أين جيراننا؟سؤال تردد على ألسنة الكثيرين من سكان هذا الزمن ، أين من عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصى؟ أتحت مسمى الحضارة ولى ؟ لقد كان هناك أقوام بلغوا العنان حضارة و ماتركوا لجيرانهم حاجة. و لقد تقاربت البيوت ،و تلاصقت الجدران ،و تواجهت الأبواب ،و لكن القلوب تعارضت فترك الجار جاره في أمسِّ الحاجات ، و تُتُبعت الطقوس الرسمية دون الإيفاء بمطلبها الأساسي حتى يكاد يتلاشى ذلك التكافل الإجتماعي السامي الذي حث عليه ديننا الحنيف و أكثر عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم الوصايا. قال عليه الصلاة والسلام:((مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)). فلا أحد ينكر ما يستطيع فعله الجيران لبعضهم البعض ، فهم لبعضهم غطاء ، و لسرهم أمناء ، كطير الكناري في وفائهم و حبهم و عليهم الإلتزام بذلك طاعة لله ، فهم أقدر على الإهتمام بأمورهم و مساعدة بعضهم في حاجاتهم .و لا يمكن أن نفسر تلك الأمور بالتدخل في الشؤون الخاصة ، لا لأمر الدنيا فحسب بل لنيل الأجر في الآخرة .و هو ربح عظيم فكيف إذا كان الجار قريب ؟ فالحق لا شك اعظم
ولكن ماحدث أن تلك العلاقات فسرت بما لم تخلق لها وربطت بأمور دنيويه تافهة فأتهم الجار بالتدخل في الخصوصيات وأقيم عليه حد الهجر وعدم تحقيق الجيرة الحقة ومساعدته في القيام بواجبه ألا وهو الأحسان وتبادل مشاعر الحب والإيثار خوفا من نشر سر أو إظهار عيب ُدُثر بالسكوت عنه فوضعت حلول خاطئة لأمر الأحسان الجميل ألا وهو الهجر وقطع أواصر الجيرة وياأسفاه محقت تلك المعاني السامية ، فماذا وجدنا من ترك معني الجيرة الحقيقي والأستمتاع بفوائدها ؟ غير الشعور بعدم الأمان والأستقرار ،وهو مطلب أساسي للسعادة فيابني الأسلام هيا نرتع في معين الحب والإخاء ولانحرم أنفسنا مامنحنا ديننا بسخاء.