الحياة الزوجية ضرورة ملحة للإنسان، فهي واقع معلن, فلا تُبنَى على الحب الخيالي الذي يشاهد في الشاشات، ويقرأ في الروايات الخيالية، إنما ذلكم زيف مضل، وكذب باطل، ومن علم اليقين إلي عين اليقين أن رحلة العمر لن تبنى إلا على أربعة عناصر:
*أول هذه العناصر: قناعة العقل* بأن هذا الارتباط أتى من قناعة تامة، وموافقة سابقة, على هذا الارتباط فلا تبنى على الحب فهو مشاعر والمشاعر متقلبة، ولا على الجمال فالجمال يهرم، ولا على المال فالمال لا يشتري الراحة، ولا منه استراحة، و لا على النسب والحسب فهما لا يُدخلان جنة ولا نارا. ومما يساعد على كسب القناعةِ الاستخارةُ والاستشارةُ فتكشف بإيضاح في الأمر عن عزيمة الشك فيه.
*وثاني هذه العناصر: الدين*، فالدين لا يقبض عن الحياة، ولا عن طرف الحياة ولا عن السعادة، فلا بد من زخرف الحياة، ولا بد من خير الحياة، ولا بد من حلاوة الحياة، فلا رهق في الدين، ولا ضيق في التطبيق، وبالدين سعادة لا تعاسة، يسر وسماحة، وعلى منهج المصطفى -صلى الله عليه وسلم- نسير جوهر لا مظهر.
*وثالث هذه العناصر الأخلاق*: فبذل الندي من احترام، وتقدير وتنازلات، وطيب معشر وجمال كلام، وصبرٍ على ما يحدث وما يحصل، ثم كف الأذى؛ فلا سخط ولا تذمر ولا سب ولا شتم، فهذان رقي عقل، وسمو خلق.
*ورابع هذه العناصر الرضى** : بأقل مما أنت فيه وبدون ما أنت عليه، فهو حالة إيجابية يسعد ويسَّر. *
*أختم*: بأن السعادة بارزة توجد، وأن الكمال المطلق ضالة لا توجد…
بندر الحنيشي
دكتوراة في الفقه المقارن، وعضو المحكمة الدولية بلندن
@b_alhnishi
مقالات سابقة للكاتب