كشف مدير المراكز الصحية بالدمام مبارك بن علي الحارثي عن أن 23 ألف حالة وفاة بالسعودية سنوياً سببها الرئيسي التدخين ، ما يعني أن لدينا 2.5 حالة وفاة كل ساعة في السعودية ، بخلاف المصابين بأمراض السرطان نتيجة التدخين أيضاً . مبيناً أن دراسة أُجريت ، وتم تطبيقها على مدارس المرحلة الثانوية في كل من الدمام والظهران والخبر ، بيّنت أن نسبة التدخين في المرحلة الإتدائية وصلت إلى 27 % خلال عامين ، في حين بلغت 53 % بين طلاب المرحلة المتوسطة ، وبلغت نسبة التدخين في المرحلة الثانوية على العينة محل الدراسة 20 %.
ولفت إلى أن نسبة معرفة الأهل بأن أبناءهم يدخنون تصل إلى نحو 51 % ، مشدداً على أن هذه القراءة خطيرة للغاية ، إذ يتضح لنا أن نسبة المبتدئين في تعاطي التدخين كبيرة في المرحلتين الإبتدائية والمتوسطة.
ويعود السبب – بحسب “الحارثي” – إلى رفقاء السوء في الحي ، أو ما يُعرف بأصدقاء “الحارة” ، مبيناً أن 27 % من المدخنين بشكل عام تعلموا هذا السلوك من خلال أصدقاء الحي ، بسبب إنتشار البقالات الصغيرة التي يقوم عليها عمالة وافدة ، تهتم بالربح المغري من وراء التدخين ، ووصل الحال ببعضهم إلى بيع السجائر (بالحبة) بسبب معرفتهم أن صغار السن يحملون مصروفهم اليومي ، وليس بمقدورهم شراء علبة سجائر كاملة .
كما طالب بالتحرك السريع من قِبل الجهات الرقابية لمنع بيع السجائر في هذه البقالات قبل أن نصل إلى أرقام أكبر في أعداد المدخنين ، وأضاف “الحارثي” على هامش المعرض التوعوي الذي أقامته إدارة المراكز الصحية بقطاع الدمام ، بمناسبة اليوم العالمي للتدخين أمس الأول ، بأن الإحصائيات تشير إلى أن السعودية يوجد بها أكثر من تسعة ملايين مدخن من مختلف الجنسيات من الذكور والإناث ، وأردف الحارثي يوجد لدينا أيضاً ما يُعرف بالتدخين السلبي ، الذي يذهب ضحيته المجتمع المحيط بالمدخن ، وقال : بخلاف كل المحاذير الطبية ، فإن مسحاً إحصائياً قامت عليه الجمعية الخيرية للمتعافين من المخدرات والمؤثرات العقلية “تعافي” يشير إلى ما نسبته 99% من إجمالي أعداد الذين يعالَجون من آثار تعاطي المخدرات في مستشفيات ومجمعات الأمل للصحة النفسية في السعودية بدؤوا حياتهم بتدخين السجائر ، وتابع : إذ يُعتبر التدخين الخطوة الأولى للوقوع في وحل المخدرات ، وخصوصاً بداية مرحلة المراهقة التي يكثر فيها تقليد الآخرين ، وهي منعطف خطير للمراهق ، لذا يميل إلى سلوكيات عدة بسبب قلة الخبرة وضعف التربية ، وبسبب واقـع المرحلة التي يعيشها ، والتدخين بصفته سلوكاً ، لاعتقاده أنه مفيد ، أو أنه يرفع من شأن المدخن عند الآخرين ، أو أنه مفيد لمواجهة الظروف الصعبة ، إضافة إلى الدافع نحو المغامرة والإستكشاف وخوض التجارب ، وهذا يزيد من نسبة المدخنين ، وبالتالي يرفع من إحتمالية وقوعه في المخدرات كلما تقدم به العمر .