة “وائم” والتي تعتبر نوعية حيث تتيح لجيل الشباب والذي يمتلك الرغبة والواقعية للتعلم من خلال خبرات مجربة محكمة يتم استثمارها من خلال تهيئة البيئة الجاذبة للمتقاعدين لتقديم هذه الخبرات لتحقيق بناء معرفي لهؤلاء الشباب.
٢- التنويه لوجود رابط إلكتروني موجود على حسابات الجمعية يسجل من خلاله المتقاعد بياناته وخبراته ويتم التواصل مع المتقاعد لعرض خبراته .
الخاتمة :
إن الإنسان وحده يستطيع تحديد ما إذا كان التقاعد هو بداية لحياة جديدة أم نهاية عطاء ، إذا ما خطط المرء بشكل جيد للتقاعد واستطاع أن يستثمر المهارات والخبرات التي اكتسبها خلال فترة عمله أيا كان مجالها ، فهو حتماً سيكون قد بدأ حياة جديدة ، فالإنسان بطبعه مخلوق عامل ، أي أنه خلق ليعمل وينتج ، والإنجاز يمنح المرء إحساساً بقيمته ، لذا من النادر أن ترى إنساناً يتقاعد ليجلس بدون عمل ، والفئة التي اختارت أن تفعل ذلك ، هي الفئة التي ستجدها إما إنها نادمة على التقاعد وتتغنى بأيام العمل أو أنها كثيراً ماتشعر بالملل والغربة عن واقع المجتمع ، لأنها أصبحت في دائرة ضيقة لم تخطط لها كما يجب .. ولهذا يجب أن يحسب المرء لهذه الفترة ويخطط لها ويضع أهدافاً محددة وواضحة قبل اتخاذه للقرار … وإلا سيجد المرء نفسه يصارع بطالة مؤلمة .