فكر قبل أن تتحدث !

ألم تفكروا يوماً عن العقاب الذي ينتظرنا إذا توفى أحد وهو مكسور الخاطر منا ولم يسامحنا ؟ .. السؤال ليس هنا؛ بل حين يكون الله يحب هذا الشخص كثيراً ، ما الذي ستجنيه وقتها ؟ لا تستطيع الإعتذار ولا حتى إصلاح ماكسرت فقد ذهب هذا الشخص إلى الأبد !

ماذا ستشعر حينها ؟ عندما تعلم أن الشخص الذي غرزت في قلبه الكثير من الكلمات الجارحة وقللت من قيمته وجعلته يشعر بنقص في نفسه وقلبه بأنه ذهب إلى ربه إلى الأبد؟

لو تعلمون ماتفعله الكلمة الواحدة في الشخص لراجعتم أنفسكم قبل التحدث بمئة مرة فالكلمة يمكن أن تجرح وتطعن وتقتل وأنت لا تعلم !! لا تعلم كم يعاني هذا الشخص في الداخل .. لا تعلم ما الذي ينتظره ومالذي حدث له .. لا تعلم ما الحروب والمجازر التي تحدث داخله ورغم كل هذا عندما تنظر إليه تراه وكأنه آتي من مدينة السلام .. لا تعتقد أن الناس سواسية ومتشابهون أبداً فليس كل الناس يستطيعون أن يقولوا مايجول في خواطرهم .. ليس كل الناس يستطيعون البكاء بسهولة !!

أيها الجارح بالكلمات الملقي دون تفكير المستهزئ بمشاعر الناس دائماً ضع نفسك في موضع الشخص نفسه .. ستكتشف لاحقاً أن الكلمة الجارحة تؤذي أكثر من الفعل نفسه ، كيف لك أن تنام بهدوء وقد وضعت الكثير من القنابل في قلوب الأشخاص الطيبين والمغزى ليس هنا ! بل حين تكون قاصداً فعل ذلك ..

فرق كبير بين من يدوس على الألغام من غير قصد وبين من يضع القنبلة بنفسه .. ألا تخشى أن تنام وهناك الكثير من الأشخاص يتألمون بسببك ؟ والذنب الأكبر أن تكون السبب في بكاء شخص .. هذا أسوء وأقسى ذنب تفعله .. احذر ثم احذر أن تكون سبب في بكاء أو تعاسة أحد .. احذر أن يشتكيك شخص يبكي بسببك عند الله ، فإن لم تدور الحياة عليك قد تدور على أبنائك أو على شخص تحبه كثيراً تخشى عليه من الأذى .. احذر أن تستهين بمشاعر الناس .. كل شيء يمكن أن يحدث خلال ثانية واحدة ، قد تنام وتستيقظ وتجد الدنيا تعلمك نفس الدرس وتعاملك بنفس قسوتك وليس ذلك فقط ! بل لا تجد من يراعي مشاعرك ولا من يمد لك يد العون ..

أنت أيها الشخص الجارح .. حاول أن تحسن من أسلوبك وأن تحاول أن تنير الشخص لا أن تدفعه إلى الظلمة ، ثمّن كلامك قبل أن يقال .. لا تخشى من الذين يتجادلون معك بل اخشى من الصامتين المبتسمين دوماً رغم أنك ألقيت عليهم السيوف إلا أنهم ألقوا عليك الورد والود والسماح والأسلوب الحسن ، اخشى من أن يكون هذا الشخص في مرتبة أعلى منك عند الله ..

أما أنت أيها الصامد! يجب أن تعلم أنك في غاية الغنى فالاخلاق الطيبة في هذا الزمن رزق من الله لا يعوض ابداً ، لا تحزن لأنك لا تستطيع أن ترد الصاع بصاعين وتتجادل مع من يحاولون امتصاص أخلاقك الطيبة بل قل الحمدلله الذي أغناك عن هذه الدنائة والردائة ففي هذا الزمن القاسي كل الذي تتمناه أن تصادف شخصاً طيباً فقط .. أنت لست ضعيفًا ابدًا بل القوة تكمن في تجاهل الجهلاء رغم أنك كنت تستطيع الرد على من جرحك واستهزئ بك إلا أنك لم تفعل .. 

هذه هي القوة القصوى .. حافظ على شيء لا تراه كل يوم في هذا الزمن ، لا تتخلى عن الطيبة والاسلوب الحسن ..

لا أحد هنا كامل كلنا يعترينا النقص فالكمال لله سبحانه وتعالى وحده؛ لذا إذا كسرت أصلح و إذا جرحت ضمد ، و إذا أخطأت أعتذر ! لا أحد يضمن إلى متى سيعيش !

( لا تتحدث !! بل فكر ! )

 

إنصاف علي كونتا

مقالات سابقة للكاتب

14 تعليق على “فكر قبل أن تتحدث !

غير معروف

إنصاف اخذت من اسمهانصيب فكل هذه الكلمات الجميلة تعبير عن الشعور بالآخرين والتعاطف مع معاناتهم أحياء وامواتا زادك الله تعالى رَوعه و انصافا يا أنصاف

غير معروف

ماشاء الله تبارك الرحمن كلام من ذهب إلي الإمام

بشاير كونتا

ماشاءالله تبارك الله كلام في قمة الروعة والجمال اختي الجميله ثابري الى الامام والله الموفق ❤️❤️

غير معروف

جمييييل جداً 👌✨

غير معروف

ماشاء اللة تبارك الله طرح في منتهى الروعة والجمال

حبيبه عيسى كمارا

الدنيا حلم والقيامه واقع لاتنسى ان لكل فعل ردة فعل فلا تقف في واقع الحساب عند الله وقد ظلمت احد من عباده. ملاكي انصاف كلام قمه في الروعه لاعلى المراتب ان. شاءالله😍😘

ام رغيد

مقال اكثر من رائع
زادك الله تألقاً وجمالا
اللهم كما حسنت خِلقتنا حسن اخلاقنا
جداً جمييييل 👍🏼🌹🌹

ديلاور

فكر قبل ان تتحدث لان الكلمه مثل الرصاصة اذا خرجت لا يمكن إعادتها مرة أخرى.
هناك كلمة تهوى بصاحبها في نار جهنم وهو لا يعلم وكلمه شبهها الله سبحانه بالشجره الطيبه وكلمه ضرب الله بها مثل الشجره الخبيثة.
وهناك من الكلمات من أسعدت انفس وكلمات كانت للقلب بريد للإحساس والمشاعر وكلمات تسببت في ايذاء انفس واشقتها يصعب نسيانها كلمه موجعه مهما طال الزمن فالأثر باقي كلمه مؤلمه تكون الذاكرة وطن لها فذاكرة الجراح لا تهرم بل تتجدد مع رؤيه المسيئ.
نختلف مع بعضنا البعض فهذه سنة الحياه ، نختلف في الأفكار وفي قرائه الواقع واستقراء المستقبل وفي الأذواق ولكن علينا ان نحسن اختيار الكلمات لنحترم إنسانيتنا ولا نجرح مشاعرنا ونحافظ على علاقاتنا حتى لا نخسر أنفسنا ونخسر القريب والبعيد والصديق قبل ان تغادر الروح الجسد وقتها لن ينفع الندم.
شكرا للكاتبه على بث روح المحبه باختيار كلماتنا
وانتقائها

الثقافي

طرح قيم جدا
زادك الله تألقاً وجمالا ♡

عمران إبراهيم فلاته

ماشاء الله تبارك الله تكلمت وأنصفت وأحسنت بل أبدعت ياإنصاف

إيمان ونقراوي

ماشاءالله عليك
أبدعتي يا صغيرتي الجميلة
الى الأمام

غير معروف

مقال في غاية الجمال شكراً على إحساسك بنا

غير معروف

كلمات لامست قلبي والله كل كلمه كتبتيها ع الجرح وليتهم يحسو بهذا الشي للأسف 😭😭💔
استمري والله كتاباتك اخذت قلبي الله يسعدك ويوفقك يارب

فاطمه واصلي

اهنيك ع كلماتك جداً روعه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *