ارتبط المشاهد السعودي منذ السنة الماضية بمتابعة أحداث مسلسل “العاصوف” من بطولة الفنان القدير ناصر القصبي ومجموعة من الممثلين المبدعين ، والذي يتم عرضه مساء كل يوم على شاشة mbc ، وفكرته تدور حول حياة السعوديين الاجتماعية والاقتصادية والأحداث والمواقف التي عاشَوْها في تلك الفترة ، ونظراً لتفاعل الكثير مع أحداثه يأتي المسلسل على قائمة المسلسلات الرمضانية التي حصدت مشاهدات كبيرة خلال فترة العرض بسبب تصويره لتاريخ تلك الفترة وتوثيق أحداث تلك الحقبة الزمانية التي تتجاوز الأربعة عقود .
وفي هذا العام من شهر رمضان كنا على موعد جديد مع الجزء الثانى من مسلسل العاصوف ، الذي تناول في عدد من حلقاته حدثاً تاريخياً لن ينساه التاريخ وقضية مازالت باقية في الذاكرة رغم تباعد السنين وتغير الأحداث ، وهي حادثة الاعتداء على الحرم المكي التي وقعت في 1 محرم عام 1400 ، تلك الحادثة التي رسم خطتها المدعو “جهيمان” والذي استحل حُرْمة الحرم ، وسَفَكَ الدماء فيه ، وأوقف أداء الشعائر لعدة أيام ، إلا أن الدولة في نهاية الأمر وبفضل الله وعونه استطاعت القضاء على جهيمان ومن معه من تلك الحركة المتمردة والمتجاوزة للدين والأعراف ، وتم القبض عليهم ومن معهم من رؤوس الفتنة وتمت محاكمتهم وفق الشرع والدين .
وكل ماسبق دونه كاتب المسلسل وشاهدنا أحداثه جميعاً ، إلا أن هناك مواقف مشرفة ومشاهد مهمة وذات معاني كبيرة ، لم تصورها كاميرا المخرج ، وكان قبل ذلك يستوجب على كاتب السيناريو عدم تجاوزها أو التغافل عنها ، ألا وهي تعامل قادة هذه البلاد المملكة العربية السعودية مع أسرة ” جهيمان ” لأن فيها عِبَر ودروس للجيل الحالي الذي لم يعاصر تلك الفترة ، فدولتنا أعزها الله تتمثل في منهجها ودستورها بقوله تعالى :
” ولاتزر وازرة وزر أخرى ” لذلك رأينا أسرة “جهيمان ” يعيشون في كنف الدولة مكرمين ومعززين ويعتلون أعلى المناصب في الدولة دون أن تحاسبهم الدولة على فعل ” جهيمان ” أو تجاوزه على الدولة وإعلانه الحرب عليها وعلى مقدساتنا الإسلامية ، وأجزم بأن هذا العدل في التعامل لن تجده إلا تحت مظلة دولتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية وتحت ظل قادتنا الكرام ، لذلك كم كنا نتمنى أن تكون إشارة لهذا الموقف ؛ لنغرس في نفوس أولادنا عظمة وحكمة قادتنا أطال الله في أعمارهم.
محمد الرايقي
مقالات سابقة للكاتب