الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وبعد ..
فإن قارئ التاريخ والسير على مر العصور من عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا يجد إهتماماً كبيراً بالحاج والمعتمر والزائر إكراماً وعناية ، وسأختصر حديثي عن تاريخ هذا الكرم والعناية عند أهل محافظة خليص والمراكز التابعة لها، فقد كان الأجداد على طريق الحجاج يسخرون كافة إمكاناتهم للخدمة بحسب قدرتهم..
فقد كانت تعمل الموائد للحجاج والمعتمرين مجاناً من ذوي الجود واليسر ، وأصحاب التجارة يهيئون الأماكن على الطريق لتقديم الخدمات كالمأكولات والمشروبات وما يحتاجونه لوسائل نقلهم منذ أن كانت الجمال حتى عصر السيارات ، وأصحاب المزارع يغذونهم بمحصولاتهم الزراعية من حبوب وخضار وفواكه ، وأصحاب المواشي كذلك يعتنون بكل مايحتاجه الحاج من هدي وأضاحي وفدية ، وكذلك أصحاب المهن المختلفة يبذلون مافي وسعهم لخدمتهم..
وما إن أعلن في هذا العام عن مبادرة “درب الأنبياء لخدمة الحاج والمعتمر” إلا وقد هب لها جميع فئات هذه المحافظة يرجون الأجر والمثوبة من الله؛ لينقلوا بذلك الصورة الحسنة التي بدأها الأجداد مقتدين برسولهم محمد صلى الله وسلم الذي سمى الحجاج والعمار وفد الله ..
ولايستغرب هذا النفير لإكرام ضيوف الرحمن لأن التاريخ يعيد نفسه ولكنه في هذه المحافظة بثوب جديد ، فسيجد الحاج والمعتمر والزائر خدمة متميزة في شتى النواحي بروح أخوية تعينه على أداء نسكه وعبادته ، تذكره بكرم الصحابة وسلف هذه الأمة ، وسيعود إلى بلده – بإذن الله – يحمل صورة وضاءة عن شعب هذه المملكة ومايكنه من حب وتقدير لإخوانهم المسلمين في شتى أنحاء العالم.
ويرد بذلك مزاعم المرجفين والمبطلين الذين يكيدون لهذه البلاد وأهلها.. وينشئون أجيالهم على هذا الخلق النبيل .. فما أعظمه من عمل ، وما أجلها من صفة ..
هنيئاً لكم مجتمع خليص هذه الحفاوة .. هنيئاً لكم هذا الشرف والمكانة ، وإني لأرجو الله تعالى أن يوفق الجميع لتنفيذ هذه المبادرة لتحقيق أهدافها السامية والتي تنص على القدوة الحسنة ، وأسأله تعالى أن يكتب الأجر لمن كان السبب فيها من مسؤولين ومواطنين ، وعلى الله توكلنا.
رجاء الله السلمي
مقالات سابقة للكاتب