أكد مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن المملكة العربية السعودية لم تسع للحرب ولم تطلبها، لكنها بُليت بها وردعت المعتدي وأنصفت المظلوم، بفضل من الله. موضحًا أن النازلة هي الكارثة الملمة بالناس، كمثل “عاصفة الحزم” قضية نزلت بنا لا بد من الدفاع عن ديننا وعن أنفسنا.
وبين أن الدولة لم تبدأ هذه الحرب حبًّا لها أو سعيًا إليها، ولكن بلي الناس بهذه الفئة الباغية، التي سفكت الدماء ونهبت الممتلكات وهددت الآمنين، والتي طالتنا شرورها في حدودنا، فكان تأديب هذه الفئة وردعها، حتى تعود إلى صوابها أو تكف شرها وأذاها عن الأمة. مؤكدًا مشروعية قنوت النازلة.
وجاء ذلك في إجابة الشيخ -الخميس (16 إبريل 2015)- في برنامجه الأسبوعي (ينابيع الفتوى)، الذي تبثه إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة، ويعده ويقدمه الشيخ يزيد الهريش.
وأوضح المفتي أن سؤال الله ودعاءه أمرٌ مطلوب، وعبادة لله -جلّ وعلا- قال الله تعالى: (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي -أي عن دعائي- سيدخلون جهنم داخرين) ، وقال جلّ من قائل: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان)، وقال عن عباده المؤمنين أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين). ويقول سبحانه: (وما النصر إلا من عند الله)، ويقول جلّ شأنه: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده)، فالدعاء لقواتنا -بالثبات والنصر والاستقامة واجتماع الكلمة وقوة الإخلاص والتسديد في أفعالهم- أمرٌ مطلوب، سواء كان قنوتًا أو غير قنوت، فيدعو المسلم في صلواته أن ينصر الله هذا الجيش، فإنه يدافع عن عقيدة وعن أمة وعن أرض الحرمين الشريفين، جيشٌ مسلم ربي على العقيدة الصحيحة، بذلوا جهدهم وأرواحهم في سبيل الله، فمواساتهم والدعاء لهم وإعانتهم وتسهيل مهمتهم، أمرٌ مطلوب.
وأضاف أنه لا شكّ أن التبرع لمن احتاج منهم أو لعوائلهم وتلمس ظروف معاشهم ومسكنهم ودعمها أمرٌ عظيم، وتشجيع لهم وإشعارٌ لهم بأن إخوانهم معهم، وإن لم يكونوا معهم في الجبهة، ولكن معهم بقلوبهم ودعائهم، والتضرع بين يدي لهم، وأكد أن القنوت مشروعٌ -إن شاء الله- لجنودنا، بأن الله ينصرهم ويؤيدهم ويوفقهم، ويربط على قلوبهم ويحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم.