التعليمُ نهجٌ ودربٌ، نأخذ منه العِبَر، والدروس والمهارات..
سؤال يتبادر في ذهني: كيف انحدر التعليم في هذا الزمن؟ فأنا أرى تكدسَ الاهتمام في الخوفِ من حسم الدرجات، من الغياب دون عذر، من المعلم لأسلوبه، من العقبات المستقبلية، من تخطي المقرر من عدمه ، أصبح همُّ الطلبة في الشهادة، في المظاهر لا في الاستفادة.
أقاموا الحدود ولا يعلمون أنها تُعيق التجاوز، نظموا اختبارات نظريةٍ لا تطبيقية وأصبحت نتيجتَها هي من تحددُ مصيرَ من يرغبُ بالتسجيل في الجامعات، أصبحت النسبةُ هي من تحدد التخصصَ الدراسي لا الرغبةُ والميولُ الذاتي، واختبارات أخرى لمن يرغب في مزاولةِ مهنة التدريس، أو ما شابه ، أصبح تقييمُهم جاهلاً لدرجة توظيفِ صاحب ِ أكبر عدد من الشهادات بدلاً من المهارات.
لو كانت لدينا نظرة ٌ ثاقبة للزمن القديمِ لرأينا البساطةَ وشغفَ اكتسابِ المهارةِ رغبةً في التطور.
فقد كان حضورهم للدرس لمن يرغب دونَ اهتمامٍ بالفئةِ العمرية، دون مقابل، باختصار كان دون حدود ، لأن الهدف مركّز في الاستفادة لا في جمع أكبر عدد من الدرجات، الشهادات والمسميات العلمية ، بالإضافة إلى تحولِ استيعاب ِ المعلومة من الفهم إلى حفظٍ مؤقت لها ، فلم نرَ الاستفادة َ الحقيقيةَ بسبب إقامةِ تلك الحدود الساذجة.
الوضع الحالي لا يشبّه إلا بعلبة مبهرجة من الخارجِ وفارغة من الداخلِ، لا ينجذبُ لها إلا الجوامدُ مثلُها.
شيماء عبدالله
مقالات سابقة للكاتب