بدأتها الخطوط الجوية البريطانية :
“لكي نكون صرحاء، ونظرًا للظروف التي نمر بها، لم يعد بإمكاننا الحفاظ على مستوى التوظيف الحالي لدينا وسيكون هناك فقدان للوظائف – ربما لفترة قصيرة ، وربما لفترة أطول”.
هذه التداعيات الحالية في الإقتصاد بأسباب هذا الوباء المنتشر في العالم ، فإن الركود في القيام بالأعمال الذي توقفت عنه مصانع و منشئات العالم أصبحت هذه تداعياته المُضرة بالشركات العالمية و غيرها ، و هنا نرى بوجوب تدخل الحكومات لمسايرة الشركات و دعمها خصوصًا المُتوقف منها ” إن هذه الإزمة مسؤولية حكومات لا شركات “.
هذا الدعم الذي إن لم يكن للشركات الآن فسوف يكون لموظفيها كمواطنين بلا أعمال قريبًا ، إن توقف الأعمال سوف يُقيم كساد عظيم في سوق الأعمال وفي الدول محليًا للمواطنين ، و أما مصانع الإنتاج الغذائي تُقلل ساعات العمل الان وبعضها توقف و هذا يتزامن مع حالة هلع الناس الذي سبب زيادة على طلب السلع ، فنجد هنا أن الإنتاج يقل و الطلب يزداد مما يؤدي للندرة ، وهذا ليس إشكال سوا للشركات و الحكومات ذات الإستراتيجيات التقليدية فهنالك حلول عديدة وهذا الأمر يُعتبر فرصة ممتازة للشركات المتوسطة و الصغيرة كي تتخذ استراتيجيات تُقحمهم في رأس السوق من خلال هذه الإختلالات و الفجوات التي تحدث .
البنك الفيدرالي أعلن في الأمس بتقديمه سيولة 1.5 ترليون دولار للسوق هذا سِوا شراء السندات و كل هذا من أجل أن تركيد المخاوف ، و بالطبع هذا الفعل يدل على أن فعلًا هنالك مؤشرات أزمة إقتصادية وقعت اليوم و التخوفات من تقدمها فلذلك يحاول الفيدرالي كبح و محاربة هذه الازمة القادمة ، لقد كانت توقعاتي صباح الأمس بحدوث أول مبادئ الأزمة الإقتصادية الفعلية التي توقعتها منذ انتشار المرض خصوصا في شركات الطيران حين إنتشر الوباء في ووهان الصينية فهنا علمتُ بمساعدة بحث قدمته أحد معاهد المال الأمريكية أن هذا قد يسبب حِجر طبي مما يعني توقف شركات الطيران بعدم السفر و كذلك بقلة طلبها للوقود الذي هو يُستمد من النفط فتكون هنالك تداعيات على النفط كذلك ، و اما عن الأمس كانت التوقعات الصباحية في محلها بحيث أنهت وول ستريت في المساء أسوأ جلسة لها منذ عام 1987 بخسارة بخسارة مؤشر داو جونز 10%.
السوق سيعود ، سوآءً على المدى القريب أو البعيد و هذه ثقة تامه و لطالما حدثت إنهيارات و أزمات ثم عادت فإذا حدثت ديمومة لهذا الوباء سوف تحدث اضرار اكبر مما تجعل سنة 2020 لن تكون كسابقها 2019 ، و أما عن المدى القريب إذا تباشرت دعاوي علاج هذا الوباء قبل أن تحدث تضررات دائمه بسبب إطالة الأزمة فإنه سيعود خلال إسبوع لأفضل مما كان عليه ، و انا متأكد أن أمريكا هي التي سوف تجد العلاج أو إسرائيل ، و في غضون كل هذا نرى بتأمل أن تضررات كورونا الفعلية هُما إثنان :
،
نذالة الإنسان ، عندما تجعلهم القهرية في أنفسهم بتلويث المصاعد و الأماكن العامة بغية نشر المرض.
هلوع الإنسان ، عندما يجعلهم الخوف في أنفسهم يحتاطون بكل شيء حتى أضروا السوق بغية النجاة.
أما المرض نفسه العديد عنه تعافى و القادم له أفضل و ما هو سِوا حادثة بجعة سوداء ، و التي تعني في الإقتصاد حدوث أمر نادر و غير متوقع جدًا و لن يصل إليه تحليل قبل حدوثه و يسبب إنهيار و أضرار فادحه ، هو حدث من اللامعقول تحليله و توقعه و يَصب بفجائية مُحدثًا ضررًا كبيرًا ، هذه البجعة السوداء .
مروان المحمدي
مقالات سابقة للكاتب