المملكة تعكف على إنتاج الطاقة من الحرارة الجوفية والنفايات

تعكف السعودية حاليا على تطوير تقنية جديدة لإنتاج طاقة حرارية جوفية، فضلا عن مشروع آخر لتحويل النفايات إلى طاقة، وذلك بهدف توليد الطاقة الكهربائية محليا، بعد أن ثبت جدوى الطاقة الشمسية الكهروضوئية والرياح خلال الفترة الأخيرة.
وأكدت لـصحيفة “الاقتصادية” مصادر مطلعة، أن الطاقة المتجددة في العالم لها أشكال عدة، ويمكن إنتاجها عن طريق أكثر من تقنية، كاستخدام تقنية الخلايا الشمسية الكهروضوئية، والمرايا الحرارية، وتربينات الرياح، وحرارة جوف الأرض، وشلالات المياه، وغيرها الكثير، إلا أنه ما يهم دائما هو الجانب الاقتصادي والعائد المادي وكفاءة الإنتاج، والتكاليف الرأسمالية والتكاليف التشغيلية لهذه المحطات.
وأشارت المصادر إلى أنه في الآونة الأخيرة وبعد الدراسات التي أجريت من قبل الجهات المعنية في السعودية، ثبتت جدوى الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح محليا، إذ حققت مستويات منافسة للدول الأخرى، وصلت قدرتها في مشروع سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية 300 ميجاواط، ودومة الجندل لطاقة الرياح 400 ميجاواط.
وبينت أن العمل جار حاليا على تطوير تقنية الطاقة الحرارية لتكون منافسة للتقنيات الأخرى، فضلا على البحث أيضا عن تحويل النفايات إلى طاقة، وذلك لتوليد الطاقة الكهربائية في السعودية لما فيها من فوائد لعديد من القطاعات بما في ذلك حماية البيئة.
وحول العقبات التي تواجه تطوير الطاقة، لفتت المصادر إلى أن أكبر عقبة تقف بوجه تطوير مصادر الطاقة المتجددة قبل عقد من الزمان كانت هي ارتفاع التكاليف بشكل كبير مقارنة بإنتاج الكهرباء من المصادر التقليدية، حيث إن الطاقة المتجددة في مجملها كانت غير مجدية اقتصاديا، إلا أنه مع مرور الوقت انخفضت التكاليف بشكل كبير.
وأشارت إلى أن من بين العوامل التي أسهمت في خفض الأسعار هو تحسن التكنولوجيا بسرعة فائقة، حيث إن زيادة الدعم لأنشطة البحث والتطوير في تكنولوجيات الطاقة المتجددة، خصوصا الخلايا الشمسية، إضافة إلى رفع كفاءة سلاسل التوريد وتوفير الاستثمارات التي أوجدت مجالا واسعا لانتشار مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم.
وقالت المصادر، إن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أشارت في تقريرها عام 2018 إلى “أن الاستثمار العالمي في مجال الطاقة المتجددة شهد نموا غير مسبوق في السنوات الأخيرة الماضية. وإن زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة على أسس تمكينية أمر حاسم وضروري للانتقال المستدام للطاقة بشكل سريع”، مشيرة إلى أن الأولوية الكبرى للسعودية هي القضاء على استنزاف الوقود السائل في أنظمة توليد الطاقة، وهذا النوع من الوقود سيكون استخدامه بشكل أفضل في عمليات النقل أو العمليات الصناعية أو للتصدير.
ومن المعلوم أن توليد الطاقة الحرارية الجوفية يتم من الحرارة الطبيعية تحت الأرض، وهي طريقة آمنة ونظيفة ولا تخضع لتقلبات في استخدامها وصالحة طوال السنة، وهي تمثل الآن المصدر الأساسي للطاقة في عديد من الدول حول العالم، وعادة في الأماكن النشطة بركانيا مثل أيسلندا ونيوزيلندا، وعلى الرغم من أن النشاط البركاني في السعودية محدود جدا إلا أنه كاف لإنشاء محطات توليد طاقة حرارية جوفية بجانب استخدام المصادر الأخرى.
في حين هناك ثلاث طرق لتوليد الطاقة الحرارية الجوفية: التبخير الجاف، والتبخير الفجائي، والدورة الثنائية. وستطبق مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الطريقة الأولى باستخدام أنابيب عميقة داخل الأرض لتولد البخار الذي سيحرك التوربينات المولدة للكهرباء. وبما أن تطور مولدات الطاقة الجيوحرارية متسارع فإن المدينة تبحث مع شركائها لاستغلال الفرص التي تبرز في هذا المجال ليكون نشطا اقتصاديا، والإنتاجية التي يقترح توليدها من الطاقة الحرارية الجوفية هو 1 جيجا واط بحلول عام 2032.
وبالنسبة لطاقة النفايات، تعد هذه التقنية نظيفة ومتطورة، وسيكون اختيار التقنية المستخدمة معتمدا على التكلفة الاقتصادية للعملية والفرص التي ستجعلها تتقدم في السعودية، وبذلك تقترح مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة إلى إنتاج ما يعادل ثلاثة جيجا واط من الكهرباء بهذه الطريقة بحلول عام 2032.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *