هكذا تعرف الرجال

كثيرا ما يتردد أنا ابخص بالرجال.. كثيرا من يقول أنا أنا…لكن الحقية فيما خلفه أثرًا سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- عندما سأل عن رجل فقال: أخر اعرفه وأنه.. وأنه… فقال: -رضي الله عنه- “هل سافرت معه، هل تعاملت معه بالدينار والدرهم” فقال الرجل: لا… فقال -رضي الله عنه- إذن لا تعرفه.
فخلف -رضي الله عنه- أثرًا في التعامل مع الأشخاص وضوابط تزكيتهم، فلا يمكن للرجال معرفة الرجال بالأقوال أو المقابلات الشخصية.
لا يمكن لأي شخص مهما بلغ من الدهاء معرفة الشخصيات وهيأتها، إلا بالأسفار فأنها تكشف معادنهم، وتبين حسن أخلاقهم، وعظم شهامتاهم، ومدي تواضعهم، وجمال دعابتهم، فالرجال مواقف تكشف وقت الشدائد، وتكشف بالتعامل معهم بالأموال فتبين معدنهم، وتبين حقيقتهم، وإخلاصهم.
أما العقول فكما قيل عقول الرجال تحت أقلام، قد جانب الصواب من قال: أنا أبخص بالرجال من أشكالهم، ومن أقوالهم لأول وهلة، ولأول مقابلة، فلينتبه من يقول بهذا، فهذا ابن الخطاب -رضي الله عنه- يسأل عن رجل قابله ولم يتبين له حاله فسأل عنه حتى يتبين له حقيقة أمره.
أخيرًا: فسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون. فهذه قاعدة السؤال أعملوا بها أن كنتم لا تعلمون.

بندر الحنيشي

دكتوراة في الفقه المقارن، وعضو المحكمة الدولية بلندن
b_alhnishi@

 

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *