احذروا من تفاعلكم

حقيقة في الفترة الأخيرة أثير موضوع وأصبح قضية رأي عام عن مذيع في إحدى القنوات التلفزيونية، وهذا الموضوع أثير حول أسلوب المذيع في الحوار ورفع صوته على الضيوف واستهجانهم، وآخر ما فعل أن قام بمهاجمة متصلة لقولها “الله يسعدك” ، في الحقيقة ما يفلعه المذيع هو أسلوب إعلامي قديم يجذب الانتباه والأنظار لبرنامجه وقناته عن طريق إثارة الجدل بأي شكل من الإشكال لاكتساب شهرة لمجرد الشهرة وليس للطرح الإعلامي الهادف من عدمه.

وهذا الأسلوب قد يخفى على بعض المتابعين الذين لا يعلمون دهاليز مهنة الإعلام ولكن لا يخفى على كل إعلامي، ولن أتحدث عن المذيع أو أهاجمه فقد أخد نصيبه من الهجوم ومن الشهرة، ولكن أريد أن أقول لمجتمعي أن هذه الحادثة وغيرها في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل تفاعلكم معها هو من يجعلها تتكاثر لأن هناك بعض الاعلاميين على الساحة الإعلامية لا يهمه سوى إثارة الجدل والشهرة وتفاعلكم معهم سوف يحقق لهم ما يريدون، مما يشكل ثقافة عاطفية ضحلة لدى المتلقي على المدي البعيد ويجعله سريع التأثر، ويكسب البعض شهرة لا يستحقها، ويجعلهم بعد ذلك يستمرون في أسلوبهم حتى يصلوا إلى أن يهاجموا مجتمعنا بكل قبح، وهذه الإساءة يا مجتمعي أنتم مشاركون بها منذ تفاعلكم مع حوادث كثيرة مشابهة لهذه الحادثة، فتفاعلكم هو المشكلة الحقيقية وليس ما يصدر من بعض اللاهثين خلف الشهرة.

فالمجتمع في بعض الأحيان يصنع أو يشارك بما يعود عليه بالسوء، فيصبح المجتمع ضحية تفاعله مع حدث يسيء له، مهما كان ذلك الحدث صغيرا أو كبيرا، وكل ذلك يصب في مصلحة مريدي الشهرة، الذين اغتنوا مع تفاعلكم وأصبحوا ينظرون إلى ذواتهم بالفخر، وكأنهم صنعوا انجاز عظيم، فعلا هو انجاز لهم وخطأ كبير منا جميعا نحن المجتمع السعودي.

يجب أن يكسب مجتمعنا ثقافة التجاهل فهي رائعة جدا، وممتازة تكفينا الكثير من الشرور، وتساهم ببناء صورة نمطية عالمية عن مجتمعنا أنه مثقف ولا ينجرف خلف كل “من هب ودب” وتجعل أولئك الذين يبحثون عن الشهرة يموتون في غيظهم، ويبحثون فعلا عن ما يستحقون به الشهرة بل ربما أيضا اختفوا تماما من المجتمع، وتظهر بذلك طبقة من المشاهير من يستحقون الشهرة كالمخترعين والمخترعات والمثقفين والأدباء.

المحزن المبكي أن وطني مليء بالنجوم الساطعة في كل مجال، ولكن مجتمعي للأسف عنهم بغيرهم منشغل، ولكني هنا أقول يا مجمعتي احذروا من تفاعلكم .. احذروا من تفاعلكم.

إبراهيم سيدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *