كيف أكون سلبياً ؟!!

في معترك الحياة وتوالي مآسي المسلمين وتلازم الشحن النفسي مع أحداثها ، جعل لنا نبي الإنسانية نبراساً نخطو ونقتفي أثره فقد كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً ، يعجبه الفأل ، يحدث أصحابه عن خزائن كسرى وقيصر وهم محاصرون في المدينة من كفار قريش .

لا أطيل عليكم فهذا الخُلُق معروف وقد دُوِنت وأُلِفت في إيجابياته كثير من الكتب ، فنحن سنغوص في أعماق الموضوع مباشرة دون مقدمات .

هناك إختلاف بين تصور حدث سلبي فيتغير التصور بتغير الحدث ، وبين منهج سلبي صاحبه لا ينظر لجمال الموقف الجديد وتفاصيله بل تجده يتوارى خلف نقاطه السلبية الضيقة وهو يعلم أن الكمال لله وحده سبحانه فقد بيت النية أن لا خير في هذا إطلاقاً ، ولم أستغرب منه عباسة وجهه غالباً وقلة إبتسامته لأن فكره دوماً مشغول بالوجه السيء من الحياة .

حدثني صاحبي : تحاورت مع أحدهم فقال لي بنص الكلمة : زماننا سيء والشر فيه قد كثر ، فبادرته وهل تنتظر المهدي ليصلح الحال ؟!!
هل نكمل ما بقي من أعمارنا نعد الأيام انتظاراً لمجيء المهدي ، ألا نستطيع نحن أن نغير ونصلح ؟!!

تصفحت البارحة في برنامج التواصل الإجتماعي (الإنستجرام) صفحة حميدان التركي المسجون في أمريكا ، علمني درساً لن أنساه تخيلت أن أبناء حميدان قد إستسلموا للحزن على الجانب الاخر من القضبان في انتظار خروج أبيهم ، لكني رأيت غير ذلك …
رأيت في صفحته مواهب متفجرة هو وأخوته لم يستسلموا للقدر بل إنطلقوا في الحياة يخوضون معركتها ويقطفون أزهارها دون نسيان لقضيتهم الأساسية .

الرسول عندما كان يخاطب عدي ليسلم كانت نظرته إيجابيه رغم تكالب الأعداء وضعف الإسلام ، وكان متكئاً فجلس ثم قال صلى الله عليه وسلم :
(ما منعك أن تسلم وأنت ذو عقل راجح أو تقول إن الإسلام إتبعه ضعفاء الناس ، والله ياعدي لتسيرن الظعينة من صنعاء الى حضرموت لا تخشى إلا الله والذئب على غنمها ، والله يا عدي ليخرجن الرجل ملء كفه الذهب والفضة ولا يجد من يأخذه ) .

إذا كنا نتقن طرح مشروع الموت في سبيل الله أفلا نتقن طرح مشروع الحياة في سبيل الله ، وفي النهاية أقول لكم إن أردت أن تكون سلبياً فلا تنزع نظارتك السوداء من عينك حتى لو تغيرت حولك الحياة …

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “كيف أكون سلبياً ؟!!

ايجابي

مقال فاخر .
شكرا … لك يا إيهاب
شكرا … لقلمك الجميل
وليس كل ماينشر في هذه الزاوية يستحق أن يسمى مقال . مع احترامي وتقديري لكل الإخوة هنا .

عبدالعزيز الشيخ

مقال يستحق المتابعة في غاية الروعة والابداع ٠بارك الله فيك ونفع بك فالمقال مؤثر وفعال
لا اقول لك الا شكرا من الاعمال

ام الشيخين

بارك الله فيك وفي قلمك ﻻفوض فوك ونفع بك …..فعلا مقااااال رائع نحتاج اليه والي الكثير منه في زمن اصبح الجميع متشائم

ابو خالد

مقال رائع ولكن وهم محاصرون في المدينة وليس فالمدينة ..

إيهاب عمران الصحفي

أشكركم ..
جزيل اهتمامكم وقراءتكم لما كتبت ،
سعدت بكلماتكم النيرة فطبيعتنا البشرية تسر بمثل ذلك .
اللهم سخرنا لكل نفع وخير .

أبوسعود

أبدعت يا إيهاب
كلام سليم 100٪

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *