تعثر القلم وتأججت المشاعر وطافت بي الذكريات وأحجم قلمي عن الكتابة ومشاعري عن التدفق وأقسمت على قلمي أن يمتطي صهوة جواده وعلى مشاعري أن تتدفق حبا وامتنانا، فسجِّل يا تاريخ واكتب مدادك دمعاً أيها القلم واذرف العبرات حروفاً صاغها القدر لتحمل سفينة قادها ربان فأبحرت متناسقة الجمل وعلى الضفة مساعد عازف الوتر كلمات بسيطة بحق مربية فاضلة الأستاذة مها عمر الشابحي التي غادرت أركان ومركز قيادتها في الثانوية الأولى وترجّلت عن فرسها الجامحة إلى مدرسة أخرى فلو كنت ممن يكتب الشعر لكتبت أرقى الأبيات فيها كيف لا ونحن نفتقدك كثيراً بيننا في مدرستنا فلا أستطيع كتم حبي واحترامي لك ولا أستطيع كتم حزني على فراقك فقد عشتِ بيننا وكنت الأم الحنونة لطالباتها والأخت العطوفة على معلماتها، هذه كلمات حبيسة الألم قبل أن تكون وفاء لكِ .. تركتِ لنا دروساً وعبر على ساحات مدرستنا .. وقفنا نجمع أصداف الذكرى وأحاسيساً متدفقة وشموساً مشرقة أنتِ سماءها.. لكِ الذكرى تبقى بقاء المحبة فمهما غيبتنا الأيام تزهر الذكرى بدموع الفراق وداعاً صادقاً لكِ ونبضاً لا ينسى .. تلك الأيام وإن حان الفراق فالأمل يرسم خطوط اللقاء وإن طال المدى فأنتِ في القلب.
أقول وتخنقني العبرة تبكي الزوايا والأركان والأغصان والشجر..
تبكي حديقتك اليافعة وأزهارها التي لن تراك بساحتها هذا العام واقفة..
تفتقدك ساحات المدرسة .. نعم تفتقدها ففيها وقفت، وكرّمت، وشجّعت، ونهرت، وزجرت، وقست، نعم قست قسوة محب يخشى على محبوبه الهلاك وقسوة أم تخشى على بناتها الضياع وترجو لهن الفوز والفلاح.
قائدتنا الغالية .. تركت غرساً وبعون الخالق لن نخذلك فيه فلك محبة القلوب والحروف ليست معبرة لكنها إن وصلت فتقول بكل الود شكراً يا رمز العطاء والتفاني والتضحية بالوقت والجهد بالعمل ودعتِنا وودعتِ مدرستك وكل من أحببتِ وعرفتِ.
تعجز الكلمات في وداعك ولا يفي إلا الدعاء من رب السماء بإطلالة جديدة مشرقة بحياتك فالنفوس معلقة بخالقها قوية بخطواتها مرفوعة في سماء الطموح نتمنى لك حياة سعيدة مليئة بالحب والعطاء.
ليلى العسمي
مقالات سابقة للكاتب