المدح والذم

إن المدح والذم صفتان يطلقها الناس بعضهم على بعض ، وقد يكون المدح والذم مبالغ فيهما وهما ﻻيستحقان ذلك مما يجعل الممدوح يصل إلى درجة الغرور أو المذموم إلى درجة الاحباط ويصبح محتقراً في مجتمعه وممن حوله وربما من نفسه.

نرى المادح عندما يمدح الممدوح من وجهة نظره لما قام به الممدوح في مجال معين وقد يستحق ذلك المدح وقد لا يستحق كما لم ينظر المادح إلى الجوانب الاخرى للمدوح .

فإذا أراد المادح أن يمدح أحداً فلا يبالغ في الاطراء لأن قد يكون ما قام به الممدوح هو واجب عليه ولا يوصل بمدحه للممدوح إلى درجة الغرور والمباهاة مما يجعل الممدوح يصرف جل اهتمامه إلى هذا المجال دون غيره.

وكذلك بالنسبة للذم فإن الذام قد يبالغ في ذمه حتى يعرّيه من كل ماهو حسن وقد لا يستحق كل ذلك الذم مما يجعل المذموم كأنه شخص غير مرغوب فيه وقد يصيبه الاحباط ويشعر بنظرة سيئة ممن حوله وقد يكون له أعمال يشكر عليها وتدل على أنه شخص فعال .

لذا ينبغي على المادح قبل شروعه في المدح أن ينظر في أحوال الممدوح من جميع النواحي السلوكية والمهنية وأن لا يبالغ في المدح حتى يكن مقبولاً عند الآخرين ويكون مشجعاً له ودافعاً لغيره ليحذو حذوه ممن هو في مجاله أوغيره.

وكذلك الذام ينبغي عليه ألا يتعدى في ذمه و أن ينظر في الظروف المحيطة به ولا يكن قاسياً في ذمه حتى لا تتعدى الأمور إلى ما لا تحمد عقباه .

 

عبدربه المغربي

مقالات سابقة للكاتب

2 تعليق على “المدح والذم

الرشد

ليس المدح نفاقا في الحالات كلها، وليس الذم تجاوزا في الحالات كلها، ورغم ذلك، فإن المادحين والقادحين يُوضعون في سلة واحدة عند النسبة الكبرى

محمد مبارك مبروك البشري

وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *