سَورة الغيظ

حقيقة الذي دفعني لكتابة هذا المقال أنني ألقي دومًا قصائد للشاعر الحكيم إيليا ابو ماضي أحد أكبر شعراء المهجر ودائمًا ما ألقي قصائده سواء في مركز الأحباب الثقافي في مكة  أو في أحد برامج  قناة المجد الفضائية كبرنامج مركاز الدار أو برنامج مجلس الطيبين الذي يقدمه فضيلة الشيخ المحبوب سعد عتيق العتيق حفظه الله ورعاه.

وفعلا كنت ألقي بعض أبيات من قصيدة  فراش المرض لإيليا أبو ماضي فوقع مني خطأ لغوي حيث أنني قلت في بعض الأبيات عبارة (وللغيظ سُورة )بضم حرف السين وهي تنطق بفتح حرف السين هكذا (سَورة) وهي حدة الغضب فعقب علي الدكتور سعيد المطرفي أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة في توتير وعدل الخطأ جزاه الله عني خير الجزاء فشكرته ثم أردف قائلاً بالحرف (‏‎لو لم أعلم هذا منك ما عقبتُ ؛فكثير من الناس يغضب وكأنه سيبويه زمانه.).

فتعجبت حقيقة وتساءلت لم يغضب الإنسان إذا اخطأ فعدل، فبدلاً من شكر من تفضل علي بالتعديل ولم يتركني استمر واتمادى وأصر على أنني لم اخطئ بل أدعي أنني أكبر من أن يعدل علي شخص والله سبحانه وتعالى يقول (وفوق كل ذي علم عليم ) وقد يخطئ الانسان في كلمة برغم أنه يعرفها تمامًا ولكن ربما أخطأ فيها لسرعته في الإلقاء ولم يتنبه لها إلا بعد فراغه من إلقائها كما حدث معي بالضبط، وكنت على علم بأنها تنطق بفتح السين لا ضمها ومع تزاحم الكلمات نطقتها بالضمة بدل الفتحة وحقيقة مثل هذه الكلمات الحركة تغير معناها تماما فالسورة بالضمة تعني سورة من سور القرآن الكريم اما بفتحها فتعني حدة الغيظ والغضب ويصبح هناك بون شاسع بسبب حركة واحدة فتقلب المعنى تمامًا.

ونحن نذكر دائما أن المؤمن مرآة أخيه لماذا نتكلم ونظهر أننا نرضخ للحق وفي أول اختبار نسقط سقطة لا قيام بعدها الرضوخ للحق واعطاء كل ذي حق حقه من الأمور التي حث عليها ديننا الحنيف وهي سبيل الشجعان ومتى نتعلم إذا كنا لا نقبل أن يعدل علينا أو يوجهنا إلى الصواب أحد  يجب علينا أن نتقبل ولو ممن هو أصغر منا سنا فالعلم لا يتعلق بعمر أو جاه أو سلطان بل العلم هو الذي يتوج صاحبه بتاج الوقار.

نعم اقولها مدوية أن من عدل علي خطئي فقد اسدى إلى معروفًا ويجب علي شكره والثناء عليه وهو كأن في فسحة من امره إذا تركني استمر في خطئي ولا يضيره شيء ومن سيكون الخاسر حينئذ فلنرتقي بعقولنا وتعاملاتنا مع بعضنا ولنحاول أن نكسر حدة أنفسنا وغرورها لأن هذه هي صفات الذين ينشدون الرقي الانساني والتقدم الحضاري نعم شكرا جزيلا لكل من رآني على خطأ فأرشدني إلى الصواب لنبل اخلاقه وعلو همته وصفاء نفسه، نعم شكري وعميق امتناني لشخصه الموقر وشكراً ثم شكرًا لمن أهدى إلي عيوبي.

إبراهيم يحيى أبوليلى

 

إبراهيم يحيى أبوليلى .

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “سَورة الغيظ

و ض ا ح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الناصحين والمنبهين لنا على عيوبنا وأخطائنا قد يتضايق البعض منا لانه بطبيعتنا نحب المادحين والمجاملين مهما كانت اخطائنا وقد نتعجب من احد العلماء قيل انه اعتزل الناس وقالوا له لماذ اعتزلت الناس قال وماذا اصنع بأقوام يخفون عنى عيوبي. وكان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يسأل سلمان عن عيوبه ويسأل حذيفه هل يرى عليه من علامات النفاق
نعم نريد من يخبرنا بعيوبنا بدون تهويل او نقصان
وان يحسن اختيار الزمان والمكان فكلنا عيوب ولنا اخطاء فليس لنا صفة الكمال نصيب ونخطئ
فمن يعرف ابواحمد لا يستغرب من موقفه ولا يتعجب فليس ما يكتب وينادي به من قيم ومبادئ مجرد كلمات تكتب فمن خلال معرفتى به ومناقشاتنا عن طريق الاتصال في أمور شتى ومواضيع مختلفه اجده دائم شاكرا وممتن ومقدرا لكل رأى سواء اتفق معه او اختلف معه في الأمور التى تتقبل اكثر من رأى او وجهة نظر ماعدا القيم والثوابت والأخلاق فهذه عنده خط احمر لا يمكن القفز عليها
معذرة ابواحمد على هذه المداخلة السريعة فقد شغلنا بما حرمنا من متعه الكتابه ومن متابعة برامجك ماعدا عن طريق الواتس ومن ربيع البرزه
تحياتي والى لقاء قريب بإذن الله

غير معروف

شكرااااااااااا جزيلاااااا لهذا الكم من الإبداع

أبو زياد الغامدي

التفوق بالعلم والعفل والادب .. لها أنت وأمثالك .. لا يكسر لك قلم ولا يجف لك مداد .

ديلاور

الاستاذ ابراهيم ضرب لنا مثال على موقف حدث معه عندما أخطئ في اللفظ وهناك من صحح له الخطاء فاعترف بخطئه وشكر من صوب له الخطاء تلك أخلاق الرجال وان كانت في هذا العصر نعتبرها مثاليه لما لا حينما تقول بكل أدب ولطف اجتهدت وجانبك الصواب ياهذا عندها سوف تمطر عليك كلمات الاهانه والتنقيص ووووووو ولتسلم اما عليك ان تلتزم الصمت وأما تصدح وعليك ان تتقبل بصدر رحب او صدرا منقبض وشعورا مقتبض ما لا تتمنى سماعه. من رأى الخائب التربيه من الصغر والتنشئه في وجود القدوه الصالحه لها دور كبير في غرس القيم وليس مجرد نصائح وكلمات تقال ينتهي مفعولها بعد لحظات اما التعليم والشهادة والثقافة تكون معززه لهذه الغراس الطيب وان لا تكون نظرتنا ضيقه او من زاويه حاده تجاه من يسدل لنا النصح والتوجيه وأنه سلط على سمعتنا ومكانتنا سيوف الحسد والتشويه لصورتنا الوردية التى رسمناها في مخيلتنا وانتقص من علمنا وعلى الناصح والموجه والمصحح ان ينتقي الكلمات التى تبعث الفرح والسرور في النفس يبدا بذكر الإيجابيات ويمجدها وان كانت الله بالخير ومن ثم يتطرق للنصح وان لا يكون على مسمع الغير وليس في مجلس من مجالس الجحيم التى ابتلينا بها فكم من كلمه كسرت رجال ولم تربي اجيال

أحمد بن مهنا

الإنسان كلما زاد ثقافة ارتقى خلقا ، وسما أدبا والراغب في العلم والأدب يكبر الفائدة ولو كانت ضبط حرف السين من كلمة ( سورة ) !
والكاتب رجل معروف بحبه للثقافة، فلا غرو أن تكون هذه عينة من أخلاقه ، وفقك الله أستاذ إبراهيم .

غير معروف

نعم هذه هي الثقافة الحقة
الثقافة لا تكون بالعنجهية والغرور
شكرا للأستاذ إبراهيم فقد علمنا درسا من دروس الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *