أنا إذا ما نطقت بأسمك كأن كل الحنان الموجود في الدنيا تجسد لي في كلمة أمي إحسان، ماذا اقول عنها؟ أجد الكلمات ترتجف وهي تخرج وتسطر على هذه الصفحة أجد أنني لا اقوى على الاستمرار وكيف لا وهي التي حضنتني أنا أخي وأخواتي منذ أن كنا علقة في جوفها وهي ترعانا وما أن خرجنا إلى النور فإذا بالصدر الحنون يحتوينا بكل الحب بكل حنان الوجود.
أرضعتنا من دمها وتعبها أرضعتنا مع الحليب الحب والمودة والخوف علينا تنهدنا في أسرتنا لا تنام حتى يدثرنا النوم ترتسم على شفتيها ابتسامة الرضا حين تجدنا نياما سعداءً تظللنا عين الرحمن نكبر أمامها وهي مغتبطة جزلى.
واذا ما أصاب أحدنا وعكة طار النوم من عينها تبيت الليل تجأر الى الرب الرحيم أن يأخذ من عافيتها وهنائها ويمنحنا إياه تعلمنا وهي ترعنا درسنا وهي تلاحظنا وتتمنى أن نصبح أروع أطفال وشباب ورجال تزوجنا وبرغم ذلك ترانا وكأننا لا نزال أطفال نفس الحنان لم يتغير برغم مرور السنين نحن في نظرها أولائك البنين والبنات الذين كانت تهدهدنا في اسرتنا وهي تتمتم متمثلة القول( ولدي أناملك الطرية زينت عشي … برافة طائر متنقل.
ولدي لو استطيع حفظك في دمي …. لفتحت قلبي ثم قلت لك ادخل.
مرت السنوات وأمي إحسان أمامنا نخرج إلى أعمالنا ومن قبل ذلك إلى مدارسنا نقبل يديها ونسألها أن تدعوا لنا أن يكتب الله لنا التوفيق في كل ما نأخذ وندع ونحن نعلم أنها تدعو الله لنا بالتوفيق من غير أن نطلب كيف لا وهي. كل همها أن نكون في راحة تامة وفي نجاح وتقدم وسؤدد.
كما تتمنى من الله أن يحقق لنا كل آمالنا ورجائنا واحلامنا اذا نجحنا في أمر شكرت ربها أنه قد استجاب لدعائها ورجائها فأي ام هي واي نفس تحمل واي قلب يسكن بين اضلاعها ولو بقيت العمر كله اتحدث عن أمي إحسان فلن اوفيها ولو جزأءً يسيراً مما قدمته لنا ابدا لن نوفيها ومهما تبارت الاقلام والإلهام في وصفي امي لعجزت أن تتحمل الصفحات وعجز القلم أن يسطر ما يختلج في نفسي من حب وحزن في نفس الوقت تلك الإنسانة التي منحتنا حياتها كلها.
واليوم نراها وهي على السرير الأبيض غادرتنا ابتسامتها حنانها حبها نقف أمامها ندعوا الله أن يعطيها من أعمارنا لكي تكون معنا في هذا العيد كما كل الاعياد التي مضت حين نجتمع حولها في هذه اللحظات وأنا اكتب هذه الأسطر تكاد العبرات تخنقني واناملي ترتجف عن إكمال هذه الأسطر عندما اتخيل أن العيد سوف يطل علينا وأمي إحسان ليست معنا كيف سيكون للعيد طعم وهي ليست بيننا وهي تنام على سريرها الأبيض كيف نستطيع أن نجتمع ويكون هناك مقعد خال هو أعز مقعد لأمي ولكن كلنا أمل في ربنا الرحيم أن يشفيها وان نراها بيننا مرة أخرى نسأل الله في هذه الايام المباركة وفي هذه الليالي الفاضلة أن يلطف بها علينا أن نرفع أكف الضراعة الى الله الذي يقول للشيء كن فيكون الله الذي ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير من حال إلى حال أخي واخواتي بل كل من عرف أمي إحسان حق علينا أن ندعوا الله بقلوب مؤمنة أن يشفيها ويرفع ضرها ويعيدها الينا سالمة معافة أنه القادر على ذلك وليس بعزيز عليه سبحانه وتعالى.ا
للهم اشفي أمي إحسان والطف بها لطفاً يتعجب منه أهل السموات والأرض فإنها أمنا الحنون وقلوبنا تتقطع على حالتها ونحن راضون بقضاء الله وقدره ولا متسخط أبداً ابداً ونسأله أن يمنحنا الصبر على ما قضى وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.
محمد ناصر الريفي
مقالات سابقة للكاتب