استضافت أسبوعية الدكتور عبد المحسن القحطاني، صاحب المعالي أ. د. مدني عبدالقادر علاقي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء سابقاً؛ ليلقي محاضرة بعنوان (سيرة ومسيرة)؛ وأدار الأمسية الإعلامي الأستاذ مشعل الحارثي؛ وقد بدأ مدير الأمسية بالتعريف بالضيف حيث أشار إلى أن الضيف الكريم ولد في صبيا ونشأ في جازان وترعرع لأب مثقف محب للأدب وكان رئيسا لبلدية جيزان التي بين أحضانها ومروجها انطلق اخذ منها الاصالة والعزم ودرس في مدارسها سنين تعليمه الأولى ثم انتقل وهو ابن الرابعة عشرة الى مكة المكرمة لإكمال دراسته الثانوية ثم سارت قوافل تعليمه الجامعي والاكاديمي بين القاهرة وامريكا فحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة في سنة 1384هـ، وبعد العودة عمل لفترة في الخطوط السعودية، ثم ابتعثته جامعة الملك عبد العزيز لدراسة الماجستير من اريزونا بأمريكا سنة 1388هـ ثم توجها بدرجة الدكتوراه من نفس الجامعة ثم عمل مدرسا ثم أستاذا مساعدا ثم أستاذا مشاركا ثم ترقى إلى درجة أستاذ لكرسي إدارة الأعمال ثم تدرج في وظائف قيادية وادارية بالجامعة؛ ثم وكيلاً لمدير الجامعة للدراسات العليا؛ حيث كان يرأس إدارات وأقسامًا علمية منتجة للجامعة. مثل: مجلس الدراسات العليا في الجامعة، والمجلس العلمي، ومركز النشر العلمي، ومركز البحوث العلمية. وكانت هذه مجالس مهمة جدًّا بالنسبة للعمل الأكاديمي في الجامعة؛ ولم تطل فترته في الدراسات العليا حيث تم تعيينه بها في شعبان 1415هـ، ثم صدر الأمر الملكي بتعيينه في الوزارة في 6 ربيع الأول 1416هـ مما يعني أنه مكث سبعة أشهر، الى ان وصل الى وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء. واستمر في الوزارة لفترتين مدتهما ثماني سنوات، ولديه العديد من المؤلفات في مجال الإدارة خاصة إدارة الموارد البشرية.
ثم انتقل الحديث للمضيف الدكتور عبد المحسن القحطاني ليقدم كلمته الترحيبية، حيث بدأها بالإشارة إلى أن انقطاع الأسبوعية كان بسبب إقامتها لفعالية في القاهرة بمحاصرة للأستاذ محمد القشعمي عن الرواد السعوديين الذين درسوا بمصر.
ثم أشار إلى أنه يعرف الضيف منذ 40 عاما في جامعة الملك عبد العزيز، هو رجل يعشق العلم وزهد في المناصب الإدارية من أجل العلم ليكون أستاذ جيل، ولولا عصاميته لما تفتق ذهنه عن ذلك، وها هو يدلف إلى الثمانين من العنر وهو بفضل اللّه في كافة قواه، لأنه تمتع بنظافة اليد وسلامة الفكر.
ثم بدأ معالي د. مدني محاضرته بالإشارة إلى أنه يعتز بالأسبوعية ويتلقى الدعوة بالمحاضرة فيها منذ سنوات، وقد استجاب في هذه المرة لدعوة د. عبد المحسن، وترك له اختيار الموضوع فاختار موضوع (سيرة ومسيرة) لأنها عنوان كتابي، ولم أكن راغبا في الحديث عن نفسي بل وددت لو حاضرت في مجال تخصصي في الإداري، ولكن سيرتي بدأت بالطفولة في مدينة جيزان، ومسيرتي انتهت بالتقاعد في مدينة جدة.
وأضاف علاقي قائلاً: إن رغبته في التعليم كانت حلما صعب المنال في هذا الزمان، في مدينتنا البعيدة عن مراكز التعليم والثقافة في المملكة، ولكن كان أهم الداعمين لي الوالد رحمه اللّه وأخي الأكبر السفير محمد علاقي، ولكن كانت شفقة أمي دائما عقبة أمام الاغتراب لأنني ابنها الوحيد مع ثلاث بنات، ولكنها صبرت وتحملت غربتي في مكة المكرمة على أمل أن أعود بعد الثانوية مدرساً او موظفا في جازان، ولكنني صدمتها برغبتي في الدراسة الجامعية بمصر، فاستسلمت لرغبتي، مشيرا إلى أن البدايات تنعكس على المسيرة التعليمية للمرء، فأنا عندما كنت طالبا في الصف الثاني بالمرحلة الابتدائية، طلب مني المدرس كتابة رقم حسابي على السبورة، فاخطات في كتابته، فهددني بأن أعود للصف الأول، فحزنت وجلست ابكي، وأصابتني بعدها عقدة من الرياضيات حتى أنني عند الابتعاث للدراسة الجامعية في مصر، كتبت اختياراتي الحقوق والآداب.
وختم الضيف محاضرته بقوله: لم أكن أعرف مهام وظيفة وزير الدولة قبل أن أتولاها، ومن خلالها اتيح لي الكثير من المهام، حيث كنت أمثل المملكة في كثير من المؤتمرات والفعاليات، ومرافقة قادة العالم، كما أكسبتني العديد من الخبرات حيث كنت احل محل زملائي من الوزراء أصحاب الحقائب في إجازاتهم، فوزير الدولة هو عضو كامل العضوية في مجلس الوزراء، وقد كنت قريبا من قيادتنا الرشيدة وتعرفت على الخلق الكريم من لدن الملك فهد والملك عبد اللّه والأمير سلطان رحمهم الله، ومن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان أميرا للرياض.
ثم فُتح باب الحوار للمداخلين، حيث شارك فيه مجموعة من الحضور منهم: م. عبد الله سابق، مأمون بنجر، عادل زكي، د. أشرف سالم، أحمد عايل فقيهي، خليل الغريبي، د. يوسف العارف، م. سعيد فرحة الغامدي، د. محمود الثمالي.
وفي الختام قامت الأسبوعية كعادتها بتقديم شهادتي تكريم لضيفي الأمسية، قدمها الأستاذ عبد الوهاب أبو زنادة للمحاضر، والمستشار عبد اللّه علي سابق لمقدم الأمسية.