وقائع من الواقع (٥).. المحتسبون وأموال المتبرعين

لا أظن أحدا في بلدنا إلا متبرعا ، أو متصدقا مبادرا ، أومشاركا في مشروع بر ، ساهم في ذلك ودفع إليه ، دعاية أو دعوة وطلب، فالدعايات الواعظة والدعوات الطالبة المؤثرة والمحفزة للتبرع كثيرة ، من جمعيات البر الخيرية والمكاتب التعاونية للدعوة وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وجمعيات متنوعة أخرى متعددة ، وأرقام الحسابات تنشر ، والناس تتبرع والأموال تتدفق ، وقد وضعت الجهات الحكومية المسؤولة تنظيما ورقابة تكفل صرف هذه الأموال في جهاتها ، وتضمن سلامة مصادرها ، وطرائق جمعها ، وقضت على عشوائية كانت قد تسببت في إحداث مشكلات صعبة بل ويلات !
لكن أمرا مهما لابد من إصلاحه وتحسين نظامه ، فنحن نرى عمائر الوقف السكنية والتجارية السكنية التي تم تمويلها من هذه التبرعات تنشأ ، ثم تقفل إما لقلة المستأجرين أو لكثرة المعروض في السوق ، أو لسوء مواقعها ، وهو أمر متوقع فالذين قاموا على هذه الأوقاف محتسبون خولهم لذلك كونهم من أعضاء مجلس إدارة هذه الجهات ، وجزاهم الله خيرا على نياتهم الطيبة وغفر لهم تصرفاتهم التي لم تكن على بصيرة استثمارية تجعل من تلك الأموال الوافرة المتبرع بها ذات عائد يصب في ميزانية جهاتهم الخيرية أموالا ويصب في ميزان المتبرعين حسنات أكثر .
فيا وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ألا يمكنكم مثلما جعلتم أنظمة لاستدرار تلك التبرعات ثم لمصارفها وضبط ذلك من قبل جهات محاسبية تخصصية أن تجعلوا أنظمة مسؤولة عن ترشيدها ، ووضع جهات كذلك متخصصة في دراسة جدوى المشاريع الوقفية ، ليستفاد من تلك الأموال بصورة أفضل وضمان عدم خسارتها ؟ أو تعطلها قبل تمام إنجازها بسبب توقف التبرعات ؟
ألا يمكنكم أن تدعوا إلى تأسيس شركات استثمارية تشغل تلك الأموال وتدير الأوقاف الخيرية وتنمي عوائدها ؟ ويُجعل كذلك نظام مساهمة يُسرّع الاستفادة من تلك التبرعات فلا يطول زمن إيداعها ؟ وتخصص المساهمات فقط لجهات العمل الخيري ، ثم ألا يمكن للغرف التجارية أن تساهم في ذلك وهم بيوت خبرات تجارية ؟ ثم ليكن شرط إنشاء أي مشروع وقفي استثماري موافقة الوزارة عليه مسبقا .
بدلا أن يكون العمل مجرد اجتهادات شخصية من محتسب ليس له خبرة في الاستثمار ولا فكر تجاري ولا معرفة بالتنمية الاقتصادية ! ثم عمارة وقف مقفلة ، وأخرى لم تكتمل وطال عليها الأمد وتعطلت فيها أموال متبرعين ، وعمارة عمرها ربما تجاوز العشرين عاما ودخلها لم يأت بتكلفة إنشائها ، خاصة في مناطق لا كثافة سكانية فيها ، وبها وفرة تفيض عن الحاجة.

أحمد مهنا الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

14 تعليق على “وقائع من الواقع (٥).. المحتسبون وأموال المتبرعين

ابو فيصل

رأي قيم وخطة عمل لمستقبل اكثر اشراقا والأجمل أن هذا الرأي صادر من قيمة ادبيه وشخصية اجتماعيه يشار لها بالبنان ولا أبالغ عندما أقول أن الاستاذ أحمد قدوة لجيل كامل . تحية تقدير واحترام أبا رائد والشكر موصول لمنبر المنطقة ومنارتها الاعلاميه صحيفة غران والعاملين عليها وأخص بالذكر الفاضل رئيس التحرير الأستاذ أحمد عناية الله

العمل المؤسسي مطلب

جميل هذا الطرح ، ولعله تنظيم منتظر ، ليرشد المال ويقدم نفعا أكبر .
فالمُشَاهد شاهد ، فكم من وقف وبرنامج ومشروع يحتاج لفكر ودراسة ، وللأسف بعض الأفراد لايقبل نقدا ولايطور فكرا ، وكل فكر يخالف فكره يراه خطأ بنسبة لاتقبل الصح ، فكيف تراهم يقومون بالتطوير والترشيد .
مانشاهده من تطور في كثير من المجالات كوزارة الداخلية ووزارة العدل وغيرها يحتم على كل راغب في العمل المجود أن يبحث عن الأفضل خدميا وماليا .

غير معروف

لا نفهم ماذا يريد كاتب هذا المقال. هل يريد ان يتوقف عمل البر والخير. وهل اصلاح المجتمع بمثل هذا النقد يفيد.انما الاعمال بالنيات وانما لكل امريء مانوى.

حامد الغامدي

مقال رائع يمس الواقع وفكرة الاستعانة بأصحاب الفكر التجاري وترشيد مشاريع الوقف ، وزيادة الاستثمار جدا ممتازة،
وتولي وزارة العمل العناية بها كذلك مهم ، وهذا سيزيد في دخل الجهات الخيرية ، ويحول دون أن تكون كما ذكر كاتب المقال ، وشكرا له على ماكتبه من رأي لعله يؤخذ بعين الاعتبار .

المسافر

لا أوافق على مجمل ما طرح في المقال بالخصوص المعالجة للمشكلة واوافق الكاتب بوجود المشكلة. أما ما طرحه من حل لم يوفق فيه.

وما عرفناه إلا محب للخير دال عليه وليس له سوء طوية، والله أعلم.

ابو يوسف

سامحك الله على التعليق .

أبوعابد

افترض في الكاتب حسن النية لمعرفتي به
ولكن خانه التعبير والتوقيت ولم يوفق في الدخول إلى الموضوع من الزاوية الصحيحة فأساء من حيث حسب أنه يحسن.
ورب كلمة قالت لصاحبها دعني

Mns

الكاتب يجب أن يتخصص فى فكره وقلمه لا يجب أن يهيم فى كل الاتجاهات كما تهيم الابل فى المراعي تاكل حتى مايزرعه الاخرين. هناك انسان وهب نفسه لعمل الخير بدون مقابل فى الإشراف على الوقف الخيري وهناك متبرعين وهبوا أموالهم وما تطرق إليه الكاتب مصادره لافعالهم وهم ليس بعلماء عن المغيبات وماحصل هو ركود اقتصادي فى كل المجالات حتى اكبر اقتصادي فى العالم لم يتصور ما حصل وخاصة فى مجال العقار وتجارته واسهاماته ولاكن ما استثمر فيه من عقار لصالح الوقف ليس نقدا أو أسهم تخاف عليها من الانقراض ولاكن هى عين عقارية سوف تبقى ولها قيمتها السوقية أجلا او عاجلا وان لم ترتفع ممكن تعمل كرباط يسكن فيه الفقراء وليس شرط ان يؤجر او تشريف عليه وزارة الأوقاف وهنا نعطي القوس بارئها وليس كاتبها .
نرجع إلى كتاب هذا الزمن تجده فى الرياضة واللغة العربية الطب والعلوم ويكتب بدون تخصص وبارك الله فى القوقل اوجد كل شي وحدث ولا حرج فى عملية القص واللزق.
نشكر الكاتب على حسن نيته ومجهوداته.
مع تحياتي Mns

عبدالله السلمي

ملخص المقال “أيها الناس لا تتبرعوا”
التعليق
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر

عبدالمحسن حميد الصحفي

الهدف من انشاء هذه البنايات سامي وليس الكسب المادي وانما إيجاد مساكن للأسر التى لايوجد لها مأوى أو لديها مساكن غير صالحة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك
المؤمن سرور أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله واحسبه قال وكالقاءم الذي لايفتر وكالصاءم الذي لا يفطر
والمؤسسات والجمعيات الخيرية لا تستهدفان الحصول على الربح المادي
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

نجم..

بارك الله في هذا الفكر وعساه أن يصل لمسؤول فيستفاد منه والمسئولين كذلك يفكرون ولاشك ينتظرون مثل هذه الأفكار
وماذكرته من الترشيد وتطوير الاستثمار والاستفادة من أصحاب الخبرة امر مهم والله، فعلا نرى أوقاف شبه معطله وفقك الله وجزاك خير أستاذ أحمد

أبو عبد الله الحربي

جزاك الله خيراً ، أستاذنا يعجبني تفكيرك ورقي طرحك
أتمنى أن يوصل هذا الطرح لأصحاب التفكير المميز
والمفكرين أمثالك ..

أحمدبن مهنا

أشكر لكم تعليقاتكم وإضافاتكم ، وهكذا نحن نرتقي ثقافيا وفكريا ، بل وخلقيا .
دمتم بخير

غير معروف

احسنت فيما كتبت بارك الله فيك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *