إن الله شرع للناس الإسلام وهو دين الوسط وأرسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لتبليغ الناس به وباتباعه فيه الخير الكثير والنفع الكبير في الدنيا والآخرة ويسر على أتباعه في أداء أوامره ولم يجبر أحد على أداء تلك الأوامر وهو لا يستطيع بل وجد له رخصة تدرجية في فعل ذلك ولا يعذر أحد في الترك ما دام العقل موجود إلا من يعذر على تنفيذ الأوامر حتى مع وجود اليسر في تنفيذها مثل فاقد الوعي ..
وكلنا نعلم أن أركان الاسلام الإسلام هي الشهادتان وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا .
فنجد أن الأركان تنفذ بالتدرج حسب استطاعة الانسان الا الحج فانه اشترط له الاستطاعة وهي ( ملك الزاد والراحلة) فإذا لم يجد ذلك فإنه معذور ولو كان بكامل قواه العقلية .
الصوره التي تتكرر في كل عام هي أفواج الحجيج التي تقدم إلى أرض الحرمين بهذه الأعداد الكبيرة و بمختلف الجنسيات والإعمار حيث كان الحج في السابق أمر صعب وقد يكون مستحيلا وذلك لبعد المسافة وقلة وسائل النقل وبعد التقدم والتطور في وسائل التنقل أصبح الحج ميسورا وأصبح اليوم سهلا جدا جدا لتوفر وسائل المواصلات السريعة والخدمات والتسهيلات التي تقدمها لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين و سمو ولي عهده ورجال الدولة من مدنيين وعسكريين وكشافة في سبيل راحة الحجاج و أدائهم شعائر الحج بكل يسر وسهولة وأمن وأمان كل عام و بصورة مختلفة عن العام الذي قبله؛ وهذا ليس غريبا عليهم لأنهم بذلوا أنفسهم وكل ما يملكون لذلك و سمو أنفسهم بخدام الحرمين الشريفين وكم أثلج صدري وهز مشاعري ومشاعر كل من رأى صورة من صور هذه الأفواج عندما تراهم يلهجون بالدعاء لله ثم بالتلبية ثم بالدعاء لرجال هذه الدولة و هذا ما رأيته من أفواج الحجاج عند نقطة تفويج الحجاج على الخط السريع بين مكة والمدينة في محافظة خليص عند الكوبري المؤدي لمدينة غران ويدعون لمن يسر لهم ذلك مع توفر الخدمات لهم وما يقدمها لهم رجال الدولة فإنها صورة يتمنى من رآها وسمعها أن يكون منهم وما زاد الصورة جمالاً تلك الفكرة الجميلة التي هي (مبادرة درب الأنبياء )، وما يقدمونه لحجاج بيت الله من ماء بارد ووجبات على الخطوط السريعة جعلت الحجاج في سعادة ظاهرة على محياهم لما شاهدوه ولمسوه من خدمة سريعة لهم في هذه الأماكن ..
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظ حجاج بيت الله وأن يتم لهم ما أتوا من أجله وأن يردهم إلى أهلهم سالمين غانمين، وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ورجال دولته خير الجزاء و يدحر ويخزي كل من يحاول ويسعى للتشويش على الحج والحجاج وأن يجعل كيده في نحره.
عبدربه المغربي
مقالات سابقة للكاتب