حاضنة الماضي المجيد لأهالي الحجاز ومجتمع خليص .. رسمت السعاده بخيراتها على الجميع وصنعت أجيالاً تبني في عمق الحاضر واطراف الوطن بشموخ .. دون منّة مكان أو زمان .. إلا أنها اليوم تقف (حامضة) شائخه أمام عقوق أبنائها ومصادرة حقوقها العامة من بعض الجهات الإدارية المركزية الجائرة في محافظة (خليص) وبصفته الاعتبارية الأمين الذي ضيع أمانته مابين كرم دولة وبخل محافظة .. إلا أن الرياح تجري بما لايشتهي السفن .. رغم سعى عدد من أبنائها ونضالهم الشديد بالمطالبة بحقوق المواطن المشروعة للتنمية المستدامة من الدولة تعلمياً وصحياً وخدمات طرق ومواصلات من ولاة الأمر وعدد من الجهات الوزارية فتحقق جزء وضاعت أجزاء دونى أدنى درجات الرضا التي تكفل للانسان العيش وتحقق شيئاً من وطنيتة .. إلا أن ( المعاناه الحقيقية ) التي أصابت البرزه وأهلها ذلك الشبح من الفقر الآليم بالخدمات والأدهى والأمر الكم الفاضح من الصد والهجران والتهميش المهين والتجاهل المبين الذي حاصر البرزة وأهلها وخيّم على قراها والمراكز التابعة لها طوال العقود الأربعة الماضية من سوء الإدارة الخدمية بمحافظة خليص وإدارتها المشغلة لمقدرات الوطن .. والتي تعاملت مع خطط التنمية بالبرزة وماجاورها بالتجاهل والذل مع سبق الإصرار والترصد يتبعها قصر النظر الذي يصل حد التعمّد في توزيع موارد التنمية وحرمت البرزة وصامت عن معظم مقومات الحياة الكريمة .. حتى دق ناقوس الخطر نتيجة لتلك السياسات العدائية والتصرفات المقيته ضد تنمية البرزة واستقرار أهلها ليبدأ مشوار الجفاف و الألم وتبدأ معها مواسم الهجرة من البرزة والنفير إلى المدن الكبيرة ..
كل هذا نتيجة سياسة قاصرة مرتبكة متلونة بل أمر وأدهى من ذلك مع نفسيات مريضة متعصبة أقصت هذا الجزء الهام الربيعي من خارطتها (البرزة) من تنمية محافظة خليص والمراكز التابعة نتيجة قصور في توزيع مقدرات الدولة بمحافظة خليص وهشاشة المتابعة وانعدام المراقبة .. البرزه اليوم تشكي الحال حتى تكاد تكون خالية من مقومات التنمية الخدمية التي تقدمها وزارة الشئون البلدية نتيجة السياسة العقيمة للمشاريع البلدية وحججها الواهية ومبرراتها الذائبة (ما عندنا إمكانية ، مانزلت ميزانية) تمارس التقيّة مع أهلها وجيرانها المقربين أو أصحاب النفوذ مع العنوان الأبرز ( لا ) لخدمات البرزة والقرى التابعة لها .. ( لا ) للطرق الرئيسية بها .. ( لا ) لربط الأحياء بالطرق الفرعية .. (لا) للإنارة حتى بشوارعها الصغيرة المبللة بشيءٍ من الاسفلت ..( لا ) لحلم أرصفة وتحديد مسار الشوارع ( لا ) .. لكافة انواع درء السيول لحماية أحيائها وسلامة أهلها .. ( لا ) للنظافة وصحة البيئة .. ( لا ) لحماية عشوائية البناء .. ( لا ) للعمل في إيجاد مخططات نموذجية لأهالي البرزة .. حتى تمكنت الضيقة من نفوس أهالي البرزة وبلغ اليأس حده من عدم العدالة في توزيع مقدرات الدولة في الخدمات البلدية .. لتتجدد معها الهجرة في كل موسم .. حتى بدأت في السنوات الأخيرة هجرة معظم أهالي البرزة الى وسط المخططات المعتمدة وسط أحياء خليص .. وفي ظل هذه الفوضى الخلاقة من تباين التنمية بالمحافظة من عشوائية التخطيط وسوء (الدبرة) في توزيع الميزانية على تنمية المكان والإنسان .. يبقى الحال بمركز البرزة في تدهور وانحدار من كل مقدرات الحياة التي تنعم بها بلادنا الغنية في ظل التجاهل والاستخفاف الإداري بالمحافظة بأهالي البرزة .. حيث تتواصل علامات التعنت وقصور خطط التنمية وتعثرها حتى مع أبسط مقومات الحياة ( الماء ) يتعثر الفكر الإداري بمحافظة خليص ويصيبه الوهن عندما يتحرر الطلب من أهالي البرزة ، حتى تمديدات مياه الشرب أهملت وحجبت عن أهالي البرزة ..فمازال السقية تأتي عن طريق ( الشحاذه ) أو عن طريق ياحظ يانصيب مع المتعهد قد يأتيك برميل النقل المتهالك بشربة بعد شهر وقد لايأتيك وتنضم للطابور مرة آخرى .. ولم تقف المنغصات عند هذا البلاء بل تزداد سوء الى الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي .. للكم الهائل من الترهل والاهمال من سوء التمديدات والصيانة …
ولم يقف السوء عند هذا الحد من الإهمال .. بل تجاوز دور الصحة والمساجد وبقية المرافق والتي أصبحت كالدرعى ترعى في البرزة بعد أن أصابها الإهمال الإداري والرقابي وقد يطالها الفساد حتى أصبحت قاب او قوسين أو أدنى من الإقفال النهائي …
البرزة زارتني في منامي ذات مساء تستغيث بأبنائها المخلصين ..لنفض غبار الكساد والاهمال ونبذ الأنا الظاهرة والباطنة التي تصارعه منذ سنوات بعيدة ..
• البرزة تنادي بعدالة توزيع الخدمات ومقدرات التنمية في القرى والمحافظات ..
• البرزه تستنجد بأبنائها المهجرين لانقاذها من جور الاضطهاد الإداري ومصادرة حقوقها المنهوبة …
بدر سالم الشيخ – البرزة
مقالات سابقة للكاتب