اتيت اليكم ايها الاشقاء قبل اربعة عقود من الزمن
قضيت حياتي بين بطحاء وكريك وخلطة عرفت كبيركم و صغيركم ان لم اعرف اسمه فلن يخيب حدسي في معرفة من ابوه او خاله او احد اقربائه
اتيتكم بجسم هزيل و قلب وجل من ضيقة العيش وبعد الامل عشقت فيكم بساطة عيشكم و طيب معشركم
والان ارى ان الوجوه تغيرت والسلوك اصبحت شائكة مكهربة سارت بكم عجلة التغيير الي نفق مظلم ولا بصيص نور يرى
تغير شبابكم و اصبح عبدالله ابو عابد (حمودي)
وعبدالرحمن الوجيه ( دحموني)
وابراهيم ابو خليل ( هيما)
واحمد ابو حميد ( حمووووتي)
حتى مرزوق الذي عجزت حروف العرب ان ترققه اصبحتم تنادونه ب ( زيزو)
ناهيك عن انقراض الاسامي التي لا تخلوا من الخشونه مثل ابو حديد والخشب وابو هلال و الشنب وغيرها من الاسامي التي وان كانت فيها شي من العربجة الا انها تدل علي ان المجتمع لا زال في شي من البعد عن التميع
استبدلت الان ب ( اللمبة) ( حباته) ( الوردة)
وغيرها من الالقاب التي طمست تلك الاسامي الرنانه التي ما ان تسمع بها الا وقد عشقت الكلاش
كنت اذهب الي المساجد وارى الرؤوس مغطاة بالعمائم وكنت اظن انها لحمايتهم من حر الصيف وبرد الشتاء ودرأ مفسدة القمل والجنابي في الرؤوس وتاكدت انها من صميم شخصيتهم وهويتهم التي يفتخرون بها
والان تدخل المسجد ولا تعلم هل انت في السعودية او في دولة اخرى
طمست تاريخكم بايديكم وانجرفت خلف تيار التغير واخذتم بخيره وشره وما اخذتم من خيره الا قليلا
قتلتم هويتكم فاصبحتم بلا هوية تدل علي انكم تنتمون الي ذلك الماضي الجميل
وقتل الهويه قتل للامه وهذا ما تحارب من اجله الدول فالصين مثلا تمنع الكثير من قنوات البث الفضائي و وسائل التواصل الاجتماعية العالمية وتستنسخ منها برامج وقنوات تتوافق مع هويتها الاصليه
لدى كل الشعوب اعتزاز بهويتهم وهذا ما يضمحل هنا لديكم
تمزقون بايديكم هويتكم
وكل هذا بسيط مع ما نراه من انحراف ايدلوجي خطير في بعض شبابكم فاحدهم يعتنق الليبرالية مذهبا وينادي بالعلمانيه ودمج التعليم والرياضه النسائيه وتدريس النساء للصفوف الاوليه واخر يتنقل بين المذاهب حسب ما يتفق مع هواه واخر انحرف من اقصى اليمين المحافظ الي اليسار المتطرف حسب الشو او المصلحة الشخصيه
والان بعد ان طالبتم بوقوف الفتيات علي خشبة المسرح و طالبتم بتغير وقت المعايده الي الليل
فاعذروني على اعتزالكم وما تدعون من امور لا تتفق مع راديكاليتي الشقيقة وادعوا ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا
اخوكم
م / محمد شكيل