أمسية عن الصحوة بين الانحراف بها وعنها لـ “السعيدي” في “ثقافية خليص”

في ليلة صحويه ثقافية استوضحت فيها المفاهيم والمصطلحات استضافت اللجنة الثقافية بمحافظة خليص “بمركز الرواد بشرق خليص” العلامة الدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي في لقاء حواري حول الصحوة والانحراف بها وعنها، وذلك بتشريف من سعادة محافظ خليص الدكتور فيصل بن غازي الحازمي، وحضور رئيس النادي الأدبي الدكتور الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي .

أدار اللقاء الحواري الأستاذ أحمد مهنا الصحفي والذي عرف بالمقدم من خلال أعماله الجليلة.

وبدأ المحاضر اللقاء الذي أمتد لمدة 30 دقيقة بالحديث عن الصحوة موضحًا أنها ليست مصطلحا عربياً ولا إسلاميًا إنما هي مصطلحا لغويا لا يمكننا أن نطلقه على جيل بمعينه.

وقال: إذا سلمنا بالمصطلح “فأن الصحوة انطلقت منذ نشأت المملكة العربية السعودية عام 1319 على يد المؤسس، وهي الدولة الوحيدة التي قامت على عقيدة التوحيد وتعصبت عليها، وعملت على إعادة الناس لنهج السلف الصالح.

وذكر أن المملكة أخذت على عاتقها نشر الصحوة ليس فقط في المملكة بل في العالم العربي والإسلامي، وكان الملك عبد العزيز أول من أسس مدرسة تعنى بالتوحيد، وكذلك أنشأت المملكة عدد من المدارس والمعاهد التي تهتم بتحفيظ القرآن الكريم في التعليم العام، وبذلك تكون الدولة الوحيدة التي تعنى بذلك في تعليمها العام.

وتحدث عن فترة جاء فيها شبيبة تلقوا تعليمهم على يد عدد من المعلمين الذين قدموا من الوطن العربي ولم يكن لديهم دراية عن الجاهلية قبل نشأة الدولة السعودية ، وانحرفوا بالصحوة عن جادتها وظهرت حركات منها حركة جهيمان، وقامت الدولة بدورها فصححت المسار من خلال إنشاء إذاعة للقرآن، ونداء الإسلام وقنوات فضائية.

وأضاف: كان هناك توافق بين العلماء والدولة، فالصحوة والتدين هو مشروع دولة وشعب، مؤكدً أن الانكسار والضعف لأي صحوة طبيعي ويحدث ولا غرابة في ذلك لكن الغرابة والغير طبيعي في ابتعاد الناس عن الدين الحق والسماح لصوت الباطل أن يعلو !!

لافتًا أن الدولة رفعت سقف المسؤولية في هذا الوقت والزمن ومنحت الناس حق حفظ دينهم وإيمانهم، وأن هناك بعض من شباب الصحوة قد بغوا على الدولة التي رعت التدين وعملت على إبعاد الشركيات والخرافات والخزعبلات من الدين وانحرفوا بها إلى مسارات سياسية، لكن الدولة تعمل في كل مناهجها وسياستها على تبني مشروع العقيدة الإسلامية الصحيحة وتمنح في هذا العصر الفرصة والمسؤولية ليقوم الناس على دينهم.

وفي نهاية اللقاء تم طرح عدد من المداخلات من قبل مقدم اللقاء الأستاذ أحمد مهنا، ومن قبل محافظ خليص الدكتور فيصل الحازمي ومن الدكتور عبد الله عويقل السلمي، ومستشار الوعي الأستاذ سليمان البلادي حيث تتداخلوا مع الدكتور السعيدي في المحاور التي ذكرها، وفي ختام اللقاء تم تكريم ضيف الأمسية الثقافية الدكتور محمد إبراهيم السعيدي.

 

 

3 تعليق على “أمسية عن الصحوة بين الانحراف بها وعنها لـ “السعيدي” في “ثقافية خليص”

أحمد بن مهنا

كانت أمسية مميزة ، ثرية جدا ، وقد كان المحاضر متمكنا ذا علم وافر يتحدث مترسلا من ذهنه الثاقب ، حفظه الله وزاده من فضله.

د حمزة المغربي

الموضوع يستحق ندوة ليأخذ حقه، و كل الشكر و التقدير للشيخ الدكتور السعيدي و للجنة الثقافية و كل الحضور،
كنت أتوقّع في الطّرح مزيداً من التشخيص للصحوة (أو أي كان مسمّاها) و تسليط الضوء على إيجابياتها و سلبياتها (سواءً في المنهج أو الفكر أو الممارسة)، و كذلك توضيح كيف جنح بعض المنتسبين إليها أو المحرّكين لشراعها أو المتربّصين بها إلى حرف “الصحوة” عن مسارها الأساسي بل و تجييرها لخدمة قوائم مصالح أخرى، و ذلك لنستفيد من التجربة و نتعلّم من الدروس كي نتجنّب تكرار الأخطاء و نستقيم على المنهج الحق ما أمكن إلى ذلك سبيلاً، أذكر على سبيل المثال بعض مواطن الخلل من وجهة نظري: الأحادية في الطّرح، محدودية مساحة الحوار، سوء الظن بمن يحمل وجهات نظر أخرى يسعها المنهج الربّاني، رفض الحداثة و اتهامها بالخروج عن الدّين، الإقصاء بل و يصل إلى الإرهاب الفكري للمخالف في الرأي، التشنيع بممارسات في الحياة اليومية الاعتيادية و التي لم ينه عنها الدّين، و كي لا يساء فهمي فإنّني مضطر للتفصيل فأذكر إذ كنّا في ملعب الجامعة نسمع التكبير في المدرجات (من طلبة جامعة إسلامية تزور جامعتنا) و كأننا في ساحة جهاد، عندما كنت في الحرم حول الكعبة و يتحدّث أحدهم جهلاً عن عدم دوران الكرة الأرضية فأحاول أن أصحّح له فهم الآية يتهمني بأنّ في قلبي مرض بل و أصدرت مؤلفات في تكفير من يقول بدوران الأرض و أن من يصدّق صعود الإنسان على القمر بأنّه خالف صريح القرآن، (ومن هذه المؤلفات ماتدعو إلى عدم تجاوز تعليم الفتاة للمرحلة الابتدائية ) لعلّي قد أطلت و لكن لا بد أن أقول أيضاً أنّ هنالك ما لا يحصى من الإيجابيات للصحوة فمنها أن يعلم المسلم شمولية ديننا لجميع نواحي الحياة و كذلك أعانت في التصدّي للدعوات المعادية للدين، كما أؤكّد بأننا نعتز بعلمائنا و نقدّر الدّعاة و طلبة العلم و كل من يسعى لإعزاز الدّين و لكن علينا و نحن في هذا المضمار أن نشرح صدورنا لتتسع لغيرنا و أن لا نحصر الدّين فيما نراه نحن بأنه الحق و نعتبر ذلك الحق المطلق و ما خالفه باطل! و علينا جميعاً أن ندعو إلى رفع لواء الحق و مشعل الهداية و نصرة الدين الذي يأمر بالوسطية و الاعتدال و السّماحة و عدم التجاوز على حقوق الآخرين و أن نركز على التربية السليمة و حسن الخلق و حسن المعاملة و الجدّية في العمل و حمل الأمانة بكل معانيها و الأخذ بما هو جديد و أن نكتسب العلوم و التقنيات الحديثة لنكون في المقدّمة و نفيد الإنسانية و ننشر مبادئ الخير و التعاون ليعمّ الرخاء و نسعد بالسّلام

أ.نويفعة الصحفي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرًا للجنة الثقافية بمحافظة خليص على هذا الحراك الجيّد ..
شكرًا لضيف ..الدكتور السعيدي .
لعلي اقف أولاً على موضوع هذه الأمسية ” الصحوة والانحراف بها وعنها ”
ما احوجنا للحديث عن هذا الموضوع ، وما أحوج مجتمعنا له ..فالصحوة التي اعنيها وعنها اتحدث والتي يجب أن يكون حولها الحراك الثقافي هي الوسطية هي الإعتدال في كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف ، وهي تحر متواصل للصواب في التوجهات والاختيارات ، فالوسطية ليست مجرد موقف بين التشدد والإنحلال ، بل هي منهج فكري وموقف أخلاقي وسلوكي كما ذكر في القرآن الكريم {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض }
إن من سمات الوسطية التي اعنيها هي الصحوة دون انحراف بها أو عنها .
هذه الصحوة ذات الإعتدال تتمثل في نهج ديننا الإسلامي الحنيف الذي تركنا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذا النهج الصالح لكل زمان ومكان ..والذي يتمثل في عدة قيم عليها وبها صار الاسلام باتباعه في اصقاع العالم . ومنها التيسير على الناس والرفق في التعامل معهم وهذا يعد مقصد مهم من مقاصد الدين ، وصفة للشريعة في عقائدها وأحكامها ، ومعاملاتها وأخلاقها ، وفروعها وأصولها ، ولعل خير شاهد على هذا أن الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه لم يكلف عبده إلا بوسعه ، ولم يرد به الحرج والعنت ، قال تعالى: “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ” .
كل هذا يندرج تحت مسمى الصحوة ذات الوسطية والاستقامة والاعتدال
والموازنة بين متطلبات الجسد والروح ، وزرع هذه في نفوس الأخرين . فليسَ لأحد أن يحرم نفسه ممّا أحلّه الله عليه ، بل عليه أن يتقرّب الى الله بالفعل الطيب المعتدل فلا يحقد على الاخرين وان اختلف معهم ويتسم بمحبّة الخير للناس كافّة ، و هذه الصفة من أهمّ الصفات المسلم ، وهي أصل كلّ الأحكام والتشريعات ..فمن تمام الإيمان أن يحبّ المرء لأخيه المسلم ما يحبّه لنفسه ، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن فعل المنكر والكبائر .
وكل ذلك في ضوء الوسطية والاعتدال في الاعتقاد فلا افراط ولا تفريط .
اما تعليقكم د. حمزة المغربي فهو دستور ومنهج يجب أن يُدّرس ويؤخذ بعين الإعتبار شكر الله لكم وبارك فيكم
لا تعليق أكثر من ذلك على ما خط لنا فكرك يادكتور أنتم قدوةً لنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *