الموت بلا سلاح !!

عنوان غريب ولكن حقيقي .. جميعنا نواجه فترة من العمر نعيش فيها بمعزل عن المجتمع ، إما أن تكون فترة التقاعد أو الانشغال بالعمل أو فترة البطالة ..

هذا الأمر طبيعي في بدايته وتظهر سلبياته إذا استمر الإنسان على هذا الحال دون أن يؤثر على من حوله بالإيجابية لذلك يفضّل أن يستغل وقت الفراغ للأعمال المفيدة للإنسان أي لنفسه وأن يعود النفع للمجتمع من حوله ، وعليه واجب الانضمام للجان التطوعية أو المجالس الاستشارية للاستفادة من خبراته في أي مجال كان وهذه خدمة يقدمها لمجتمعه بلا تكلف لذا نرى فيه العنصر النافع للمجتمع .

وكذلك المنخرط في عمل ومشغول فيه عليه أن يخصص من وقته لخدمة بعض الفئات التي بإمكانها الاستفادة من كلٍ في مجال عمله ، ويصبح قدوة في المثابرة والمشاركة في العمل التطوعي..

ونعلم أن كثير من الشباب يبحث عن عمل وهو يريد شيء معين وشروط خيالية فممارسة أعمال عدة تعطي صاحبها الأفضلية وتكسبه الخبرة في التعامل مع أنماط عديدة من البشر. 

تم إطلاق عنوان لهذا الموضوع “الموت بلاسلاح” لأن كثير من الناس العاملين ولهم إبداعات وبصمات في تطوير أعمالهم ومعروفين بالاجتهاد والاخلاص في عمله عندما يطلب التقاعد أو يحال إليه بالسن القانوني يبقى هذا الموظف في بيته بحجة أنه متقاعد ويرتاح من العمل والارتباط الرسمي ويبقى مستسلم للفراغ وهذا الفراغ يجلب له المرض وعدم الانتظام في النوم مما يسبب له القلق وعدم الراحة التي يسعى إليها؛ فأنصح كل من تمر عليه هذه الفترة أن لا يستسلم بل يشارك المجتمع في الأعمال الخيرية التطوعية والاجتماعية أو التسجيل في النوادي الرياضية والانضمام إلى فرق الأنشطة والظهور أمام المجتمع وعرض تجاربه وخبراته ليفيد ويستفيد حتى إذا سألت أحدهم قال أنا ( مت قاعد ) وحكم على نفسة بالموت ..

ألا يعلم أن التقاعد مرحلة جديدة من العمر تزخر بالحيوية والنشاط ويتحررالشخص من العمل الروتيني؟ .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحث على العمل ( ايحتطب أحدكم ويأكل من عمل يده خير من أن يسأل الناس ) ، كما قال صلى الله عليه وسلم ( اذا قامة القيامة وفي يد احدكم فسيلة فاليغرسها ).

هذين الحديثين يدلان على حث الرسول صلى الله عليه وسلم على مزاولة العمل وعدم ترك فرصة للفراغ بأن ينال من صاحبه ففي الحركة ومخالطة المجتمع نفع كبير للإنسان ومردوده خير لمجتمعه .. وإذا لم تكن في حاجة العمل بغير ارتباط (فالتحق بالعمل التطوعي).

يجب علينا مزاولة الأنشطة الاجتماعية والرياضية في النوادي المخصصة ووضع برنامج للمشي ولو ساعة في اليوم .. هذا والحديث في هذا الموضوع يطول ونكتفي بهذا القدر يحفظكم الله ويرعاكم ويديم الصحة على الجميع .

عبدالمحسن عبدالرحيم الشيخ

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *