اليوم أعود من جديد لأرفع قلمي الذي طال مكوثه في درج المكتب و انفض الغبار عن تلك الأوراق..
السخرية في كل ذلك أن ما سأكتب عنه هو نفسه سبب توقفي عن الكتابة..
لندخل في قضيتنا دون أن نطيل..
القضية التي أريد أن أسلط الضوء عليها اليوم ومن واقع التجربة التي مررت بها هي معاناة المطلقات في المجتمع..
كوني أول مطلقة في منطقتي حصلت على كامل حقوقها بعد مرافعات كثيرة في محكمة الأحوال.. وحصلت على كامل حقوق أبنائي حسب نظر القانون وليس قناعتي.. فأنا لازلت أرى ظلم للأبناء في هذا الجانب وسأوضح ذلك في سياق الكلام القادم..
طرحي للموضوع في الصحيفة هي محاولة مني لتحريك الرأي العام وإعادة النظر في كل الأمور التي تخص هذه الفئة..
سمع الكثير بقصتي وتلقيت الكثير من الإتصالات التي تطلب الرأي والمشورة ، وكيف تحصل على حقوقها وحقوق أبنائها..
ولكن دائماً هناك حد في نقاشي معهم أنه للأسف هذا فقط ما ستحصلين عليه لا أمل في أكثر من ذلك..
كلنا نعلم قسوة الإنفصال وأثره على المرأة حتى لو كنا لا نستطيع تخيل تبعاته والمثل يقول : (النار ما تحرق غير رجل واطيها).
سأتجاهل اليوم كثير من النقاط المهمة في قضية المطلقات
مثل :
قلة نفقة الأبناء وعدم إلزام الأب بتوفير سكن وعدم إلزام الأب بمصاريف التعليم وكسوة المدارس وقلة نفقة الكسوة للعيدين التي لا تغطي ربع التكلفة..
يراعى في كل ذلك الزوج وحاجته لزوجة ثانية بديلة وينظر لكمية القروض والديون المختلفة ويتم التجاهل عن مالديه من مصادر دخل آخرى كونها مسجله بإسم أمه أو أخته..
كل ذاك سأترك النقاش فيه لأنني سئمت لا غير..
عزيزي القاضي..
كوني أم أرادت أن تؤدي دورها وتقوم بواجباتها وتمنح أبنائها الحنان والحب والتربية تحت رحمتها وفي كنف حنانها لا يمنحكم الحق أن تسلبوها حقها في الحياة وتسلبوها حقها في الراحة..
ولا يعطيكم الحق في جرحها وتحميلها مسؤوليات فوق طاقتها.
تحت شعار( إنتي اخذتي الحضانة تحملي ولا رجعيهم لأبوهم) ومن حق أبوهم إذا تزوجتي أن يأخذهم منك !
.. وبهذا يكون للرجل الحرية الكاملة وعلى الأم الحاضنة مواجهة مصاعب الحياة كاملة بمبلغ زهيد لا تعلم أين وكيف وعلى ماذا تصرفه..
لكل من يسمع الصوت لكل المجتمع..
نعم أنا أخذت حضانة أبنائي لأقوم بدوري كأم ولأن وجودي في حياتهم مهم.. لكن يجب أن لا يلغي ذلك دور الأب ويجب أن يلتزم إلتزام كامل بكل واجباته الصغيرة والكبيرة..
أخذت حضانتهم كي أمنحهم الأمان والاستقرار.. ولكن تحت ضغط المسؤوليات وكوني أم وأب في نفس الوقت لم يعد لدي الوقت لكل ذلك، تسرقني هموم الحياة ومتطلباتها منهم..
وربما ضغطت علي وأدخلتني في حالة نفسية قد تؤثر على أبنائي أيضاً..
أنا أأمن الطعام والشراب والمواصلات ومصاريف التعليم.. أنا من يجلب كل احتياجات المنزل ويدفع الفواتير ويتحمل جلب المهندس والكهربائي والسباك للمنزل والدخول معهم في نقاشات حول الأجرة.
أنا من تتابع الأبناء في المدارس وتحل مشاكلهم وتدخل في نقاش مع المعلم والمعلمة لتطمئن أن الوضع في المدارس على ما يرام.. وكوني أم لطفلة مريضة أحتاج تأمين سيارة في أي ساعة من الليل لكي أحمل ابنتي للمستشفى … أأمن العلاج من الصيدلية وأعود لأتابع وضع باقي الأطفال.. وأستقبل يوم جديد بأعباء جديدة.. في حين الأب ينام في سبات عميق ..
لم يعد لدي الوقت الذي أتذكر فيه أنني أنثى لم أعد تلك الفتاة المدللة في بيت والدها ولا تلك الزوجة المدللة في بيت زوجها أنا فقط كائن يصارع بقوة من أجل البقاء.
أريد أن أعيش بسلام مع أبنائي فقط وأقوم بدوري كأنثى وكأم ..
حكم الحضانه يجب أن يحمل بجانبه حكما يلزم الأب بالقيام بكامل واجباته تجاه أبنائه وتأمين احتياجاتهم كاملة والحفاط على الأم لتقوم بدورها في المنزل فقط.
المطلقة : أ. م . ل
من محافظة خليص
ونحن في صحيفة “غراس” نطرح هذه القضية أمام القراء للنقاش وتبادل الآراء ووجهات النظر وطرح الحلول الممكنة لهذه المشكلة ، شاكرين للجميع مداخلاتهم مسبقاً.