للتقريب لا للتشبيه ..

لنفترض جدلاً أن أحد الأشخاص قد أُخبِر أن ملك من ملوك الدنيا أو رئيس أو أحد المسؤولين الكبار سيقابله ليكرمه ماذا سيكون شأنه ، أليس يبيت لا تسعه الفرحة والحبور والسرور ونحن نضرب هذا المثل لا التشبيه بل لنقرب ما سنقوله للفهم ولو أنه لا يوجد وجه للشبه لأننا سنتحدث عن رؤية الله مالك الملك وملك الملوك في الجنة ..

نعم إن أعظم النعم بعد المقدر لهم دخول الجنة وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، هناك النعيم المقيم الذي لا ينفذ ، هناك الخلود وكل ما هيئه الله لساكني جنات الخلد ، فيها ما يعجز وما يحير المتفكرون أهل الحصافة والكياسة والفراسة عن وصفه وسبر أغوار كنهه ، نعم إن أعظم لذة لأرواح أهل الجنة هي رؤية ربهم وخالقهم ، رؤية ذي الجلال والجمال والكمال ، رؤية خالق هذا الكون وما فيه – من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة – ، رؤية الرحمن الرحيم الخلاق العظيم الذي خلق فأبدع ما خلق وصنع ، الذي تهفو إليه القلوب المؤمنة عند انكسارها ولم تجد من يحتويها ويجبر كسرها إلا الرحمن الرحيم الله الذي تلجأ إليه كل المخلوقات ..

الله الذي يحب عباده ويحدب عليهم ويتقرب إلى كل من تقرب إليه ، الذي خلق الرحمة في قلوب الخلائق من إنس وجن ووحش وطير وكل مخلوقاته الحليم الرؤوف النور الذي أشرقت بنوره الظلمات..

نعم هنا علمت لماذا قال رسول ﷺ عند سكرات الموت حين خير بأن يعطى الدنيا بما فيها ومن فيها ومن عليها أو الرفيق الأعلى فكان يردد بل الرفيق الأعلى ومن مثل محمد ﷺ يعرف عظمة ربه فيختار العظمة والكمال والجمال والجلال على متاع دنيا زائلة إلى نعيم مقيم إلى الخلود وفيه أعظم لذة هي رؤية الجمال الإلهي والعظمة الربانية كيف لا يختار الرفيق الأعلى وهو الرسول الذي جاء ليبلغ الناس أن ربه رحيم كريم يستحق العبادة ويستحق أو يفني المرء نفسه ويضحي بها في سبيل رب من صفاته محبة عباده ، فما أعظم وأكرم ربنا وخالقنا وقد روى مسلم-رحمه الله تعالى- في صحيحه عن صهيب-رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول الله -تبارك وتعالى- تريدون شيئًا أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم -عز جل-  ثم تلا هذه الآية: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس: 26] . [رواه مسلم: 467].

والزيادة هي رؤية الله جل جلاله في الجنة ومن هنا لا يستغرب أن يكون من العذاب يوم القيامة حجب العصاة عن رؤية ربهم قال الله تعالى ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15)ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ) ، نعم فياله من عذاب أن لا ترى ربك الذي خلق أن لا تكمل سعادتك لرؤية وجه ذي الجلال والجمال والكمال ..

فاللهم لا تحرمنا من رؤية وجهك الكريم يا حبيب القلوب ويا أعز مطلوب فإنا عبيد وفي أشد شوقنا لرؤية وجهك الكريم فتكمل سعادتنا وهنائنا في جنات الخلد فيا الله لا تحرمنا من فيض رحماتك ياذا الجلال والاكرام اشملنا بشافعة سيدنا محمد واسقنا من حوضه الشريف بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبداً ..

اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بسر ما عندنا ولا تعاملنا بما نحن أهله وعاملنا بما أنت أهله فأنك أنت أهل التقوى وأهل المغفرة ياكريم وارزقنا الفردوس الاعلى بكرمك وجودك واحسانك يا دائم المعروف ووالدينا والمسلمين أجمعين .. وصلي على خير خلقك حبيبنا ونبينا سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

 

إبراهيم يحيى أبو ليلى 

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “للتقريب لا للتشبيه ..

عبد العزيز تراوري

اللهم لا تحرمنا الفرح ب لقائك ونعيم رؤية وجهك الكريم

أبو أحمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما نطلب من الله سلعته الغالية نكون قد طلبنا الجنة
ونعيمها بفردوسها وهي الاعلى منزلة في الجنة وسقفها تحت عرش الرحمن ، فلن نستطيع ذكر الدنيا بنعيمها مهما تنعمنا بها فقد رأينا الوعد الحق في وصفها هكذا الجنة ونعيمها عند رؤية الله الأجل الأكرم فاهل الجنة رغم سعادتهم بالنعيم المحاط بهم ينتظرون رؤية خالقهم وهذا هو الرضا المقيم وتمام النور المنتظر . فاللهم الحنة لنا ولوالدينا وأحبتنا والمسلمين أجمعين بلا حساب ولا سابقة عذاب و بفضلك ورحمتك وكرمك مُن علينا بتور وجهك ياذا الجلال والإكرام . اللهم آمين
جزيت ابا ليلى والقائمين على هذه القمة والرفعة من السطور التي ترفع وتقرب الى الله وجعل كل حرف لكم به الأجر والثواب كجزاء الصدقات حيث يضاعف الله بعد السبعمائة ضعف يزيد ويضاعف لمن يشاء ، جميعاً كونوا بخير .

مرضيه هوساوي

أن النعمه هي من الله عز وجل فات يبن آدم ان رزقه عند الوحد الكرام فإذ ارد الله كن فا يكن سبحان الله وبحمده اللهم لا تحرمنا القاء وجهك الكريم وعلى الانسان يتوكل رزقهو على الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *