الدِّين الإسلاميّ دِينٌ لا يقوم على الفرديّة أو الأنانيّة؛ وإنّما هو دِين اجتماعيٌّ أفراده يشدُّون من أزر بعضهم البعض كالبُنيان المرصوص؛ لذلك حثَّ الإسلام على العمل خارج نِطاق المنفعة والمقابل وهو العمل التَّطوعيّ الذي يبتغي به فاعله وجه الله تعالى، والمثوبة والأجر منه، ثُمّ مساعدة مجتمعه ومساندة أهله، أو غير أهله ممّن احتاج المساعدة من مسلمين وغيرهم. قال الله تعالى:(لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيمًا).
فالإنسان بطبعِهِ لا يستطيعُ العيش بمفردِهِ؛ بل يحتاجُ إلى أنْ يكونَ ضمن مُجتمعٍ، ومع مجموعةٍ من الأشخاص سواءً في منزلهِ، أو مكان دراستِهِ، أو عملهِ؛ لأنّ الخصائص الاجتماعيّة هي مِن سِمات الطّبيعة الإنسانيّة، فالفطرةُ السّليمة تدعوُ الإنسان دائماً إلى تقديمِ الخير وتنحية الشرّ بشكلٍ نهائيّ.
والعمل التطوعي هو أحد المفاهيم التي تنتشر في أيامنا الحالية في المجتمع والتي أصبحت تلاقي إقبالاً كبيراً من الجميع وخاصةً من فئة الشباب الذين يرغبون في إصلاح مجتمعاتهم، والرقي فيها نحو الأفضل ، فالعمل التطوعي هو العمل الذي يقوم به الأشخاص من دون أيّ مقابلٍ ماديٍّ خدمةً لمجتمعاتهم ، وهي التي تنبع لدى الأشخاص من نابعٍ إنسانيٍّ ، فللعمل التطوعي العديد من الأهداف المختلفة منها تقريب المجتمع من بعضه البعض، وزيادة روح التكافل الاجتماعي بين الناس من جميع الطبقات وتقوية الروابط فيما بينها، وهو ما يؤدي في نهاية الأمر إلى تكوين مجتمعٍ متلاحمٍ مترابط لا يحتوي على مفهوم الطبقية.
فيصل بن صلاح المعبدي
طالب بمدرسة البرزة المتوسطة والثانوية