حي الصدر بين مطرقة البلدية وسندان الكهرباء  

ددد

  
 
title-1
حي الصدر بمحافظة خليص … هذا الحي المكتظ بالسكان والذي يقطنه أكثر من 5000 نسمة، كل شخص يسكنه ،أصابته قرحة في معدته، ليس بسبب مما يأكل من طعام ، ولكن من القلق والهموم والتوتر والخوف، وكل شخص فيهم يعتبر نفسه في ذمة بلدية خليص وشركة الكهرباء… كيف ذلك (1)؟!

منذ منتصف شهر شوال من العام المنصرم وحتى تاريخ اليوم، وبلدية خليص وشركة الكهرباء بالمحافظة تشتركان في إنتظار مصيبة أو فاجعة تُصيب أحد سكان هذا الحي وربما أكثر …. كيف ذلك (2) ؟

مَنْ يصدق أن البلدية والكهرياء ومنذ ذلك التاريخ وهما كل منهما يرمي بالمسؤولية على الآخر ويعتبر كل منهما أن مشكلة أعمدة الكهرباء التي تمتد على أكثر من 13 كلم على طريق سوق المغاربة بإتجاه حي الصدر إمتداداً لحي الطلعة ، ليست من مهامه … ما القصة ؟

title-3

بلدية خليص بدأت مباشرة في صيانة الطريق المذكور – سفلتة وتوسعة – دون النظر إلى أعمدة الكهرباء على اعتبار أنها سوف تشكل خطراً على قائدي المركبات، والمصيبة الكبرى التي لم يتوقعها أحد أنها بدأت في صيانة الطريق دون إشعار شركة كهرباء خليص بذلك وما قد يتطلبه الطريق من تعديل للأعمدة أو تحريكها عن موضعها تفادياً للأخطار … ومما يثبت قولي هذا هو الخطاب الذي أرسلته شركة الكهرباء برقم 42126-679-14 وتاريخ ٢/٥/ ١٤٣٦هـ تخاطب فيه بلدية خليص بشأن ما تم ملاحظته من وجود توسعة للطريق. وهذا يدل على أنه ليس لديها خبر مسبق عن المشروع و لو لم تتم ملاحظة شركة الكهرباء – ولو أنها جاءت متأخرة بعد أربعة أشهر- لما تحرك الموضوع ولما فكرت البلدية في مشكلة الأعمدة بالمرة. هنا شعرت البلدية قليلاً بالمسؤولية، وانتبهت إلى أن بعض الأعمدة ربما تصبح في منتصف الطريق بعد التوسعة، رغم أن هذا كان واضحاً . الأمر الذي يزيد المواطن عدم ثقة في إدارة مشاريع البلدية التي لا تعير حياته أي إهتمام، مما يؤكد أن المشاريع تتم من غير دراسة كافية بما قد يحدث مستقبلاً، وبدون الإشراف المياشر من قبل المسؤول …. ماذا بعد ؟

IMG-20150422-WA0111

جاء رد إدارة المشاريع بالبلدية على خطاب شركة الكهرباء بتاريخ ٢/١٠/ ١٤٣٦هـ  رداً لا يحمل مضمونه أي شئ .فقط أوضحوا فيه بكلمتين أنه تم وضع أدوات السلامة واللوحات الإرشادية –أين هي؟- ويترجون الشركة بنقل الأعمدة المعترضة للطريق، بقولهم بالنص “نرجو تغيير وضع أعمدة الكهرباء المعترضة للطريق”  مرفقاً به كروكي لا يمكن أن يصدر من مكتب هندسي أو أشرف عليه حتى مساح فني …ماذا حصل بعد ذلك ؟

يا باري القوس برياً ليس يحسنهُ        لا تظلم القوس أعط القوس باريها

قامت شركة الكهرباء بالرد على خطاب البلدية بتاريخ ٢/٢٥/ ١٤٣٦هـ  وجاء فيه ما يلي بالنص ” …. بشأن ما تلاحظ لدينا من وجود توسعة للطريق الواصل من حارة المغاربة إلى حي الصدر دون التنسيق معنا أو إشعارنا مما جعل بعض أعمدة الكهرباء داخل الطريق بشكل بالغ الخطورة، وافادتكم بأنه سيتم توسعة الطريق وطلبكم نقل الأعمدة المعترضة لمشروع التوسعة . عليه نفيدكم بأن الكروكي المرفق غير واضح ونأمل تزويدنا بكروكي مفصل بالإحداثيات متضمناً للشبكات الكهربائية القائمة حالياً وتحديد الجزء المراد نقله مع توفير حرم للطريق ليتم نقل وتمديد الشبكات الكهربائية من خلاله لنتمكن من تسجيل الطلب ودراسته بالتكلفة الفعلية. انتهى .

title-4

ومنذ تاريخ هذا الرد وحتى الآن وبلدية خليص لحد الآن لم ترد وعند استفسار أحد المواطنين عن سبب التأخير، كان العذر، الموظف الذي استلم المعاملة تغير وجاء موظف آخر بديلاً له، ويحتاجون وقتاً للبحث عن المعاملة وكأني بها إبرة في كومة قش صعب الحصول عليها،  فردد المواطن قول الشاعر :

يقولون الزمان به فسادٌ           وهم فسدوا وما فسد الزمان

ولكن هذا المواطن وجد سبباً آخراً للتأخير، وهو الخلاف الكبير بين البلدية والكهرباء، وصراعاً على التملص من المسؤلية، هذا السبب هو: مَنْ يتحمل التكلفة المادية ؟ فالبلدية تؤكد أن التكلفة المادية ليست مسؤوليتها، وبالمقابل شركة الكهرباء تنفي تماماً مسؤوليتها عن التكلفة فهي جهة منفذة فقط، حتى وصل الأمر لمدير شركة الكهرباء بالمنطقة الغربية مزوداً بالخطابات المذكورة آنفاً، ولكن لم يحدث أي تقدم للأسف حتى الآن…

السؤال الكبير هو: هل يُعقل أنه لا توجد مادة تنص على حل هذه المشلكة سواء في لوائح البلدية أو لوائح الكهرباء؟!! بالتأكيد أن هناك حلاً منصوصاً به في لوائحهم، ولكن كان سيد الموقف التجاهل والتقاعس عن أداء الواجب تجاه المواطن، وتناسوا ثقة المواطنين فيهم المستمدة من ثقة المسؤولين الذين ولوّهم الأمر. والسبب الآخر هو سكوت الأهالي على اللعب بحياتهم وحياة أبنائهم وعدم المطالبة بحقوقهم والتي من أبسطها خدمة المسؤول لهم، هذا السكوت الذي تعودت عليه جميع المؤسسات الحكومية بالمحافظة وأولها بلدية خليص، فصارت لا تأبه بإنجاز أي مشروع في حي الصدر.

title-2

بعد هذا كله ….ما هو الحل ؟

سأذكر الحل من خلال قراءتي للمشهد الواقع، واستنباطاً من خبرة سابقة حدثت في طريق العراقيب الواصل بين حي السلام وحي الطلعة.

الحل هو لا بد من كبش فداء ….وضحية يتحدث عن مأساتها القاصي والداني… كيف يتم ذلك ؟

أكاد أجزم أنه لن تستيقظ ضمائر المسؤولين، ولن تشفق قلوبهم، ولن يفيقوا من سباتهم إلاّ في حالة واحدة فقط وهي – لا سمح الله – وقوع حادث مروري يؤدي لوفاة  أو إصابة مستديمة أو أي إصابة من نوع آخر ، عندها فقط ستأتي الحلول المتكدسة في الأدراج، ونرى التنازلات والمبادرات وطرح الحلول.

إن التلاعب بارواح البشر وكأنها خارج حسابات بعض المسؤولين الإنسانية، أصبح أمراً لا يمكن السكوت عليه – ولن نسكت – لأن من يسقط في الماء لن يغرق إلا إذا بقي في الماء، وكذلك أهالي الصدر لن يغرقوا في هذا الإهمال والتجاهل . وسيكون لهم صوت مسموع لدى المسؤولين ، لن نقبل الإهمال والتخلي عن المسؤولية.

إن هذه الجروح التي ربما يسخر منها بعض المسؤولين .لأنهم لا يعرفون مقدار الألم الذي يعاني منه سكان الصدر،شواهد وأدلة كثيرة تدين البلدية  بالذات من إهمال داخل حي الصدر من شوارع سيئة، بما فيها الطريق الرئيس الواصل لحي الطلعة ، بالإضافة إلى الشوارع الداخلية، وتأخر في جمع النفايات، وعدم توفر حديقة وملاهي يتنفس من خلالها الحي وأهله.

ربما تعود أهالي خليص قاطبة، أنه لا يمكن لمشروع في المحافظة أن ينجز وخاصة من قبل البلدية، إلاّ بإحدى طريقتين لا ثالث لهما :

الأولى: أن تحدث مصيبة – لا سمح الله – فتهب جميع الخدمات فتزل نزول المطر على الحي أو الطريق الذي وقعت فيه الفاجعة.

أما الطريقة الثانية فهي مخاطبة أهل الحي لأمارة منطقة مكة المكرمة بشكوى يوضحون فيها معاناتهم ويبرزون بها مطالبهم ، وهذا ما اتبعه أهالي أحد الأحياء المجاورة، وها نحن نشاهد هذه الأيام قمة الاهتمام بتقديم أرقى الخدمات لهذا الحي.

أخيراً، إن من أهم مشاكل البلدية هي أن إدارة المشاريع تريد أن تنجز جميع الأعمال مرة واحدة بإمكانات لا تتجاوز “شيول واحد وقلابين وخمسة عمال فقط” ، فتجد -والحق يقال- أن المشاريع في كل مكان ولكن لم ينجز منها أي مشروع، والسبب هو تركيز إدارة المشاريع على الكم وإهمال الكيف.

 IMG-20150422-WA0112

 
 

3 تعليق على “حي الصدر بين مطرقة البلدية وسندان الكهرباء  

ابو نايف زكي المرامحي

تسلم ابو فارس ويسلم منطوقك
والله كانوا في غنى عن هذا ….. كله لو ادو الأمانة حق وخافوا
الله حق مخافته ووعو معنى المسؤلية وعلموا انهم مسؤولون
عن كل شارده ووارده يوم الحساب .

ريان

المشكلة الفعليه انه ما كان في تواصل او تنسيق بين شركة الكهرباء والبلديه الى ان كبرت المشكله وصار كل احد فيهم يرمي اللوم والخطأ على الثاني ومين المتضرر سكان تلك المنطقة

عبدالمحسن المرامحي

مقالك في الصميم وليس من نسج الخيال ولكن المسؤل غير مبالي حيث أصبحت أرواح المواطنين رخيصة عنده .
مسؤل كهذا قد اعتاد غض طرفة عن تلاعب موظفيه وأكثر من وضع الطين والعجين على أذنيه لكي لا يسمع صوت مواطن يشتكي لديه.
سلمت يداك أبا فارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *