لقد اعتدنا دائما وفي كل سنة تقريبا أو ربما أقل بأن نجد كل مدير أو رئيس أو مشرف … الخ , هو الذي يقوم وبنفسه بتقييم أداء كل مرؤوسيه في العمل , سواء كان ذلك تحت إشرافه مباشرة أو تحت إشراف أي جهة أو قسم ما وكان تابعا له , وقد أسند إليهم هذه المهام بطريقة رسمية ، أو سخرت مهامهم في أغراض عديدة قد تكون لمنح الحوافز ، أو لتحديد من يحتاج إلى تدريب ، أو لأغراض أخرى كثيرة … الخ , إلا أن البعض منهم قد يحبون موظفا فيجعلون التقييم في أدائه الشهري إيجابيا و قد لا يستحق الموظف فعليا هذا التقدير , و البعض الآخر قد يكرهون موظفا فيقومون بتقييمه بطريقة سلبية قد لا تعكس حقيقة كفاءته , لذلك يجب أن نسأل أنفسنا بـ : كيف نستطيع عمل نظام تقييم حقيقي يراعي عدم خلط المشاعر البشرية بتقييم الأداء ؟ , ولكن ! علينا أن نوضح أولا بأنه يوجد خمسة مصادر للتقييم ( وقبل أن نجيب على سؤالنا كثانيا ) وهذه العناصر أبدؤها بالعنصر الأول وهو :
– أن يقيم الرئيس مرؤوسه وهذا ما هو حاصل ومعتاد بل وأصبح أمرا روتينيا.
والعنصر الثاني : أن يقيم المرؤوس رئيسه وهو يعتبر المحور الأهم لأن أذكره في مقالي هذا.
والعنصر الثالث : أن يقيم الموظف نفسه أو ما يسمى بالتقييم الذاتي.
والعنصر الرابع : أن يقيم الموظف زميله .
وأما العنصر الخامس والأخير : أن يقيم العميل الموظف.
ونظرا لما قد ذكره الكثير والكثير من المرؤوسين أو قد شكوه مسبقا و مازالوا يعانوه وذلك من وجود عنصرية أو تحيز من قبل بعض الرؤساء , ومن سوء معاملتهم ومن عدم تحفيزهم … الخ , ولأن الرئيس السيئ لم ينتج عنه سوى الصراعات والخلافات داخل العمل , ومن خلقه لجو عمل غير صحي , وألا مبالاة من قبل المرؤوسين , ومن فقدان روح الحماس والالتزام , ومن تغيب المرؤوسين عن العمل وتمارضهم , ومن انعدام الاستقرار الوظيفي والنفسي , ومن عدم الولاء للمنظمة أو للشركة أو للمنشأة … الخ , وعودة للإجابة على سؤالنا السابق والأهم وكخلاصة للمقال : إذ يجب أن يتم تقييم الرؤساء من قبل المرؤوسين كل ستة أشهر أو كل سنه على الأقل مثلما يقيم الرئيس المرؤوس وعلى أن تكون بالطريقة التالية … فمثلا :
يذهب المسئول المكلف بالتقييم أو من ينوب عنه إلى إدارة المنشأة ويجتمع بالمرؤوسين كل على حدة وبشكل خاص , وبعيداً عن أعين الإدارة أو يكون الاجتماع في إحدى القاعات , وتوزع الاستمارات من قبل المسئول المكلف إلى المرؤوسين , حيث توجد بها عدة أسئلة عن رئيسهم وعن طريقة عمله وأخلاقه وتعامله … الخ , ثم أخيرا مساحه حرة ليكتب فيها المرؤوس ما يشاء , و بشكل سـري جداً ومن دون أي ذكر لأسماء المرؤوسين , وعند الانتهاء يغلف في مظروف خاص مغلق بعناية ويتم إرساله إلى أعلى مسئول لديهم أو إلى إدارته , والذين بدورهم سيقومون بعمل إحصائية نهائيه وذلك بقسمة عدد الدرجات الممنوحة في الاستبيان على عدد المرؤوسين , لتكون الإحصائية جاهزة وعلى أن تقدم فورا إلى معالي الوزير أو المحافظ أو أو … الخ , لكي يطلع على مدى رضا المرؤوسين من رؤسائهم , لأن رضا المرؤوسين من الرؤساء يؤدي إلى حسن إنتاجية المرؤوس بالعمل الذي يعود بالنفع على الجميع بشكل خاص وعلى المنشأة بشكل عام .
مقالات سابقة للكاتب