يقول الله تعالى(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) إن نعمة الولد(ذكر _ أو أنثى ) نعمة ينعم بها الله على عباده وقد يحرم منها آخرين ( يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) فهم زينة الحياة الدنيا وبهجتها.
وبيت ليس فيه أطفال بيت حزين وبيت خال من الحياة وتشعر الزوجة والزوج بفراغ كبير في حياتهما ويعلم الله بحالهما وقد يصابا بحالة نفسية شديدة ويسعيا بكل جهدهما كلما لاح لهم براقة أمل وينفقون الأموال الطائلة في سبيل الإنجاب.
والحمد لله اليوم بفضل الله ثم بفضل العلم الحديث قلت كثيرًا مثل تلك الحالات، ووجد علاج يساعد على ذلك وكم تشعر تلك الأسر بالفرح والبهجة عندما يعلموا بوجد حمل وتكون أعظم عندما يولد لهم المولود الأول بعد معاناة قد تصل لليأس.
ثم يكبر هذا الابن(الذكر) وتكبر معه المسؤولية وينفق الوالدين عليه بكل سخاء ويسعيا لإرضائه وتلبية طلباته ويخافان عليه من نسمة الهواء حتى يصل سن الزواج فيسعيان له باختيار الزوجة، ثم الشروع لإتمام الزواج وهم سعداء بل في قمة السعادة وتكون سعادتهم غامرة عندما يزفونه الى زوجته ويعتبرون ما قدموه واجبًا عليهم ولا يستريحون وتهنأ لهم الحياة حتى يزوجون أبناءهم كلهم، فيستقل الأبناء بحياتهم بعيدين عن والديهم في أغلب الأحيان وتقل زياراتهم لوالديهم حتى تكون شبه منقطعة ويرى الوالدين أن ابنهم انحاز إلى زوجته وأهلها وأصبح ابنهم ابناً لتلك الأسرة يحمل لها ويحمل عنها ولا يسأل عنهم إلا احيانًا بينما هما في حاجة إليه ويعزوا ذلك لتعبه في شغله ومعتمدًا على أخوته في سد مكانه والأخوة كلهم كذلك.
فترى الوالدين لا يشتكيان لأحد ولا يتذمرون من ذلك التصرف من أبناء هم لإن لديهم ما يعوضهم عن ذلك وهم أزواج بناتهم لأن أصابهم ما أصاب ابناءهم.
فيا ترى هل هذه حالة شاذة ولا حكم لها؟
أم أنها موجودة وتحتاج لنظر وحل …..وهل هذا من العقوق!!( وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )
عبدربه المغربي
مقالات سابقة للكاتب