قدمت الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلة في إدارة التوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام على مدى سنوات، عدداً من المجالس العلمية المختصة في العلوم الشرعية والدينية لطلاب العلم بكافة مستوياتهم.
وتأتي هذه البرامج العلمية والشرعية تحقيقًا لتطلعات ولاة الأمر – حفظهم الله – في العناية بالحرمين الشريفين وعمارتهما المادية والمعنوية، عبر نشر العلم النافع وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال مستقاة من معين العلماء الراسخين.
وشرح علماء المسجد الحرام كتباً ومتوناً علمية كثيرة أنهوا -بفضل الله- شروحهم في المسجد الحرام لعام 1440 هـ، يتقدمهم معالي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، الذي أنهى شرح كتاب شيخ الإسلام عبدالسلام بن تيمية ( المنتقى من أخبار المصطفى )، الذي يحتوي قرابة (٤٠٠٠) حديث من أحاديث الأحكام، خلال (34) سنة ابتداءً من سنة (1406 هـ) وحتى (1440 هـ)، عقد خلالها (180) مجلساً حضرها على مدار هذه السنوات زهاء (500 ألف) مستفيد.
فيما أنهى فضيلة الشيخ الدكتور وصي الدين بن محمد عباس، شرح كتاب (سنن أبي داود) للإمام المحدث سليمان بن الأشعث السجستاني، ويعد كتاب السنن أحد الكتب الستة للسنة النبوية المطهرة ومن أفضل كتب الحديث وذلك لشرف مصنفه، وجودة أسانيده، وحسن ترتيبه، وجمعه أصول أحاديث الأحكام، وبدأ فضيلته عقد مجالس هذا الكتاب والتي بلغت (350) مجلساً منذ سنة ( 1436 هـ) وحتى (1440 هـ)، تجاوز فيها عدد الحاضرين ( 50 ألف ) مستفيد.
وأما فضيلة الشيخ الدكتور علي بن نفيع العلياني، فقد شرح كتاب ( فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد )، الذي ألفه الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ – رحمه الله -، شرحاً على كتاب التوحيد لفضيلة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الذي يبين فضل التوحيد وما ينافيه من الشرك الأكبر، أو ينافي كماله الواجب من الشرك الأصغر والبدع، جاء ذلك الشرح في (73) مجلساً بدأها سنة (1437 هـ)، وقد وبلغ عدد المستفيدين من طلاب العلم خلال هذه السنوات أكثر من (11 ألف) مستفيد.
وأما شرح كتاب (منار الأنوار) لأبي البركات الحنفي، الذي يعد من أمهات الكتب المختصرة في علم أصول الفقه الحنفي النادرة، فقد شرحه صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور حسن بن عبدالحميد بخاري في (51) مجلساً بدأها منذ (سنة ونصف ) قبل أن يختتمها هذا العام، وحضر هذه الدروس قرابة (5) آلاف مستفيد.
يذكر أن هذه الدروس هي استمرار لما تقدمه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من اهتمام ورعاية بالحرمين الشريفين، وخدمة لقاصديهما من زائرين وطلاب جاؤوا لطلب العلم الشرعي النافع من منبعه النقي، وأصوله الراسخة على أيدي علماء ثقات.