لا يُمكن القول بأنّ الإنسان مسيّر على الإطلاق أو مخيّر على الإطلاق؛ الإنسان مسير في القضاء والقدر
مثال
المرض.. الوفاة.. كونك ذكراً أو أنثى، ولست مختاراً في أمك وأبيك، ولست مختاراً في مكان ولادتك، ولا في زمن ولادتك،.. لست مخيراً في شكلك جميل.. قبيح.. في ذكائك.. في لون بشرتك. في طولك وقصرك.. جسمك قوي او ضعيف.
كل هذه الأمور انت مسيراً فيها ولست مخير..
✨ أما التخيير فأوضح مثال لها قوله تعالى(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ(148) ﴾
فالله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان العقل والإرادة والمشيئة، فكل إنسان له عقل إلا أن يسلب كالمجانين، ولكن الأصل هو العقل، فمن كان عنده العقل فهو مخير يستطيع أن يعمل الخير والشر، قال تعالى:( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) واعطى الإنسان سمعاً وبصراً وإرادةً يستطيع من خلالها تمييز الخير من الشرّ وتمييز النافع من الضارّ، وبالتالي يختار منها الحقّ ويدع الباطل، فيُثاب على الحق إن اختاره ويعُاقب على الباطل إن اختاره…
لم يجبرنا الله على المعصية، أو على عمل الأعمال السيئة.. فالأعمال الحسنة من إختيارنا وكذلك السيئة ، ولقد حَمل الله الإنسان الأمانة واوضح له الواجبات والمسىؤليات وأركان الإسلام وفرض عليه الصلاة والصيام والحج وعلمه السنن والرواتب والذكر وللإنسان مطلق الحرية ان يعمل بها او ان يتركها إن عملها أثابه الله وكتب له الحسنات.. فكل إنسان له مشيئة، وله إرادة، وله عمل، وله صنع، وله اختيار ولهذا كلف، فهو مأمور بطاعة الله ورسوله، وبترك ما نهى الله عنه ورسوله، مأمور بفعل الواجبات، وترك المحرمات، مأمور بأن يعدل مع إخوانه ولا يظلم، فهو مأمور بهذه الأشياء، وله قدرة، وله اختيار، وله إرادة فهو المصلي، وهو الصائم، وهو الزاني، وهو السارق، وهكذا في جميع الأفعال، هو الآكل، وهو الشارب. فكلفه بكثير من الامور وحمله الأمانة وسوف تحاسبون عليها.
فالله علم بما سيفعله كل إنسان ولكنه لم يأمره بفعله
مثال على التخيير
رأيت إبنك لديه دروس كثيره وصعبة ولم يهتم بالمذاكرة النتيجة الحتمية لفعله أنه رسب في الإمتحان هل أنت اجبرته على عدم المذاكرة كان الخيار له ، وهو اختار الرسوب وعدم الجد والمثابرة
عبدالمغني الشيخ