– فريضة الحج بدأت بالنداء ” وأذن للناس بالحج … ” ثم الاستجابة ” يأتوك رجالاً …” ،لماذا؟ ” ليشهدوا منافع لهم ..” متى ؟ ” في أيام معلومات ” محددة الزمان والمكان، ثم بعد ذلك يأتي الجزاء الأوفى ” ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له …”
– في التعليم يبدأ بالنداء ( خطة الفصل الدراسي )، ثم الاستجابة ( عودة الطلاب وانطلاق الدراسة)، لماذا؟ ( لينهلوا العلم والمعارف والمهارات ) .. متى؟ ( التقويم الدراسي )، ثم يأتي بعد ذلك الجزاء ( النجاح والحوافز والجوائز لمن اجتهد وأصاب ).
– موسم الحج بكل شعائره وواجباته وأركانه ومهامه في نظري هو البداية الحقيقة لأي عام دراسي، وهو من أفضل البرامج التدريبية التطبيقية التي يجب على كل العاملين في الوزارة الاستفادة من دروسه المجانية، وهو خير بداية وانطلاقة حقيقية لعام دراسي ناجح قبل أن يبدأ.
– فريضة الحج تعطينا درساً عظيماً في ” إدارة الوقت “، فنجد أنه يبدأ بطواف القدوم وينتهي بطواف الوداع وما بينهما من أزمنة مزمنة وأمكنة محددة في الوقت والمكان دون تقديم شعيرة على أخرى أو تقديم مكان على آخر. إنما يدل دلالة واضحة وجلية على إدارة الوقت بكل دقة تظهر بين طياتها احترام الحجاج للوقت والمكان، فلا الوقوف يتأخر عن المبيت بمزدلفة ولا رمي الجمرات يتقدم على الوقوف بعرفة، ولن تجد حاجاً واحداً في مزدلفة قبل الغروب أو ينحر أضحيته قبل الوقوف بعرفة، فخط سير منتظم كيف ومتى يبدأ؟ وكيف ومتى ينتهي؟، فالجميع على حد سواء يحترم الوقت. كذلك في التعليم يتطلب الأمر دقة في احترام الوقت وإدارته، كلٌ من موقعه بدءًا من المعلم تجاه طلابه في إدارة الصف.
– الحج يعلمنا أيضا المرونة في بعض الأحكام، وإعادة النظر في تنفيذ بعضها كما حدث في الرمي وسماحته في ذلك مراعاةً للوقت وأحوال الحجيج. كذلك في التعليم وخطط الوزارة وبرامجها والخطط التشغيلية للمكاتب والإدارات والأقسام والمدارس، لابد أن تكون مرنة ويمكن الإحلال والتبديل والإلغاء والتعديل والإضافة تحسباً لأي طارئ، ووضع الخطط البديلة والتدابير الاحتياطية مبكراً بدءًا من المعلم لخطة سير المنهج في دفتر الإعداد الكتابي.
ذلك بالتأكيد سيساهم في نجاح العام الدراسي بكل جدارة وامتياز.
– من الحج نتعلم الاستعداد المبكر والتحضير القوي والتسلح بكل الأدوات والآليات والبرامج والإشراف على تنفيذها وتدارك الأخطاء وتصحيح المسارات ومعالجة العقبات مبكراً، كذلك في التعليم على الجهات المعنية الاستعداد المبكر بتوفير أربعة مقومات أساسية لأي بداية جادة :
١-صلاحية المباني المدرسية.
٢-توفير كافة الكتب لكافة المناهج لكافة المدارس لكافة الطلاب.
٣-توفير المعلمين في جميع التخصصات.
٤- توفير البيئة المدرسية والصفية المناسبة والجاذبة.
– فريضة الحج تعلمنا الصبر والاحتساب والتحمل واحترام المناسك ” …. ولا جدال في الحج” . كذلك في التعليم، فإن احترام العاملين في الوزارة للأنظمة واللوائح، والصبر على مشقة هذه المهنة خاصة من المعلم تجاه طلابه والقائد تجاه معلميه والمدير العام تجاه قادته في المبدان، لاشك أن كل ذلك يؤدي إلى نجاح كل جوانب التعليم وتحقيق أهدافه.
– لاحظنا في موسم الحج قبله وأثناء سيره الحرص الكبير من الدولة ومتابعة مباشرة من ولاة الأمر – حفظهم الله – على نجاحه وتكاتف الجهود من جميع الوزارات والدوائر الحكومية حتى الخاصة منها،والتعامل الراقي من الجنود والمتطوعين والمشرفين والعاملين وغيرهم كلهم على حد سواء وكأنهم في فريق واحد ، فكان هذا النجاح الباهر الذي يرفع الرأس ويقتدى ويحتذى به، والسبب معرفة كل جهة وكل فرد حدود مسؤولياته وإدراكه لها وحرصه على التميز والإنجاز لتحقيق هدف سامٍ كبير يُعد المحصلة النهائية للحج، وهو خدمة هذا الحاج والعمل على راحته وتقديم كل ما يمكن تقديمه له منذ دخوله حتى يعود إلى بلاده ومنزله سالما غانماً.
كذلك في التعليم عندما يكون الطالب هو الهم الأوحد لكل العاملين بالوزارة في تعديل سلوكه، وتطور مهاراته، وتكوين معرفته والقدرة على التفكير والابتكار وصقل المواهب والخروج بجيل صلابته المعرفية والمهارية والفكرية كما ذكر سيدي سمو ولي العهد كجبل طويق حتى يستطيع النهوض بهذا البلد الأمين وتحقيق رؤية ٢٠٣٠ بإذن الله تعالى.
عيد سمران المرامحي
مقالات سابقة للكاتب