منذ الصغر وفي المنزل حين يأتي إليك ضيف تقدم له أفضل الأنواع من كاسات الشاي وفناجيل القهوة المخصصة مسبقاً لاستقبال الضيوف ليس من أجل إكرامه لأن (الجود من الموجود، وليس الجود بإحضار ماليس موجود) بل ليرى ما نحن فيه من خير ورفاهية ويسر وثراء.
وإذا غادر الضيف عدنا نشرب الشاي في كاسات (جبنة كرفت)! .. إنها (تربية الأبناء على النفاق).
وحين ذهبت إلى المدرسة كان شرح المدرس عادياً جداً ولا يكاد يكتب على السبورة شيئاً يذكر وإن كتب يكتب بقلم لا تستطيع أن تقرأ ما كتب من قلة حبره!، وإذا كان هناك زيارة لمشرف أو وزير أو مسؤول تجد الإدارة والمعلمين وكل من هو محل مسؤولية يستنفر كافة الطاقات لإظهار المدرسة في صورة مشرفة!، وتجد المعلم يكتب في السبورة بشتى أنواع الأقلام وألوانها ويستخدم الوسائل التعليمية لتوضيح المعلومة؛ لكسب رضا المسؤول. إنها (تربية الأبناء على النفاق)!.
وحين تكون هناك زيارة للمحافظة من قبل المسؤول تجد الاستنفار الكامل لإظهارها في أجمل صورها؛ من لوحاتٍ فنية وردمٍ للحفر وإنارةٍ للطرق ولوحاتٍ ترحيبية وإرشادية، ونأسف لازعاجكم! وزراعة الأشجار المثمرة والبساط الأحمر من مدخل المحافظة إلى المقر الرئيسي في المحافظة.. إنها (تربية الأبناء على النفاق)!
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ
ولو نطق الزمان لنا هجانا
أبو راكان