أعلم بأن المواطنين في منطقة مكة المكرمة إستبشروا خيراً بعودة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أميراً لمنطقة مكة المكرمة ، ومستشاراً لخادم الحرمين الشريفين ، وحتى الساعات التي تشير إلى وقت إنتهاء المشاريع بدأت تدب فيها الحياة وتتحرك من جديد ، فنحن البشر أولى بتحريك الدماء وتشغيل العقول من هذه الجمادات .
إن توجيه أمير منطقة مكة المكرمة للمحافظين بعقد لقاء أسبوعي بمسؤولي الدوائر الحكومية مع فئات من المواطنين من شيوخ قبائل وأعيان ومثقفين وطلاب من المرحلتين الجامعية والثانوية لمناقشة تطوير المحافظة ، لهو دلالة واضحة على أن راحة المواطن هي من أولويات مستشار خادم الحرمين الشريفين .
فبعد مرور عدد من اللقاءات الحوارية تبين لنا أن بعض مسؤولي الدوائر الحكومية يعتقد أن حضوره فقط إستجابة لتوجيهات الأمير وليس خدمة لراحة المواطن .
لقد ساءنا ما حدث في اللقاء الأول عندما نفى المسؤول مشكلة وجود أعمدة كهربائية قريبة من الطرق والتي ذكرها أحد المواطنين ، وكان الأولى بسعادتكم أن يشكل لجنة للوقوف على حقيقة ما ذكر ، كما نستنكر ما حدث وأمام أعينكم ومن المسؤول نفسه عندما رفض الإجابة على إستفسارات بعض الطلاب القادمين من ثانوية البرزة ، بحجة أن الطالب لقن هذا السؤال ولم يأتي به من تلقاء نفسه ، إن هذا المسؤول ﻻ يعلم بأن المدراس تقدم لطلابها برامج تربوية لإتقان فن الحوار ، فعندما أمر مستشار الملك باستضافة هذه الفئة من الطلاب كان تعزيزا لتحقيق أهداف التعليم ، فيجب في المرات القادمة أن لا يساهم هذا المسؤول في هدمها ، وأن لا يرفض مناقشة الأفكار البنائة بحجة أنه تم تدريب الطالب عليها .
يا سعادة المحافظ أنتم تمثلون الأمير أمام المواطن وتمثلون المواطن أمام الأمير ، والمؤشر الحقيقي لنجاح مثل هذه اللقاءات نجده عندما يطرق المواطن أبواب المحافظة مستغنيا بها عن أبواب الإمارة.
فالإعداد الجيد لمثل هذه اللقاءات وإبلاغ المواطن مع كل لقاء جديد بالمواضيع السابقة التي تمت مناقشتها ، وإبراز أهم التوصيات التي وضعت من أجلها والكشف عن مدى ماوصلت إليه الجهود التي أقترحت لحلها ، يجعل هذه اللقاءات تحقق أهدافها ويدفع بالمحافظة نحو التطوير المنشود .
مقالات سابقة للكاتب