أكملت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج بمكة المكرمة استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام، حيث بدأت تنفيذ خططها التي أعدتها بمتابعة وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية, وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، وركزت الخطط المعدة على تحقيق أرقى الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم بعد أدائهم لمناسكهم بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان.
وأكد سمو الأمير خالد الفيصل أن المملكة وجميع مؤسساتها الحكومية والأهلية سخرت جميع الإمكانات والتجهيزات لخدمة وراحة ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها، مؤكداً أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – تؤكد على بذل كل الجهود لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن. وقال سموه: إن هذه البلاد المباركة شرفها الله وشرف قيادتها وشعبها أن تقدم كل ما لديها من إمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، فالحمد الله أن شرفنا الله بأن نكون من سكان هذه البقعة الطاهرة وإننا خدام لهذه الأماكن المقدسة ولا يوجد أمر أهم من خدمة الأراضي المقدسة وضيوفها الكرام.
وجندت وزارة الصحة كافة طاقاتها وجهودها في تقديم خدماتها الصحية والعلاجية المتميزة لضيوف الرحمن وقاصدي البيت الحرام. ويقدم مستشفى الحرم المخصص للطوارئ الخدمات الطبية العاجلة للحجاج والمعتمرين وقاصدي البيت الحرام على مدار الساعة، إذ يعمل بسعة 50 سريراً، منها 10 أسرة خصصت للعناية المركزة، تم تجهيزها بأحدث التقنيات الطبية لاستقبال حالات الطوارئ والحوادث، كما خصص المستشفى فرقاً ميدانية لتقديم الخدمات العلاجية داخل أروقة الحرم المكي الشريف، إلى جانب خطوط إخلاء وإنقاذ لاستخدامها عند الحاجة في حالات الطوارئ.
ويوفر مستشفى الحرم للطوارئ خدمات عالية المستوى والكفاءة، وذلك استمراراً لما تقوم به وزارة الصحة من جهود للحفاظ على صحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج هذا العام 1440 هـ. كما يقدم مستشفى أجياد للطوارئ الذي يعد من أبرز المرافق الصحية التي خصصتها وزارة الصحة لضيوف الرحمن لتوفير الرعاية الصحية والطبية العلاجية لهم وتوفير خدماته للمرضى والمراجعين على مدار اليوم لاستقبال الحالات الطارئة من المرضى أو المصابين في الحرم والمنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف.
وتبلغ السعة السريرية للمستشفى 32 سريراً للطوارئ، و 20 سريراً للتنويم، و 12 سريراً للعناية المركزة العامة، و 8 أسرة للعناية المركزة الخاصة بمرضى القلب, إضافة إلى قسم الأشعة وهو مجهز بتقنيات حديثة من جهاز أشعة مقطعية وجهاز إيكو للقلب وجهاز أشعة صوتية وأجهزة ما بين ثابت ومتحرك لعمل الأشعة العادية، إضافة إلى قسم المختبر وهو مجهر بجميع الأجهزة الحديثة لعمل جميع الفحوصات المخبرية الطارئة، وكذلك قسم الصيدلية وهو مجهز بجميع الأدوية اللازمة للحالات الطارئة كما تم استحداث خدمة عيادتي طوارئ بالمستشفى. ويبلغ عدد العاملين في المستشفى من الأطباء والفنيين 52 طبيباً وطبيبة, و 149 ممرضاً وممرضة، إضافة إلى 31 فنياً وفنية يعملون في تخصصات المختبر والأشعة والصيدلة.
من جانبها كلفت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أكثر من 800 مشارك للقيام بأعمال توعية الحجاج وتوجيههم وإرشادهم من خلال مراكزها التوجيهية البالغ عددها 42 مركزاً توجيهياً ونقطة توزيع، في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى مترجمين بمختلف اللغات الحيَّة، كما خصصت الرئاسة شاشات وتقنيات حديثة تساهم في توعية الحجاج وتخاطبهم بلغاتهم. وتقوم الرئاسة بتطوير خطط عملها سنوياً للإسهام برسالتها في العناية بالحجاج والمعتمرين، ومتابعة العمل الميداني في المراكز التوجيهية من خلال غرفة عمليات في مقر اللجان المشاركة بمكة المكرمة، وتزويدها بخاصية الربط الإلكتروني وكاميرات مراقبة لتسهيل عملية الإشراف والمتابعة، كما تم تحديث وتطوير الدليل الإرشادي لعضو الهيئة المشارك في الحج، بالإضافة إلى إقامة عدد من الدورات التدريبية والبرامج المعرفية والمهارية المخصصة للمكلفين في الحج من منسوبي الرئاسة.
واعتمدت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد خطة تطوير الهاتف المجاني بالأمانة العامة للتوعية الإسلامية لهذا العام، وذلك ضمن الاستعدادات والخدمات التي تقوم الوزارة لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج لهذا العام. واشتملت الخطة على زيادة الخطوط الهاتفيّة بالعزيزية إلى 45 خطاً بثمان لغات مختلفة (عربي، إنجليزي، فرنسي، تركي، أوردو، هوسا، بنجابي، إندونيسي)، كذلك تم زيادة عدد الخطوط بمنى إلى 45 خطاً، وفي عرفة 45 خطاً، وفي مزدلفة 40 خطاً.
كما تم تأمين خطوط ثابته ضمن خطة التطوير بحيث يمكن استقبال 300 اتصال في وقت واحد عن طريق 100 داعية و27 مترجماً في نفس الوقت، كما تم تخصيص كبائن مجهزة بالهواتف وأجهزة الحاسب الآلي لتقديم هذه الخدمات التي تأتي لتسهيل إيصال خدمات التوعية الدينية لضيوف الرحمن على أكمل وجه، تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة ومواكبة لرؤية المملكة 2030. وبدأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتنفيذ خطتها لموسم الحج لهذا العام 1440 هـ، التي يقوم بتنفيذها أكثر من 10000 موظف وموظفة، وذلك من خلال تقديم (140) مبادرة، حيث شملت عددًا من المحاور حيث تضمنت المحور الخدمي، والمحور الإداري والبشري، والمحور التوجيهي والإرشادي، والمحور الهندسي والفني، والمحور الإعلامي والتقني. وتم الإعداد لتلك المحاور بالحرمين الشريفين لتطوير العمل وتحسين مستوى الأداء وتأهيل الموارد البشرية بما يحقق مصلحة العمل، وعلى مدار الساعة لضمان تقديم أفضل الخدمات لقاصدي المسجد الحرام في المطاف والمسعى والسطح والقبو وتوسعة الملك فهد – رحمه الله – والتوسعة السعودية الثالثة “الشمالية” وسائر أدوار الحرم وساحاته، وذلك لإبراز الجهود والإنجازات التي تقدمها الدولة – رعاها الله -، بالحرمين الشريفين وعنايتهما بقاصديهما، وتحقق منهج هذه البلاد المباركة في إيصال رسالة الحرمين الشريفين الإسلامية والحضارية والعالمية، والتزام ثوابتها ومواكبة لرؤيتها المستقبلية “2030”، وبرنامج التحول الوطني “2020” وشعار إمارة منطقة مكة المكرمة “كيف تكون قدوة”.
وتعمل الخطة على تحقيق عدد من الأهداف, تشمل تقديم العون لضيوف الرحمن على تأدية مناسكهم بكل يسر وسكينة وهدوء, مع الحرص على تنفيذ خطتها المعدة دون عوائق تُذكر، وأن تكون إمكاناتها متاحةً لحجاج بيت الله الحرام مع الحرص على توجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوفير جميع الخدمات اللازمة, وتهيئة جميع المرافق والإمكانات, والتأكد من جاهزيتها على الوجه الذي يتطلع إليه ولاة الأمر – حفظهم الله – ويتم ذلك بمشاركة وتنسيق مع الإدارات والجهات الحكومية والأمنية ذات العلاقة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية وإمارة منطقة مكة المكرمة, وإمارة منطقة المدينة المنورة، روعي فيها الشمول والتنوع ومراعاتها المدة الزمنية لوجود الحجاج فقد امتدت لشهرين كاملين من أول ذي القعدة إلى نهاية ذي الحجة وتكامل محاورها.
ومن تلك الخدمات المقدمة “خدمة التوجيه والإرشاد التي تعنى بتوعية الحجاج والزائرين بأمور دينهم وإرشادهم إلى أداء نسكهم وعباداتهم على الوجه الصحيح والمقتضى الشرعي السديد ومنها: إقامة حلقات للدروس يلقيها عدد من أصحاب المعالي والفضيلة المشائخ والعلماء والمدرسين, وتوزيع المصاحف والمطويات والكتيبات الدينية والتوجيهية والإرشادية, وترجمة خطب الجمعة في الحرمين الشريفين لعدد من اللغات, وإطلاق الرئاسة لعدد من البرامج ومنها: الحسبة في خدمة ضيوف الرحمن, ودور المرأة في خدمة الحاجة والزائرة, وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن. وتقوم الرئاسة بتفعيل أدوار الحرمين الشريفين العلمية والإرشادية عبر الكراسي العلمية التي يشارك فيها عدد من أصحاب المعالي أعضاء هيئة كبار العلماء وأصحاب الفضيلة أئمة وخطباء الحرمين الشريفين وأعضاء هيئة التدريس بمختلف الجامعات. كما تعمل الرئاسة على الترجمة الفورية لخطب الجمعة في الحرمين الشريفين إلى عشر لغات لتصل الرسالة السامية لهذا الدين لمختلف الحجاج بلغاتهم المتنوعة وإطلاق البرامج والمسابقات العلمية والحوافز التشجيعية لضيوف الرحمن ومقرأة الحرمين للقرآن الكريم ومقرأة الحديث النبوي الشريف واستفادة رواد الحرمين منها.
وهيأت الرئاسة جميع الأبواب والسلالم خلال موسم الحج بالمسجد الحرام البالغ عددها (210) أبواب و (28) سلماً كهربائياً وعدد المداخل المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة (38) مدخلاً، وعدد المداخل المخصصة لدخول النساء (7) مداخل، وعدد الجسور (7) جسور, وعدد العبّارات (7) عبَّارات, ومدخل واحد مخصص لدخول الجنائز, وفيما يخص سقيا زمزم، فيوجد عدد من المشربيات الرخامية، بلغ عددها بالمسجد الحرام (660) مشربية وعدد الحافظات (25,000) حافظة وعدد الخزانات الأستان أستيل (352) خزانًا، و(10,000) عربة عادية, و(700) عربة كهربائية، وتهيئة كافة الخدمات لذوي القدرات الخاصة وتهيئة الفرش وعربات القولف الخاصة بنقل كبار السن من المعتمرين والزوار, وتنظيم دخول وخروج المصلين, والقضاء على المخالفات, وتهيئة الساحات للصلاة والعناية بنظافتها, وكل ما يساعد قاصدي الحرمين الشريفين على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.
من جانبه يسهم كلٌّ من مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، في تجديد كسوة الكعبة يوم التاسع من ذي الحجة بالكسوة الجديدة, جارياً على العادة المباركة لهذه الدولة رعاها الله في العناية بالكعبة المشرفة ومعرض عمارة الحرمين الشريفين, الذي يبرز جهود الدولة – أيدها الله – في خدمة الحرمين الشريفين إعمارهما والعناية بهما. كما تم تكثيف أعداد المباخر والطيب في أروقة المسجد الحرام وممراته لاستقبال الحجاج والزوار والمصلين وتطييبهم حيث تقوم بتجهيز المباخر الخاصة بالتبخير والتي يتم من خلالها استخدام أجود أنواع البخور وأجود أنواع الفحم “القرض” الذي يحتفظ بوهجه وحرارته دون شرار ولا رائحة، وأن المباخر المستخدمة من النوع الكولندي النحاسي المطلي بماء الفضة ذي الغطاء المثقّب لنفاذ الطيب منه حرصاً على سلامة ضيوف الرحمن. وبلغ عدد الطائفين في جميع أدوار الحرم إلى (107) آلاف طائف في الساعة كما سيتم الاستفادة من التوسعة السعودية الثالثة (التوسعة الشمالية) بكامل طاقتها الاستيعابية حيث سيكون جميعها مصليات, واستغلال كافة الساحات المحيطة حول الحرمين بنسبة 100% كما تم الاستفادة من تكييف الدور الأول في التوسعة السعودية الأولى من سلم الصفا إلى منتصف توسعة الملك فهد، وتكييف القبو للمرحلة الثانية بالتوسعة السعودية الأولى، ابتداءً من قبو باب الملك عبد العزيز إلى منتصف المنطقة الواقعة أمام قبو توسعة الملك فهد, وأيضاً تكييف الدور الأرضي في التوسعة السعودية الأولى من سلم الصفا إلى منتصف التوسعة الملك فهد, الاستفادة من جسر الراقوبة المؤدي إلى المسعى (المروة) الدور الثاني من وإلى الساحات, وتكييف مشروع المطاف للدور الأرضي و الدور الأول و دور القبو, وتجهيز عدد (600) مروحة تلطيف هواء في المسجد الحرام وساحاته عدد (4500) مروحة في أروقة مبنى المطاف وعدد (52,499) سجادةً بالحرم المكي والمدني. وفيما يتعلق بدورات المياه فقد تم تجهيز أكثر من (8441 ألف) وحدة من وحدات دورات المياه، وأكثر من (6000 آلاف) ميضأة موزعة في ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي, وغيرها من الخدمات التي يحتاجها كل حاج.
كما تم تجهيز جميع خطوط التغذية الكهربائية التبادلية للنظام الصوتي الأساسي والاحتياطي وبذلك يكون النظام الصوتي بإذن الله مؤمناً تأميناً كاملاً لاستمرار التيار الكهربائي دون انقطاع. وتم الإعداد لعدد من البرامج المختلفة والأفلام المتنوعة في المجال التلفزيوني والإذاعي لإبراز الجهود التي تقدمها هذه الدولة المباركة في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والخدمات التي توفرها لضيوف بيت الله الحرام، ومعرض عمارة وتوسعة المسجد النبوي في التعريف بجهود الدولة – أيدها الله -, وما تبذله بسخاء لأداء النسك و الزيارة بيسر وطمأنينة, وتقديم رسالة الحرمين الشريفين الدينية والتوعوية والتثقيفية بصورة عصرية ومن الأفلام فلم زمزم, وطهر بيتي, وقيم, وقداسة وغيرها. أما في الجانب التقني سيتم العمل ببرنامج تطبيق الحرمين للخدمات الذكية (قاصد) بغرض استخدام التقانة في خدمة الحرمين وقاصديهما.
واعتمدت المديرية العامة للدفاع المدني خطة العمل لموسم حج هذا العام، التي تضم أكثر من 17 ألف رجل دفاع مدني، وأكثر من 3 آلاف آلية للتعامل مع كافة مهددات السلامة العامة. حيث شملت جميع الإجراءات الوقائية والتنفيذية للتعامل مع الحالات الطارئة وفق الافتراضات الواردة بالخطة موضحاً بها جميع المهام والمسؤوليات المنوطة بالجهات المشاركة، مشيراً إلى أن تنفيذ الخطة يتضمن الاستعانة بفرق المتطوعين في الدفاع المدني لإنجاز بعض المهام الموكلة إليهم لمساعدة الجهات المعنية في تأمين وتوفير الراحة اللازمة للحجاج لأداء المناسك، وإرشادهم في مناطق الحج بمكة والمدينة.
وكثفت هيئة الهلال الأحمر السعودي استعداداتها لاستقبال موسم الحج لعام 1440 هـ من خلال خطة تشغيلية محكمة تستهدف تقديم أرقى الخدمات الإسعافية لحجاج بيت الله الحرام، حيث خصصت أكثر من 36 مركزاً إسعافياً دائماً و 89 مركزاً مؤقتاً وبقوى بشرية عاملة بلغت أكثر من 2700 موظف في كافة التخصصات الطبية الإسعافية والإدارية، ومدعومة بـقرابة 370 سيارة إسعاف مزودة بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية. وخصصت الهيئة في نطاق العاصمة المقدسة والحرم المكي الشريف 35 مركزاً إسعافياً دائماً ومؤقتاً لتقديم الخدمات الطبية الإسعافية للحجاج من خلال 665 من القوى البشرية العاملة في كافة التخصصات الإسعافية، وأكثر من 66 سيارة إسعاف حديثة إضافة إلى 4 عربات جولف وفريق متكامل من الدرجات النارية، كما تم تخصيص 4 مراكز إسعافية دائمة و11 نقطة إسعافية موزعة في كافة أرجاء الحرم.
من جانبها كثفت أمانة العاصمة المقدسة كثفت جميع طاقاتها البشرية والمادية مدعومة بفرق مساندة من بعض القطاعات, والبلديات, والأمن العام, والمجاهدون, والكشافة إضافةً إلى عدد من المراقبين الصحيين المؤقتين، مع تجهيز أسطول كبير من المعدات والآليات، وتسخير جميع الإمكانيات اللازمة استعداداً لتقديم أعلى المستويات في الخدمات البلدية لحجاج بيت الله الحرام. وأشار معاليه إلى أن ذلك يأتي انطلاقاً من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ لتوفير جميع الإمكانات وبذل أقصى الطاقات لأمن وسلامة وراحة حجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة، وبمتابعة وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وبمتابعة من معالي وزير الشؤون البلدية والقروية، حيث تضمنت خطة وبرنامج عمل أمانة العاصمة المقدسة تحديد المسؤوليات والواجبات والمهام لكل قطاع في الأمانة ويعمل الجميع وفق خطة محكمة منذ بداية موسم الحج وحتى نهايته. وقامت الأمانة بتجهيز بلدياتها الفرعية إضافةً إلى 28 مركزاً للخدمات بالمشاعر المقدسة، وهي موزعه توزيعاً جغرافياً بحيث تغطي كامل منطقة المشاعر، وتم تزويدها بكل ما تحتاجه من الأجهزة والآليات وتجنيد أكثر من 23 الف شخصاً لتنفيذ الخطة التي تشمل جميع المجالات. ففي مجال النظافة تمت زيادة أعداد العمالة ليصبح أكثـر من 13250 عاملاً في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مجهزين بأحدث المعدات مثل الضواغط, والقلابات, والبوبكات, والمكانس الآلية, وغيرها سيكون العمل على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة وذلك بنظام الورديات المتداخلة، بالإضافة إلى تخصيص فرق مركزية لمواجهة أي حالات طوارئ كالأمطار أو الحرائق – لا سمح الله – أو لدعم أي منطقة في حالة الحاجة، كما يتم استخدام عدد من الصناديق الكهربائية الضاغطة للنفايات، والصناديق التي تعمل بالطاقة الشمسية. وفي المشاعر المقدسة تم دعمها بمراقبين ومشرفين في تلك الفترة، إضافة إلى دعمها أيضاً بالمعدات اللازمة مثل الشفاطات والمكانس الآلية لتجميع النفايات من الجسر والبوبكات, والقلابات, والشيولات وغيرها، وسيتم العمل على مدار 24 ساعة في أيام الذروة وفترة تواجد الحجاج، كما تم تجهيز عدد من المخازن الأرضية للنفايات حيث سيتم تخزين النفايات المؤقتة بعد كبسها بمشعر منى لمواجهة صعوبة حركة المعدات والاستفادة من الصناديق الضاغطة بأقصى درجة.
أما في مجال صحة البيئة فقد هيأت الأمانة عدداً من الفرق واللجان للقيام بمراقبة الأسواق والمحلات الغذائية والمطاعم على مدار الساعة، حيث يبلغ عدد المحلات المتعلقة أنشطتها بالصحة العامة في مكة المكرمة حوالي 47832 محلاً تشمل البقالات والمطاعم والكافتيريات وصوالين الحلاقة والمغاسل والمخابز وغيرها، إضافةً إلى عدد من المباسط الموسمية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومتابعة مواقع الحلاقة بمشعر منى والبالغ عددها 1100 كرسي، بالإضافة إلى إجراء التحاليل المخبرية لجميع العينات من المواد الغذائية أولاً بأول ومصادرة المواد التالفة، وتنظيم أعمال اللجان المشاركة مع الجهات الحكومية مثل لجنة توزيع المباسط ولجنة الأسعار ولجنة تعقيم ناقلات المياه ولجنة المراقبة الميدانية للسعودة ولجنة المراقبة الغذائية، إضافةً إلى المسالخ التي يتم تشغيلها وفق أعلى الطاقات التشغيلية خلال الموسم، حيث تستوعب أكثر من 15000 رأس باليوم الواحد، مع تنظيم مراقبة دخول الماشية إلى المشاعر المقدسة وعدم تسربها، وقد تم وضع 32 مركزاً للمراقبة في أماكن مختلفة وسيتم تكثيف الجولات الميدانية والرقابة البيطرية للكشف عن أي حالات وبائية بين الحيوانات ولضمان سلامة اللحوم المقدمة للحجاج، كما يتم الإشراف على وحدات الذبح بالمشاعر المقدسة ومتابعة المقاول في عملية صيانتها وتنظيفها، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لتلك الوحدات نصف مليون رأس من المواشي.
وشملت الخطة أيضاً عملية دعم البلديات الفرعية في مجالات النظافة وصحة البيئة ومتابعة الأسواق والمحلات التجارية لضمان استمرارية العمل على أكمل وجه. كما تضمنت الخطة أيضاً متابعة تشغيل المرافق البلدية المختلفة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مثل الطرق والأنفاق والجسور ودورات المياه وشبكات تصريف السيول ومتابعة المقاولين المكلفين بتشغيلها لضمان تقديم الخدمات على مستوى عالي خلال الموسم، مع متابعة شبكات الإنارة وإجراء عمليات صيانة الشوارع والطرق وشبكات تصريف السيول أولاً بأول وتم تخصيص أربع فرق لشمال وغرب وجنوب وشرق مكة لمعالجة الهبوطات حسب البلاغات الواردة عن طريق عمليات الأمانة، بالإضافة إلى أربعة فرق بلاط وتخصيص وحدة للطوارئ وفرق للمساندة مزودة بالأفراد والمعدات لمواجهة الحالات الطارئة كالحرائق والانهيارات والأمطار, وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة من خلال ضباط الاتصال بالأمانة بالإضافة إلى تشغيل وصيانة الأعمال الكهربائية والميكانيكية للأنفاق بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، التي تبلغ 58 نفقاً مزوداً بـ 39 محطة تحكم لتشغيلها و 66935 وحدة إنارة و 599 مروحة تهوية علاوة على 42 مولداً كهربائياً احتياطياً و 40 مضخة مياه بنظام إطفاء الحريق مرتفعة الضغط.