خطيب الفرقان يشيد بجهود المشايخ ولجنة ملف المستودعات ويدعو للتكاتف

 H-002  

أشاد الشيخ حميدان بن إبراهيم الصحفي إمام وخطيب جامع الفرقان بمخطط غران بالجهود التي يبذلها المشايخ وأعضاء لجنة ملف المستودعات في سبيل متابعة هذه القضية لرفع الضرر عن المجتمع وحث على التكاتف وأن لا نسمح لأي مغرض أن يفرق صفنا وكلمتنا ويشتت رأينا. جاء ذلك في خطبة التي ألقاها يوم الجمعة الماضي (٢٤ من ربيع الآخر)  بعنوان الأخوة الإيمانية، حيث قال : (نحمد الله على الترابط  و اللحمة التي بيننا وبين مشايخ قبيلتنا حفظهم الله ووفقهم وسددهم ، الذين يسعون جاهدين لما فيه مصلحة مجتمعنا جزاهم الله خيرا وبارك فيهم وفي سعيهم ، وإننا نشكر لهم وللجنة المكلفة بملف قضية المستودعات جهودهم وحرصهم على تحقيق مصلحة الجميع ورفع الضررعن المجتمع ، كل ذلك عبر قنوات نظامية لا فوضى ولا عشوائيه ، فالواجب علينا أن نعينهم وندعوا لهم ونحسن الظن بهم ، فهم قد أوصلوا صوتنا للمسؤول وبينوا الأمر والضرر الذي سيؤول ، فجهدهم مذكور غير منكور، وسعيهم مبرور ومشكور، فلنترك الأمر للمسؤول، والله هو المؤمل في تحقيق الخير المأمول).

 

وفيما يلي نص الخطبة كاملة :                           

الحمد لله القوي العزيز، الحميد المجيد؛ هدى المؤمنين لتوحيده، ووفقهم لطاعته، وجمع كلمتهم على دينه، فبشريعته يجتمعون، وبتركها أو تفريقها يفترقون [وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم] 

نحمده على ما هدى وكفى، ونشكره على ما أعطى وأسدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ؛ أرسله الله تعالى إلى أمة أمية متناحرة متفرقة ، فأنار به القلوب من ظلمتها، وطهرها من رجسها، وجمع تفرقها، ووحد كلمتها، فكانوا بعد الإيمان إخوة متحابين متآلفين، يحمل قويهم ضعيفهم، ويواسي غنيهم فقيرهم، وكانوا يداًً على من سواهم، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.. أما بعد: 

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه.. اتقوه في دينكم فتمسكوا به، واتقوه في أمتكم فأوبوا إليها وانهضوا بها، وانصروها على أعدائها،واتقوه في مجتمعكم فكونوا مفاتيح خير فيه مغاليق شر عنه ، واتقوه فيما أنعم عليكم من نعم، وما دفع عنكم من نقم، فقيدوها بالطاعات، وزيدوها بالشكر، ولا تزيلوها بالمعاصي؛ فإن الله تعالى [لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال]. 

H-001

أيها الناس: جاء الإسلام بتكريس الأخوة في الدين، وتعزيز الولاء للمؤمنين، والحث على الاجتماع والألفة، والتحذير من الاختلاف والفرقة، وفتح كل الوسائل المؤدية إلى تحقيق الأخوة، وسد كل الذرائع المؤدية إلى انفصامها.

ومن استقرأ النصوص في ذلك سيعجب من ترسيخ الشريعة للأخوة الإيمانية، وإخضاع كل رابطة سواها لها؛ حتى يكاد هذا المبدأ العظيم في الإسلام أن يقتحم كل مجال منه، ويلج كل باب من أبواب الشريعة، ومن تأمل ذلك علم موقع الأخوة من دين الإسلام، وأهميتها في الشريعة الغراء، وأدرك ما يؤدي إليه تحقيقها من رفعة الأمة وعزها،وترابط المجتمع وتحقيق مصالحه، وما ينتج عن التفريط فيها من انحطاط الأمة وذلها وفوات مصالح الأمة والمجتمعات.

عباد الله:

إن من أجل مقاصد الشريعة، وأبينها في الأحكام المفصلة: تحقيق وحدة الكلمة، وائتلاف القلوب، ويكاد أن ينتظم ذلك في كل أبواب الشريعة في العبادات والمعاملات والآداب، بل حتى في العقوبات.

ففي الصلاة لا يخفى فضل صلاة الجماعة، ومن مقاصدها اللقاء في المسجد كل يوم خمس مرات، ويتوج ذلك بتراص الصفوف حتى تلتصق الأقدام والمناكب:«لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم»، وفي رواية:« أو ليخالفن الله بين قلوبكم» وفي رواية:«وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم».

فهذا مقصد لوحدة الكلمة ظاهر متكرر، وأعظم منه اجتماع الجمعة، وأعظم منها الاجتماع في العيد.

وأما الزكاة فهي من الأغنياء للفقراء؛ لإزالة ما في قلوبهم من الانكسار، والحيلولة بينها وبين الأحقاد؛ حفظا لوحدة الكلمة، واجتماع الشمل.

وفي الصيام يجوع الغني ليفطن لجوع الفقير فيطعمه، فيتطهر قلبه من الضغينة على أخيه الموسر. وفي الحج تلتقي أجناس شتى لا يجمعها شيء سوى الوحدة على كلمة التوحيد.

وفي كل العبادات والشعائر لا تمايز ولا افتراق، بل القبلة واحدة، والشعائر واحدة، والمشاعر واحدة؛ لتكون الأمة أمة واحدة، وهذا أدعى لوحدة الكلمة، وأقوى في تمكنها.

إننا لو أردنا أن نستعرض نصوص الأخوة في الدين فلا يكاد يوجد باب من أبواب الفقه إلا وفيه أحكام تكرس هذا المعنى العظيم:

ففي باب الأدب:«المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره .. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».

وفي أدب المجلس:«نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم الرجل أخاه من مقعده ويجلس فيه».

وفي الحقوق:«خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام وتشميت العاطس وإجابة الدعوة وعيادة المريض واتباع الجنائز».

وفي باب القصاص والجنايات [فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان]

[ولكم في القصاص حياة]

وفي ذلك ترسيخ لوحدة الكلمة، والقضاء على بذور الشقاق؛ لأن القصاص وإن كان فيه إتلاف لنفوس أو أعضاء ففيه شفاء للقلوب، واستحياء للنفوس المعصومة

وفي أبواب معاملة الناس بعضهم مع بعض قضي في الشريعة على كل ما يكون سببا لتصديع الوحدة، وافتراق الكلمة من الربا والرشوة والنجش والغش في المعاملات.. ونهي عن سوء الأخلاق، وفحش الكلام، والإساءة إلى الناس، ولا يحل أن يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبته؛ لئلا يوغر قلبه، ويفسد وده، فتفترق كلمتهما.. وأمر بكل ما يؤدي إلى المحبة والألفة من السماحة والعفو والبشاشة وطيب الكلام، وبذل السلام، والإحسان إلى الغير.

قال عليه الصلاة والسلام:«المؤمن أخو المؤمن فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر».

وفي باب الدعاء [ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان] «وما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل».

وفي باب الرق يكون الأرقاء المملوكون للمسلم إخوانا له إن آمنوا:«إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم».

وفي البذل والمساعدة:«ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته»، وأيضا:«تبسمك في وجه أخيك لك صدقة… وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة».

وفي المظالم والقضاء:«فمن قطعت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له به قطعة من النار».

وفي باب الخصومة:«ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام».

وفي حفظ غيبته وعرضه [أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه].

وفي حرمة عرضه:«وضع الله الحرج إلا من اقترض من عرض أخيه شيئا فذاك الذي حرج».

وفي الدفاع عنه:«من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة».

وفي باب النصرة:«انصر أخاك ظالما أو مظلوما»

وفي حديث آخر:«كل مسلم على مسلم محرم، أخوان نصيران» أي: أخوان يتناصران ويتعاضدان.

والمسلم البعيد الذي مات بأرض غريبة ليس فيها مؤمن سواه له حق على المسلمين توجبه أخوة الإيمان ولو كان بينه وبينهم ما بين المشرقين وذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بهم فقال:«صلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم» يعني: النجاشي رضي الله تعالى عنه.

ولا يرمي المسلم أخاه بما يقطع موجب الأخوة إلا ببينة وإلا عاد ما رماه به عليه:«إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما».

والكافر يستحق الأخوة إذا دخل في الإسلام [فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين]

وعشرات أخر من النصوص سوى هذه مبثوثة في أبواب الشريعة، رأسها حصر الأخوة في الإيمان [إنما المؤمنون إخوة] وتاجها مساواة المؤمن أخاه المؤمن بنفسه في قاعدة عامة جامعة تشمل كل شيء:«والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

ما أعظم أخوة الإيمان حين يضع المؤمن أخاه موضع نفسه، فيحب له ما يحب لها، ويكره له ما يكره لها، وإقامة الأخ في الإيمان مقام النفس جاء في موضعين من القرآن الكريم [ولا تلمزوا أنفسكم] أي: إخوانكم.

والموضع الثاني:[لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين]

وكل أخوة في الدنيا فهي مقطوعة يوم القيامة [يوم يفر المرء من أخيه] إلا أخوة الإيمان فيبقى نفعها في الآخرة [الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«ما مجادلة أحدكم في الحق يكون له في الدنيا بأشد مجادلة من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار، قال: يقولون ربنا، إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فأدخلتهم النار! قال: فيقول اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم».

وكافأ النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على مواقفه معه بأعظم مكافأة وهي تقدمه على غيره في أخوة الإسلام:«ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته».

وأول عمل عام قام به النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته هو مؤاخاته بين الصحابة رضي الله عنهم، حتى توارثوا إلى أن نسخ التوارث وبقيت الأخوة، وورد في هذه المؤاخاة جمع من الأحاديث، تطرب لها القلوب، وتدمع منها العيون ،وكان من سياسة النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم أنه يقضي على أي بادرة اختلاف بينهم في مهدها، ويطفئ فتيلها قبل اشتعالها، ولا يتهاون في ذلك أبدا، بل نجده صلى الله عليه وسلم وهو الرفيق الرحيم يغلظ المقال في هذا المقام أكثر من غيره؛ لعلمه عليه الصلاة والسلام أن نار الخلاف والفرقة والفتنة إذا توقدت فمن العسير إطفاؤها.. عير رجل رجلا بأمه فقال صلى الله عليه وسلم:«أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية»رواه الشيخان.

وفي إحدى مغازيه تثاور المهاجرون والأنصار فقال الأنصاري:«يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال دعوى جاهلية..وقال: دعوها فإنها منتنة»رواه الشيخان.

لقد أسست الشريعة الربانية المجتمع المسلم على أساس متين، وشيدته بناء محكما متراصا لا يمكن اختراقه ولا اقتحامه، فضلا عن صدعه وهدمه، وهو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه»، وفي حديث آخر:«مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وفي رواية:«المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله وإن اشتكى رأسه اشتكى كله».وتكون قوة هذا البنيان على قدر ما يحققه المؤمنون من لوازم الأخوة وتفصيلاتها المبثوثة في الشريعة.

ولما كان الصحابة رضي الله عنهم قد حققوا الأخوة كلها أو جلها، وأدوا لوازمها وحقوقها؛ عجز المشركون العرب بقوتهم عن كسرهم وهم قلة، وعجز اليهود بدهائهم ومكرهم ودسائسهم عن اختراق ذلك المجتمع الرباني الإيماني، وعجز المنافقون وهم مندسون في داخل الصف عن تصديعه وتفريق المسلمين.

اجتمعوا على الإيمان، وتنافسوا في تحقيق كماله، ووضعوا كل ما يملكون فداء لهذا الإيمان، وبذلوه في سبيل تحقيق رابطة الأخوة، حين قاسم الأنصار إخوانهم المهاجرين أموالهم ودورهم ومزارعهم.. فلا عجب وهم كذلك أن لا تقف قوة أمامهم، ولا تجدي دسيسة أو شائعة في أوساطهم.

قارنوا كمال الأخوة عندهم بأنانية كثير من المسلمين اليوم لتعلموا أن من أهم أسباب الذل والهوان والهزيمة والخذلان وما يقع من ضرر على كثير من المسلمين ضعف رابطة الأخوة بين المؤمنين؛ حتى إنه ليبيع بعضهم بعضا بعرض من الدنيا قليل، ويكيد بعضهم لبعض في سبيل مصالح خاصة، يقع هذا على مستوى الأمة وعلى مستوى المجتمعات والقبائل والأسر؛ لذا أذلهم الأعداء وأهانوهم، واخترقهم المنافقون وفرقوهم، [وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين]

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.. 

H-003

أما بعد:

فاتقوا الله واقصِدوا مرضاتِه، وسارعوا إلى مغفرته وجناته, ولا تغرنكم الدنيا، ولا يلهينكم زخرفها، حلالُها حساب, وحرامُها عقاب، ومصيرها إلى خرَاب، فكم من ذاهبٍ بلا إياب من الأهل والأحباب والأصحاب في رحلاتٍ متتابعة إلى الدّار الآخرة، ولا نعلم متى تحين لنا المغادره  ،، نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمه.

أيها المسلمون: لا شيء أعظم خطرا على وحدة الكلمة، فيؤدي إلى تصدعها من افتراق الدين؛ وضعف الإيمان, واتباع الهوى، والطمع وحب الدنيا ، وتقديم المصالح الشخصية على المصالح العامة، فإن التخلي عن الدين بالكلية أو عن شيء منه لهوى في النفوس أو لطمع في عرض من الدنيا زائل، هو السبب الرئيس لزوال الوحدة، وحدوث الفرقة وشتات الأمر.

إن الأخوة الإيمانية لما ضعفت انتشرت الأنانية والنفعية، فكان في المجتمع من يبيع أخاه، بل يبيع أباه وأمه وقبيلته لأجل مصلحته، انساقوا خلف الدنيا وملذاتها، فتنافسوها واختلفوا عليها، وتفرقوا لأجلها.. وكل أولئك فصم لعرى الرابطة الإيمانية فيهم والأخوة الإسلامية ، فما عاد الأخ يأبه بأخيه، ولا يعنيه أمره، ولا يتألم لألمه..

عباد الله:

إن من تأمل آيات الذكر الحكيم في الحث على الوحدة، والنهي عن الفرقة يجدها تؤكد على التزام الدين لتحقيق هذه الوحدة في كل آية عالجت هذا الموضوع المهم؛ فأمرت بالتمسك بحبل الله تعالى الذي هو دينه أو كتابه أو عهده، ونهت عن الفرقة؛ مما يدل على أن عدم التمسك بالدين سبب للفرقة [واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا], ووصية الله تعالى لنا ولمن قبلنا كانت [أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه], فإقامة الدين سبب للوحدة كما أن تفرق الدين سبب للفرقة.

وإذا عُلم شأن وحدة الكلمة في الشريعة، والنهي عن الفرقة فإن من كياسة العقل، وكمال الفهم أن لا ينساق المرء خلف الشائعات التي تريد تفريق الكلمه وتمزيق الصف وتقسيم المجتمع بين مؤيد لما فيه مصلحة المجتمع وبين معارض ، وعلى العاقل أن لا يعطي أذنه إِلَى من يريد تَصديع هذه الوحدة.

وعلينا عباد الله أن نسعى جاهدين لغرس المحبة ولزرع الألفة ولنشر المودة بين أفراد الأمة والمجتمع، ولنتواصى على التعاون على البر والتقوى والتناصح فيما بيننا وعلينا البعد عن أسباب العداوة والبغضاء وما يحمل على الكراهة والشحناء وما يثير الأحقاد وضغائن القلوب والتحذير الشديد من الطعن في المسلمين وعيبهم وهمزهم ولمزهم وإبداء عوراتهم وتتبع عثراتهم والتشهير بهم وإساءة الظن بهم والاتهام ببدعة أو كفر أو فسوق أو نفاق أو ظلم أو جهل.

H-004

  وبعد، عباد الله: فإننا لنحمد الله ربنا على ما من به علينا في هذه البلاد المباركة من نعمة اجتماع الكلمة على الإيمان والتقوى وترابط المجتمع مع ولاة أمره من الأمراء والعلماء في جميع المناطق والمحافظات،وكذلك نحمد الله أيضا على ترابط  مجتمعنا هذا ومحافظته على القيم والمبادىء وتماسكه وتعاونه على البر والتقوى والألفة التي بين أفراده وسعيهم وسباقهم لخدمة مجتمعهم وتحقيق مصالحه ، ووالله إنه ليغبطنا على ذلك كثير من المجتمعات فلنحمد الله ولنحرص على ذلك وأن لا نسمح لأي مغرض يفرق صفنا وكلمتنا ويشتت رأينا،ونحمد الله على الترابط  واللحمة التي بيننا وبين مشايخ قبيلتنا حفظهم الله ووفقهم وسددهم ، الذين يسعون جاهدين لما فيه مصلحة مجتمعنا جزاهم الله خيرا وبارك فيهم وفي سعيهم ، وإننا نشكر لهم وللجنة المكلفة بملف قضية المستودعات جهودهم وحرصهم على تحقيق مصلحة الجميع ورفع الضررعن المجتمع ، كل ذلك عبر قنوات نظامية لا فوضى ولا عشوائيه ، فالواجب علينا أن نعينهم وندعوا لهم ونحسن الظن بهم ، فهم قد أوصلوا صوتنا للمسؤول وبينوا الأمر والضرر الذي سيؤول ، فجهدهم مذكور غير منكور، وسعيهم مبرور ومشكور، فلنترك الأمر للمسؤول، والله هو المؤمل في تحقيق الخير المأمول.

هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

14 تعليق على “خطيب الفرقان يشيد بجهود المشايخ ولجنة ملف المستودعات ويدعو للتكاتف

ابوملاك

وفق الله شيخنا الفاضل ابو معاذ فقد أجاد في خطبة الجمعه الماضيه والتي كان موضوعها عن روابط أخوة الدين ومن ثم عرج على الترابط بين أبناء مع مشايخهم حول رفع الضرر ووجوب الترابط والتلاحم لدحر اﻷعداء.. فجزاه الله خير الجزاء .

الشيخ مرزوق

جزا الله شيخنا الفاضل ابو معاذ خير الجزاء
لقد أوعظ وبين واوجز فله مني ومن جميع
مشايخ واعيان وأبناء القبيلة كل الحب والتقدير
كيف لا وقد تميز بمميزات الخطيب الملم
بمجريات واحداث الساعة من حوله
واستخدم علمه وفكره وموقفه لبين للناس
الواجب عليهم في مثل هذه الاحوال وهو التأكيد
على اللحمة والألفة والتناصح في مايخدم المجتمع
ويرفع الضرر عنه
وهذا ليس بغريب على أبي معاذ وهو قبل ان يكون
خطيب فهو ابن من ابناء غران الأوفياء
وكل ابناء غران أوفياء
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

أبوسعود

بارك الله فيك يا أبومعذ
خطبة موفقة مليئة بالمواعظ والتوجيه الصحيح وكل خطبك كذلك لا عدمنك
جعلك الله مباركاً وكثر من أمثالك

محمد آبوفهد

خطيب واعي ومعايش للأحداث التي تدور حوله
ويعطي فيها رأي الشرع مسنودا بالأدلة من الكتاب والسنة
نعم نحن بحاجة في هذا الوقت للتكاتف والوقوف مع مشايخنا لدرء الضرر عن قريتنا
مشكور يا خطيبنا المحبوب

السحاب

جزاك الله خير .
يعجبني فعلا الخطيب الذي يعد خطبته على مايهم أمور الناس. ويشغل بالهم
الأخوة والمحبة والألفة بين الناس ثم ربطها بالحال والواقع هنا يكون شد الانتباه وتفاعل المصلين
بارك الله فيك . ياشيخ حميدان

أم محمد

ياشيخ ليتك تعد خطبة عن الرجال اللي تاركين بيوتهم وعيالهم وجالسين في الاستراحات لحد الفجر مانشوفهم
وين التربية والمسؤلية . والرجال وعياله مايرجعون للبيت غير للنوم
تكفى طلبناك لعل وعسا احد يسمع وينتبه

حسن فا يز

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ابامعاذ وبارك الله في مسعا ك وتوضيح لجميع أفراد مجتمعك وحثهم علي الالفه والمحبه والتعاون لما فيه مصلحة وخير لديرتنا

عبدالعزيز الصحفي

ما شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، بارك الله فيك وفي علمك ونفعك ونفع بك.

عبدالعالي فالح الصحفي

جزى الله الشيخ حميدان عنّا كل خير فهو مثال لكل عمل خيّر فيه منفعة للناس في دينهم ودنياهم فمنذ نعومة أظفاره كان طالباً للعلم موضحاً لفضله وأهميته في صلاح الفرد والمجتمع هذا من المنظور العقائدي اما المنظور المادي فاعماله الجليلة لاتخفى على احد من عمل الخير وبذله لمستحقيه وإقامة المراكز التوعوية والثقافية الإسلامية وعمارة اهم مسجد في ديرتنا حتى اصبح تحفة معمارية تضاهي اجمل مساجد المدن في بلادنا الحبيبة… ومهما ذكرت من مناقب الشيخ حميدان لا اوفيه حقه…. له مني كل الاحترام والتقدير وصالح الدعاء ان يبارك الله فيه وفي علمه وذريته …

فايز ناشي الصحفي

كلمات جميلة من شيخنا الفاضل أبو معاذ ، ذكر فيها أهمية الوحدة والإلتفاف حول بعض أخوة على قلب رجل واحد ، مما سرني وأبهجني وأدخل السعادة في قلبي رؤية رجال غران في صف واحد ضد كل مفسدة خبيثة تتربص لغران بالأوبئة السرطانية والعشوائية والفوضى الأمنية التي تصاحب كل عشوائية ، ولو كان فيها خيراً ماكان إشتكى منها كل من جاورته المستودعات والمصانع في جميع أنحاء المملكة ، وقد أصدرت الهيئة العالمية للصحة دراسة تثبت أن للمصانع مهما كانت صناعاتها ترتبط إرتباط وثيق بمرض السرطان نتيجة لما تبثه من سموم وتلوث بيئي يضر بالإنسان والحيوان وبالمكان ، أسأل الله عز وجل أن تكلل جهود اللجنة والمشائخ بالنجاح والتوفيق لما فيه من مصلحة غران .

فاطمة الحربي

الله يجزاك بالخير
الصورة عندنا غير كنا نحسب انها فيها منفعة للديرة وعيالنا طلعت مستودعات ومخازن وعماله . مايكفي اللي عندنا من العماله.
حنا ناقصين زبايل وعفن يجي عندنا مايكفي المصنع عادمنا بدخانه ومزعجنا بعماله. كم شغاله هربوها عمال المصنع وكم من سرقة جات منهم
ديرتنا اصبحت مأوى وسكن لهم . تكفون ﻻ تقبلون بهذي المستودعات . الله ﻻ يجيب الخنا عندنا

مقراوي وافتخر

جزالك الله خير يا شيخ حميدان

متعب الصعيدي

خطبة جميلة
يا ليتنا نلتزم بأحكام الإسلام
للأسف نحن مازلنا عندنا شي كثير من الجاهلية
جزاك الله خير

غران العز

بارك الله في امامنا وخطيبنا الشيخ حميدان .
رجل ذو خلق كريم محب للخير ومهما قلت لن اوفيه حقه .
موضوع الخطبة شيق وجميل بابراز النقاط والكلام السهل الممتنع .
ابرز مايعاب علی الخطبة ( واعذروني علی ذلك ) ان الخطبة طويلة جدا واستيعاب الخطب الطويلة قليل جدا .
اخي حميدان دمت لنا فخرا وعزوة ونتمنی لك الخير بارك الله فيك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *