كارثة بيئية بدأت تطل برأسها على مخططات وأحياء خليص القديمة ذات الكثافة السكانية التي لم تنعم بعد باستكمال البنية التحيته لها رغم عمرها المديد الذي يمتد لعشرات السنين ! إنها كارثة الصرف الصحي، إذ بدأت منذ فترة تظهر على السطح وتطفح في الشوارع مهددة البيئة والسكان بالأمراض والأوبئة.
وأمام عدم وجود شبكة للصرف الصحي لم يجد الأهالي بداً من اللجوء لصهاريج الصرف الصحي لنزح بياراتهم مما سبب لهم أعباءً مادية إضافية ، ففي مخطط غران على سبيل المثال ذكر أحد المواطنين أن السكان يسحبون بمعدل وايتين في الشهر للمنزل الواحد بتكلفة ٢٠٠ ريال، بينما يسحب سكان العمارة المكونة من ٦ شقق ٦ مرات في الشهر حيث يكلف الوايت ١٠٠ ريال، ومن المتوقع أن تتفاقم هذه المشكلة في القريب العاجل فمع مرور الزمن يرتفع منسوب مياه الصرف ويزداد معدل السحب ، وهناك من السكان مما لا يستطيع تحمل هذه الأعباء المالية مما يعنى أنها سوف تترك لتطفح في الشوارع مكونة برك آسنة وبيئة لتجمع الحشرات والأمراض ونفس الصورة تتكرر في مخططات أخري مثل مخطط الدف ذي الكثافة السكانية الذي أصبح يطفو على بحيرة من مياه الصرف بحسب تعبير أحد سكان الحي الذي أفاد أنه بمجرد حفر متر في الأرض تبدأ مياه الصرف في الظهور خاصة في شرق الدف لانخفاضه وفي مخطط السلام. وليست المخططات فحسب بل حتى الأحياء القديمة ذات الكثافة السكانية كحي المغاربة يعاني من نفس المشكلة.
لذا لا غرابة إن أطلقنا عليها مسمى (قنبلة موقوتة) إن لم تتنبه لها الجهات المسؤولة وتسارع في إيجاد شبكة للصرف الصحي في الأحياء على خطة تبدأ بالمخططات والأحياء الأشد احتياجاً ثم التي تليها. إن تحرك السكان للمطالبة بوجود قنوات للصرف الصحي أصبح مطلباً ملحاً وضرورة بالغة الأهمية.
والأمر الاخر الذي لا يقل خطورة هو أن الوايتات التي تسحب مياه الصرف تصبها في مناطق لا تبعد كثيراً عن الأحياء السكنية وبدأت تتكون لدينا بحيرات للصرف الصحي تذكرنا ببحيرة (المسك) بجدة والتي بدأت بحيرة صغيرة حتى كبرت وتضخمت مع الأيام وأصبحت تهدد المدينة بكارثة لو لا تدخل الجهات العليا وردمها بعد أن حملت ميزانية الدولة مبالغ طائلة.
إن منطقة شمال غرب الدف بخليص هي المكان الذي اتخذه سائقي الوايتات لصب المياه في الحفر هناك لتكون بحيرات مملوءة بالمياة الآسنة التي أصبحت تسيل وتطل على الخط السريع بين الفينة والفينة على استحياء.
كاميرا صحيفة غران الإلكترونية توجهت إلى الموقع وصورت عدداً من البحيرات المهددة للبيئة والصحة والمكونة مستنقع جيد لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض ، المفسدة للحياة الفطرية الملوثة للمياة الجوفية . فهل نصمت حتى تتكون لدينا بحيرة مسك على غرار بحيرة مسك جدة السيئة الذكر. تم نتحرك بعد فوات الأوان ؟!
صحيفة غران الالكترونية تطرح بين أيديكم هذا الموضوع للحوار والنقاش وللإستنارة بآرائكم وأفكاركم ووجهات نظركم وإثراء الموضوع بما لديكم من معلومات حتى نتمكن من تجميع ملف متكامل عن المشكلة ومن ثم تقديمه للجهات المختصة ومتابعته حتى يتم إقرار خطة واعتماد ميزانية لحل هذه المشكلة الخطيرة.